quot;إيلافquot; ترصد أسباب حالة الجدل بين مختلف التيارات الفكرية
العلمانية فى مصر خطوة للأمام وعشر للخلف
محمد حميدة من القاهرة: تعد العلمانية واحدة من أكثر القضايا الخلافية بين التيارات الفكرية المختلفة في مصر، التي يثور حولها جدل، ربما لا يضاهيه فى قوته اي مجتمع آخر . فما ان يحاول العلمانيون اخذ خطوة للإمام لنشر أفكارهم إلا ما كانت النتيجة مواجهة قوية وعشرات الخطوات للخلف. ولعل السجال الذى دار مؤخرًا على قانون الأحوال الشخصية الموحد ما بين العلمانيين والمناهضين يجسد هذه الحالة الراهنة .
العلمانية فى مصر خطوة للأمام وعشر للخلف
محمد حميدة من القاهرة: تعد العلمانية واحدة من أكثر القضايا الخلافية بين التيارات الفكرية المختلفة في مصر، التي يثور حولها جدل، ربما لا يضاهيه فى قوته اي مجتمع آخر . فما ان يحاول العلمانيون اخذ خطوة للإمام لنشر أفكارهم إلا ما كانت النتيجة مواجهة قوية وعشرات الخطوات للخلف. ولعل السجال الذى دار مؤخرًا على قانون الأحوال الشخصية الموحد ما بين العلمانيين والمناهضين يجسد هذه الحالة الراهنة .
وقد اصدر أكثر من 200 شخصية عامة بيانًا لرفض المشروع باعتبارهمحاولة لفرض العلمانية بقوة القانون دون النظر إلى الشرائع السماوية . وكانت هناك محاولات كثيرة لنشر العلمانية ولكنها أجهضت مبكرًا منها على سبيل المثال ما حدث لفرح أنطوان بعد نشر كتابه ابن رشد وفلسفته عام 1903، إذ أغلقت مجلته (الجامعة)، او ما حدث لمنصور فهمي الذي فصل من الجامعة بعد مناقشة رسالته في جامعة السوربون عام1913 عن quot;حال المرأة فى الإسلامquot; ولم يعد إلى الجامعة المصرية إلا بعد أن تنازل عن آرائه . وما حدث لنجيب محفوظ بعد نشر رواية (أولاد حارتنا) وتعرض لمحاولة اغتيال عام 1994 . وفرج فودة الذى صدرت فتوى بقتله وأغتيل عام 1992 . ونصر حامد أبو زيد الذى صدر حكم بالتفريق بينه وبين زوجته فهربا معا إلى هولندا . وكذلك آراء بعض الكتاب مثل الدكتور جمال البنا والدكتور سيد على القمنى والدكتور سعد الدين إبراهيم وغيرهم من دعاة العلمانية وكلها محاولات فردية وجدت معارضة شديدة من الدولة والمجتمع.
والملاحظ في السنوات الأخيرة تحديدًا منذ عام 2006، وتجري محاولات لنشر العلمانية بشكل علني ومنظم من خلال مؤتمر يعقد بشكل دوري في الأول من مارس/آذار كل عام، يهدف إلى تأسيس العلمانية كتيار فكري ومعرفي ونشر مفهوم العلمانية بين المثقفين داخل المجتمع كخطوة تدريجية لانتشارها، وقد عقد في الأول من مارس/آذار الماضي المؤتمر الرابع لتأسيس العلمانية فى مصر تحت عنوان quot;العلمانية طاردة للتعصبquot; ونظمه منتدى ابن رشد المتفرع من الجمعية الدولية لإبن رشد والتنوير بالتعاون مع منتدى الشرق الأوسط للحريات . وعلى الرغم من هذه المحاولات، إلا ان مستوى التجاوب في المجتمع المصري لم يكن على قدر الجهد المبذول، وهو ما يؤكده العلمانيون أنفسهم باعتراف الدكتور مراد وهبة في المؤتمر الأخير بأن العلمانية تحتاج إلى عشرات بل مئات السنين حتى تنتشر وتترسخ في أذهان الناس.
وهذا دفع quot;إيلاف quot; الى التحقق في أسباب ذلك من خلال استطلاع آراء العلمانيين والشارع ورجال الدين والتيارات الفكرية المختلفة :
العلمانيون: العلمانية ليست ضد الدين أو بديلة له ولكنها منهج فى التفكير
منى أبو سنة |
في البداية تقول الدكتورة منى أبو سنة الأمين العام لمنتدى ابن رشد الذي يرأسه الدكتورمراد وهبة ان أول مؤتمر علني منظم على مستوى العالم العربي لتأسيس العلمانية في مصر عقد في 2006، في ضوء التعريف الحديث الذي وضعه المفكر والفيلسوف الدكتور مراد وهبة والذى يعرف العلمانية بأنها (هي التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس كما هو مطلق) وهو يطرح للمرة الأولىفي العالم كتعريف منظم للعلمانية وكل ما سبق من فهم للعلمانية كان من خلال تعريفات قاموسية فقط . وفي ضوء هذا التعريف فإن المطلق يعني الأشياء التي تتجاوز العالم الطبيعي أي التي أعلى من قدرة الإنسان، أما النسبي فهو كل شيء متغير وغير ثابت وهذا التعريف مرتبط بالعلم وبالناحية الثقافية والفلسفية ويهدف إلى تغيير ذهنية البشر، حتى لا يخلطوا بين المطلق والنسبي . والمطلق قد يكون فكرًا أو معتقدًا ليس بالضرورة أن يكون دينيًا ولكنه ثابت ولا يقبل التغيير، ومن واجب المثقفين تبسيط هذا المصطلح وتوصيله للجماهير.
وتؤكد ابو سنة ان أصل كلمة العلمانية بفتح العين من كلمة العالم وقد أقر مجمع اللغة العربية بأنها مشتقة من العالم وفي الإنكليزية مشتقة من اللفظ اللاتينى saeculum أي العالم الزمني أي أن العالم متزمن بالزمان وتترجم كلمة العلمانية إلى الإنجليزية secularization وهى لا تعنى فصل الدين عن الدولة كما يعتقد بعضهم، ولكن تعتبر الدين شأن خاص بين الإنسان وربه. وبالتالي لا يجب الخلط بين الشأن الخاص مثل الدين وبين الشأن العام مثلا إذا كنا فى دولة تحدد نظام العمل للفرد بـ8 ساعات يوميًا، فلا يجوز للفرد أن يترك العمل لكي يصلي، ولكن يمكنه أن يصلي في المنزل أو بعد إنتهاء العمل. وتضيف ابو سنة أن الأديان لا تعطي العقل فرصة للتفكير، لأن الفرد يلقي بمسؤوليته على سلطة عليا، لأن هناك مفهومًا خاطئًا عن الله بأنه يحيا معنا في كل مكان وهذا يعني أن الفرد غير راشد وأن الله هو المتصرف في كل الأمور وهذا غير صحيح على حد قولها.
| محمد فرج |
اما محمد فرج الأمين العام المساعد لحزب التجمع وعضو منتدى ابن رشد يرى أن العلمانية ربما تكون ضعيفة في مواجهة تيار الأصوليين (الإسلاميين) المتشددين بسبب التشويه الذي يترسخ في أذهان الناس على اعتبار أن العلمانية ضد الدين أو كمرادف للكفر والإلحاد ولابد من توضيح أن العلمانية ليست ضد الدين ولكنها تعمل في مجال الواقع لأنها منهج للتفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس كما هو مطلق .وبالتالى هذا يحدد مجال للعلمانية للعمل فيه وهو الواقع أما الدين فهو تسليم بالإيمان . وأوضح أن العلمانية هى فصل الدين عن السلطة السياسية كما حدث فى أوروبا قديما عندما اختلف الناس مع الكنيسة وسلطتها وليس مع الدين وتشريعاته ، وطرح إشكالية أخرى هي فصل الدين عن العلم وعدم الخلط بينهما لأن العلم نسبي ومتغير أما العقائد فهي ثوابت ومطلقات لا يمكن أن تناقش عقليًا والدين من المكونات الثقافية والعقلية لأي إنسان ومعنى فصل الدين عن الدولة يعني فصل الإنسان عن الحياة وليس هناك دولة مؤمنة وأخرى كافرة ولكن هناك شخص مؤمن وشخص كافر وهذا يعني أن الدين أمر شخصي بين الفرد وربه أما الدولة فلا بد أن تكون في إطار سياسي يمارس فيه الجميع حقوقهم السياسية دون النظر إلى عقائدهم الشخصية . وأضاف فرج أن العلمانية عندما جاءتنا من الغرب قلنا هذه بضاعتنا ردت إلينا لأن الغرب أخذها من مؤلفات ابن رشد وغيره من الفلاسفة العرب دون أن ينظروا لكونه مسلمًا أو عربيًا، وإنما لأن هذه الأفكار كانت سببًا في تقدمهم. وأشار إلى أن العلمانية تبحث عن المصالح أينما وجدت حتى لو تصادمت مع النصوص الدينية بمعنى تفسير النصوص الدينية حسب المصالح وفقًا للتغيرات الزمانية والمكانية لأن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان، وبالتالي فإن التأويل في النصوص الدينية يكون لخدمة المجتمع ولخدمة الدين نفسه حتى يكون صالحًا لكل زمان ومكان.
| صلاح الزين |
ومن جانبه يقول الدكتور صلاح الزين أستاذ الكيمياء العضوية بمعهد بحوث البترول ورئيس الحزب الليبرالي المصري تحت التأسيس وأحد الأطراف التي شاركت في تنظيم المؤتمر الأول لتأسيس العلمانية من خلال ما كان يسمى بحزب مصر الأم تحت التأسيس، إن هناك محاولات لإنشاء هذا الحزب بعد رفض المحكمة الإدارية العليا ولجنة شؤون الأحزاب لتأسيس حزب مصر الأم ونحن نتبنى العلمانية كضرورة لتقدم المجتمع وقد اشتركنا في المؤتمر الأول في ضوء تعريف الدكتور مراد وهبة، ولكننا وجدنا أنه تعريف ثقافي وفلسفي ويعبر عن علمانية الأفراد وبالتالي فهذا التعريف لا يعنينا لأنا نبحث عن علمانية الدولة ككل من خلال السياسة. وهذا يتفق مع أصل كلمة علمانية وهي كلمة سريانية مشتقة من علمايا وتعني الشعب وهذا موجود في كتاب تاريخ القرآن للمؤلف الألماني تيودور نولدكه، وبالتالي فالعلمانية ليس لها علاقة بالعلم ولا بالعالم ولكن بالناس أو الشعب وتستخدمها الكنيسة القبطية كوصف للشخص الذي يتم تعميده بعيدًا عن الإكليروس وأوضح أنه يهتم بعلمانية الدولة التى تتعلق بالعلاقات بين الأفراد وتعني التصويت من خلال الشعب حتى نتخلص من وصاية أي فرد أو جماعة أو عقيدة وبالتالي لا يطبق أي قرار إلا من خلال التصويت الدوري المتكرر حسب رأي الأغلبية السياسية وليس الأغلبية الدينية في إطار دولة مدنية ومن خلال مبدأ المواطنة، وبالتالي تكون مصلحة الشعب هي الأساس وهذا يعني أن العلمانية تفصل المقدس عن السياسي، وهذا المقدس قد يكون عقيدة أو فكرة راسخة لها صفة القدسية، والغرب لديه ديانات متعددة داخل المجتمع الواحد ولكن ما يحكمهم هو القانون وليس العقائد وبالتالي يجب التمييز بين مهام رجل الدين ومهام رجل الدولة وهذه هي العلمانية التي ننشدها.
ويقول الأستاذ سامي حرك محامى ووكيل مؤسسي حزب مصر الأم الذي يتبنى فكرة القومية المصرية دون غيرها من قوميات سواء كانت عربية أو إسلامية و الذي رفضته لجنة شؤون الأحزاب، أن العلمانية مهما كانت تعريفاتها لا بد أن تنتشر بين النخب من المثقفين سواء كانت علمانية ثقافية من خلال تعريف الدكتور مراد وهبة أو علمانية سياسية كما يقول الدكتور صلاح الزين المهم أن تنتشر العلمانية وأن يتم تبسيط هذه التعريفات حتى يفهمها كل الناس وأضاف بأننا نريد دولة علمانية ذات دستور علماني نبحث فيه عن المصالح وفقًا للصالح العام دون التقيد بالحلال أو الحرام بمعنى أنه إذا رأت الأغلبية بمنع بيع الخمر فلتأخذ برأى الأغلبية وإذا أقرت الأغلبية أيضًا بإباحة الخمر فلا بد من الإمتثال لرأي الأغلبية دون التقيد بالنصوص الدينية . وطالب بأن تكون كل الآراء والأفكار قابلة للتصويت ويكون الحكم دائمًا للشعب من خلال الأغلبية وهذا يعني بضرورة فصل الدين عن الدولة، وهذا ليس تعريفًا للعلمانية ولكن نتيجة من نتائجها. وأضاف قائلاً إن تعريف الدكتور مراد وهبة تعريف سياسي يهرب من مواجهة الشارع وفيه نوع من التحايل على إزدراء وتسفيه الأصوليين للعلمانية والحقيقة نحن نهدف إلى فصل الدين عن السياسة وعن الدولة وعن المجتمع وعن الشارع أيضًا وهذا لا يعني إلغاء الدين ولكن أن يتم حصر الدين داخل أماكن العبادة فقط سواء داخل المسجد أو الكنيسة أو بين الإنسان وربه.
الشارع : فصل الدين عن الدولة مرفوض
وبالنسبة إلى آراء الشارع لا يبدو هناك تجاوبًا من جانبه مع العلمانية، حيث اكد محمد عبدالله بدر وهو محامى لquot;إيلافquot; أن مفهوم العلمانية يعني فصل الدين عن الدولة وهذا مرفوض من وجهة نظره لأن الدين هو أساس الحياة وقال إنه يمارس حياته كمواطن مسلم دون التقيد بمسميات مثل علمانى أو شيوعى أو غيرها من المسميات، وقال إنه لم يسمع أو يقرأ عن العلمانية في الدين الإسلامي ولا يقبل الأفكار السابقة. وأكد المهندس ياسر محمد عبدالله صاحب شركة كمبيوتر أن العلمانية هي بالفعل فصل الدين عن الدولة وفكرة المطلق والنسبى ربما لا تفهمها الجماهير ولكنها من وجهة نظره غير مقبولة لأنها تبعد الناس عن الدين الذي هو أساس الحياة ونحن شعب متدين منذ القدم ولا نتأثر بالأفكار الغربية ومنها العلمانية. وقال إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ولكن أي مشاكل مرتبطة بالدين ناتجة عن تطبيقات خاطئة له. والدولة الإسلامية قادت العالم في فترة كانت تعيش فيها أوروبا في الظلام والتخلف وذلك نتيجة تطبيق صحيح الدين أما أسباب التخلف حاليًا فترجع للإبتعاد عن الدين. وقال أنه لم يقابل أحد العلمانيين بشكل مباشر ولكن أغلبهم من الفلاسفة الذين يتبنون أفكار خاصة لا تتوافق في معظمها مع الدين ومع رأى الأغلبية. وأضاف أعتقد أن هناك مصالح لهؤلاء العلمانيين من التحلل من سلطة الدين حتى يبرروا لأنفسهم الخطأ .
ولما كان العلمانيون يعولون الدور الرئيس لنشر العلمانية على المثقفون في المجتمع كان لا بد ان تقوم ايلاف باستطلاع ارائهم، وكان هناك جدل واسع بين مؤيدين ومعارضين .
المثقفون المؤيدون:العلمانية تساهم في منع التشدد والأصولية ولا تتعارض مع المسيحية
| كمال مغيث |
بداية بالمؤيدين، يقول الدكتور كمال مغيث وهو باحث بالمركز القومى للبحوث التربوية انه يؤيد أفكار العلمانية بشكل مطلق، حيث يقول إن العلمانية تستهدف وجود قاسم مشترك بين البشر دون التقيد بالمعتقدات، لأن المعتقدات هي أمر خاص بين الإنسان وخالقه أما كافة شؤون الحياة فتنظم وفقًا للقانون والدستور باستخدام العقلالذي كان سببًا رئيسًا في تقدم الغرب، أما نحن فنعيش في تخلف ولذلك يجب أن تكون هناك دولة مدنية يحكمها الدستور وليس الدين. ويؤيد الأستاذ ماجد سرور المدير التنفيذي لمؤسسة عالم واحد لتنمية الفكر العلماني بقوله أن العلمانية تليق بالظروف التي يمر بها العالم بمعنى أن العلمانية قد تساهم في منع التشدد والأصولية السائدة في المجتمع والنموذج الغربي نموذج واضح لنجاح العلمانية حيث أن الدين يترك لأصحابه من علماء الدين أما الدولة والمنظومة السياسية فالعقل البشري قادر على إدارتها دون تدخلات دينية وأنا لست أصولي ولا علماني ولكني أرى أن العلمانية هي الحل المناسب لمجتمعنا.
| هاني حنا |
اما الدكتور هاني حنا عزيز مدير عام ترميم آثار يرى أن العلمانية تستهدف نشر العلم فى الحياة العامة باستخدام العقل وأشار إلى أن الكنيسة بها كهنوت وبها علمانيين، وبالتالى فهى ليست كلمة قبيحة فى المسيحية لأنها لا تعوق الدين،وإنما تنظم شئون الدولة من خلال القانون والعلم والقول بفصل الدين عن الدولة هو أمر مقبول من وجهة نظره لأننا نريد دولة مدنية وليس دولة دينية. وهذا يعنى أن أساس الإختيار بين المواطنين يكون على أساس الكفاءة وليس الدين وهذه هى العلمانية الصحيحة التى تعنى إدارة الدولة بالأساليب العلمية التى تساعد فى تنفيذ أمور الدولة على أكمل وجه دون التقيد بالعقيدة،وبالتالى تكون المواطنة هى الأساس والكفاءة هى المعيار وفى الغرب ليس هناك ازدواجية فى التدين بمعنى أن المتدين يطبق صحيح الدين والغير متدين يجهر بذلك دون خوف وبالتالى العلمانية تمنع النفاق.
ويؤكد نفس الرأى القس إسطفانوس ميخائيل راعى كنيسة مارى جرجس والقديس بشنونة بمنطقة فم الخليج بقوله أن أفكار العلمانية لا تتعارض مع الدين المسيحي وتعزز الحكم العادل الذى نتمناه وتؤدى إلى قبول الآخر وتعايش الأديان جنبنا إلى جنب وتنظم ممارسة الشعائر الدينية داخل المسجد والكنيسة وبالتالى فهى لا تتعارض مع الدين.
ويؤكد نفس الرأى القس إسطفانوس ميخائيل راعى كنيسة مارى جرجس والقديس بشنونة بمنطقة فم الخليج بقوله أن أفكار العلمانية لا تتعارض مع الدين المسيحي وتعزز الحكم العادل الذى نتمناه وتؤدى إلى قبول الآخر وتعايش الأديان جنبنا إلى جنب وتنظم ممارسة الشعائر الدينية داخل المسجد والكنيسة وبالتالى فهى لا تتعارض مع الدين.
ويرى الدكتور أنور مغيث أستاذ الفلسفة السياسية بكلية الآداب جامعة حلوان أن العلمانية هى الفصل بين الدين والدولة وليس الفصل بين الدين والعالم العام .وبالتالى فهى لا تلغى الدين لأنه علاقة خاصة بين الفرد وربه لذلك فهى ضرورية للمجتمع .ويرى أن تعريف الدكتور مراد وهبة تعريف ثقافى فقط،quot;أما إذا تحدثنا عن السياسة بإسم المطلق فلن تكون هناك إمكانية لنقد أو مراجعة هذا الرأى السياسى، ولذلك من حق أى إنسان أن ينطلق فى تصور للإصلاح بشرط أن تكون كل الأفكار قابلة للنقدquot;، أما من يأخذ برأى الدين فقط فإنه يبحث لنفسه عن الحصانة التى تمنع الآخرين من أن يوضحوا ما به من عيوب والسياسة هى تطبيق ما يحتاج إليه الناس وليس ما يريدونه، وبالتالي المشكلة ليست فى قبول الناس للعلمانية من عدمه، ولكن طبقا لرؤية سياسية معينة تحدد ما يحتاجون إليه لتدبير عقلى رشيد لشئون هذا الوطن الذى يجمعنا مسلمين ومسيحيين، متدينين وغير متدينين من خلال الدولة المدنية العلمانية، ولفظ المدنية مطابق للدولة العلمانية ولكن هذا المصطلح أهال عليه الإسلام السياسى التراب وجعله مصطلحا مكروها فقد جعل العلمانية معارضة للدين وهذا غير صحيح، ولهذا نحتاج إلى وعى ثقافى وإرادة سياسية وتشريعات جديدة وقراءة لتطور المشهد العالمي المعاصر، لكى يصل الناس إلى تقبل العلمانية وبالتالي يجب أن تراعى الاتفاقيات الدولية والحقوق التي جاءت بإجماع عالمي من الثقافات المختلفة.
| عزة عزت |
المثقفون المعارضون: العلمانية فكر غربى مستورد يستهدف هدم الدين والهوية
وبالنسبة للمعارضين تقول الدكتورة عزة عزت أستاذ التحرير الصحفي بجامعة المنوفية والمنيا، انها ترفض التوجه العلمانى بكل أشكاله وتعريفاته،مضيفة بأن هذا الفكر لن يتفق مع التيار الدينى المتزايد فى مصر،لأن المصريين متدينيين بالفطرة وتقول بأن الإسلام لا يتناقض مع إعمال العقل وحول قول البعض بأن أوروبا تقدمت بعد التحرر من سلطة الكنيسة .وتقول بأن الكنيسة كانت تقف ضد العقل والعلم معا، وهذا غير موجود فى الإسلام،وبالتالى فليس هناك مقارنة بيننا وبين الغرب وهذه المصطلحات مثل الماركسية والشيوعية والوجودية وغيرها لم تجد نجاح يضمن لها البقاء والاستمرار .وقالت أن النموذج التركى قابل رفض شديد وفرض بضغط شديد وحاليا هناك إتجاه إلى التدين فى تركيا ولكن يقابله تعصب أعمى من العلمانيين فى منع انتشار التوجه الإسلامى فى تركيا مثل حظر الحجاب فى الجامعات .
| الفت العربي |
الأستاذة ألفت العربى مثقفة وكاتبة رأى ترفض التوجه العلمانى وتقول بأن الشعب المصرى لديه ثقافة دينية ولا يمكن التأثير عليها بنشر تلك الأفكار الهدامة التى تبعد الدين كليا من المجتمع رغم ما يقولونه بأن العلمانية لا تلغى الدين فهذه مجرد أقوال مثل السم الذى يوضع فى العسل حتى يتمكنوا بشكل تدريجى من القضاء على الدين وهذا يشكل خطورة على المجتمع.
| عبدالفتاح عساكر |
اما الكاتب والمفكر الإسلامى عبدالفتاح عساكر يقول أن الإسلام أكثر علمانية من العلمانيين أنفسهم لأن أول كلمة نزلت فى القرآن هى إقرأ وهى دعوة لاستخدام العقل والدين هو فطرة الله التى فطر الناس عليها ولا يجب أن نتبع هذه الأفكار البعيدة عن الدين والتى تستهدف لتأويل النصوص الدينية وتفسيرها حسب أهواءهم الشخصية وهو ما يؤدى إلى الضلال والإشراك بالله.
بينما الدكتورة سهير عبد العال عضو مجمع البحوث الإسلامية ترفض العلمانية بكل مسمياتها أو تعريفاتها وتقول أن العلمانية تعنى الإنسان الذى لا يتخذ الدين كحاكم لكل تصرفاته وتعتبر انتشار هذا الفكر من علامات غضب الله علينا لبعدنا عن الدين وهذا هو سر تخلفنا ولكى ننهض ونتقدم لابد من التمسك بالدين وممارسته بشكل صحيح وتوضح بأن العلمانية فكر غربى مستورد يستهدف هدم الدين والهوية وتعتبر التقدم الغربى تقدم ظاهرى بدون أخلاق وأن أى حضارة تبدأ فى التقدم حتى تصل إلى النهاية ثم تندثر والفكر العلمانى هو موضة أوموجة عارضة وسوف تنتهى وسيعود الناس إلى دينهم الذى هو أساس التقدم.
الاحزاب : العلمانية مزاعم وأكاذيب تستهدف زعزعة العقيدة والمجتمع لن يقبلها
وكان لابد ان نستطلع رأى الأحزاب فى العلمانية، وقال النائب محمد أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية:أن العلم شئ عظيم وابتكار الإنسان من خلال العقل محل احترام، ولكن من خلال ثوابت فى العقائد لا يجب أن تمس، والمصريون متدينون ويميلون إلى الوسطية والاعتدال بطبيعتهم، وعموما يمكن دراسة النموذج التركى كنموذج يستحق التقييم لأن المجتمع التركى قريب جدا من مجتمعنا.
| أحمد جبيلى |
ومن جانبه قال أحمد جبيلى رئيس حزب الشعب الديمقراطي ورئيس تحرير جريدة شعب مصر، أن العلمانية مزاعم وأكاذيب تستهدف زعزعة العقيدة والإيمان لدى الشعب المصري وهذا يأتى نتيجة دولة القطب الأوحد(الولايات المتحدة الأمريكية) التى تقود العالم وتحاول نشر الأفكار الغربية داخل المجتمع، وبالتالى يحاول هذا الفكر أن يجد له مجال فى مجتمعنا وهم يحاولون التسلل بشكل تدريجي لنشر هذه الأفكار غير المقبولة وغير المناسبة لمجتمعنا الذى يتسم بالتدين منذ القدم وبالتالى لن تجد هذه الأفكار أى قبول ولن يكون لها صدى أو تأثير ويجب ألا نقلد الغرب فى كل شئ ضد الدين. ويجب أن نعرف أن حالات الإنتحار تزداد فى الغرب نتيجة البعد عن الدين . ويؤكد أن quot;الدين هو أساس الحياة ولابد من التمسك به والابتعاد عن تلك الأفكار الهدامة التى تريد أن تجعلنا مثل تركيا وأقول أن مصر لن تكون تركيا أخرى ومجتمعنا لن يقبل ذلكquot;.
واتفق أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الإجتماعى ورئيس جمعية الشبان المسلمين مع الرأى السابق بعدم قبول العلمانية،وقال أن العلمانية غير مقبول إقرارها فى دولة لها تراث دينى وثقافى عريق،quot;لأن شعبنا شعب عقائدي متدين بالفطرةquot;، وبالتالي فمن الصعب توجهه إلى العلمانية .ويرى أن طرح هذا الفكر يأتى نتيجة لبعض الإصلاحات الديمقراطية ومناخ الحرية الذى أفرز مثل هذه التيارات الشاذة التى تتنافى مع معتقدات وثقافة المجتمع .وقال أن هذا التيار العلمانى لن يكون له صدى وستكون مجرد محاولات فاشلة وعلى مدار التاريخ لم تستطيع أى قوة فرض ثقافتها علينا، وبالتالى فالتمسك بالدين هو الحل الأساسي لإجهاض تلك التيارات التى تستهدف نشر الثقافة الغربية وزعزعة الاستقرار الداخلى للدولة.
واتفق أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الإجتماعى ورئيس جمعية الشبان المسلمين مع الرأى السابق بعدم قبول العلمانية،وقال أن العلمانية غير مقبول إقرارها فى دولة لها تراث دينى وثقافى عريق،quot;لأن شعبنا شعب عقائدي متدين بالفطرةquot;، وبالتالي فمن الصعب توجهه إلى العلمانية .ويرى أن طرح هذا الفكر يأتى نتيجة لبعض الإصلاحات الديمقراطية ومناخ الحرية الذى أفرز مثل هذه التيارات الشاذة التى تتنافى مع معتقدات وثقافة المجتمع .وقال أن هذا التيار العلمانى لن يكون له صدى وستكون مجرد محاولات فاشلة وعلى مدار التاريخ لم تستطيع أى قوة فرض ثقافتها علينا، وبالتالى فالتمسك بالدين هو الحل الأساسي لإجهاض تلك التيارات التى تستهدف نشر الثقافة الغربية وزعزعة الاستقرار الداخلى للدولة.
علماء الدين: العقل ليس كافيا والعلمانية كفر والحاد وتتعارض مع حكمة الله
| فاضل سليمان |
وحتى تكتمل الصورة كان لابد من القاء الضوء على رأى الدين . ومن جانبه قال الشيخ فاضل سليمان رئيس مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام، أن العلمانية نسبة إلى العلم بكسر العين والإسلام دين علمانى يدعو إلى استخدام العقل ولكن عند العلمانيين تعنى العلمانية إبعاد الناس عن المبادئ التي وضعها الدين وإستخدام العقل فقط فى إدارة شئون الحياة وهذا العقل ليس كافيا لوضع مبادئ يسير عليها الناس والعلمانية والفاشية والنازية وغيرها هى أيديولوجيات بشرية لم تحقق أى نجاح ولذلك يجب على المسلم أن يضع ثقته فى الله وأشار إلى أن هناك أمور متشابهات بين الحلال والحرام يمكن فيها إستخدام العقل وقال أن الشذوذ الجنسى مثلا كان جريمة فى الغرب قبل مائة عام أما الآن أصبح متاح ومقبول لأن الناس أصبحت تعشق المعصية وهناك من يقول أن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان ولكن ليس بالتغيير فى أصول الفقه والتى لا يمكن أن تتغير وأعتقد أن العلمانية هى محاولة من الغرب لنشر الإلحاد والشرك بالله وهناك الفيلسوف الفرنسى الشهير جان بول سارتر الذى أقر بوجود الله قبل وفاته وبالتالى فإن الدين هو أساس الحياة .
وقال الشيخ فوزى الزفزاف الرئيس السابق للجنة الحوار بين الأديان السماوية بالأزهر الشريف، أن الدين لا يعرف علمانية أو غير علمانية وأحكامه ومبادئه واضحة وهذه العلمانية تتعارض مع حكمة الله لأنه خلق الخلق بتفاوت واختلاف وقد أثبتت العلمانية فشلها فى العالم كله وخير دليل على ذلك الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعانى منها الغرب والعالم كله وبالتالي فإن العلمانية مرفوضة بكل أشكالها.
وقال الدكتور عصام العريان نائب المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين أننا لا نريد من العلمانيين أن يطلقوا تعريفات أو مصطلحات لا وجود لها وأرى أنه لا يوجد شئ فى مصر يسمى العلمانية فمصر منذ فجر التاريخ وهى متدينة وحتى أحدث تقرير لمعهد جالوب العالمى رغم أننى لا أثق فى نتائجه، يقول أن الشعب المصري أكثر شعوب العالم تدينا وهناك بعض المتعصبين الذين يرفضون الدين ويتعصبون للعلمانية وفى ظل التاريخ المصري لا مستقبل لأى تيار يهمش الدين وهذا التيار مصيره الفشل وهم كمن يحرثون فى البحر ولن يبعدوا الناس عن الدين باستخدام هذا المصطلح الغربى الغامض وغير المفهوم والدين الإسلامى دين وسطى لا يدعو إلى التشدد والتعصب ولذلك نحن ضد التعصب .
اما الدكتور عاطف عبد الرشيد رئيس قناة الحافظ الفضائية يقول أن العلمانية فكر مستورد لا يناسب ثقافتنا ومعتقداتنا ودعوة هذا الفكر لإستخدام العقل كآلية للتقدم دون وازع دينى قد يؤدى إلى كوارث للبشرية والدين الإسلامى يدعو للتقدم والأخذ بأسباب العلم والتحضر ولكن فى إطار ضوابط أخلاقية وأرى أن التقدم لا يأتى إلا بالتمسك بالدين ومن يريدنا أن نكون مثل تركيا فهذا غير مقبول لأن تركيا رغم أنها دولة علمانية إلا أن الغرب الأوروبى رفض انضمامها للإتحاد الأوروبي والعلمانية كانت سببا فى نشر الفساد والفقر فى بعض البلدان أما الدين يؤدى إلى نشر السلام والتكافل بين الدول وعلى مدار التاريخ كانت العلمانية هى الدولة الغازية المحتلة التى لا قلب لها وهى التى تقتل وتدمر الأبرياء وتتسبب فى تدمير العالم.
وقال الدكتور عصام العريان نائب المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين أننا لا نريد من العلمانيين أن يطلقوا تعريفات أو مصطلحات لا وجود لها وأرى أنه لا يوجد شئ فى مصر يسمى العلمانية فمصر منذ فجر التاريخ وهى متدينة وحتى أحدث تقرير لمعهد جالوب العالمى رغم أننى لا أثق فى نتائجه، يقول أن الشعب المصري أكثر شعوب العالم تدينا وهناك بعض المتعصبين الذين يرفضون الدين ويتعصبون للعلمانية وفى ظل التاريخ المصري لا مستقبل لأى تيار يهمش الدين وهذا التيار مصيره الفشل وهم كمن يحرثون فى البحر ولن يبعدوا الناس عن الدين باستخدام هذا المصطلح الغربى الغامض وغير المفهوم والدين الإسلامى دين وسطى لا يدعو إلى التشدد والتعصب ولذلك نحن ضد التعصب .
اما الدكتور عاطف عبد الرشيد رئيس قناة الحافظ الفضائية يقول أن العلمانية فكر مستورد لا يناسب ثقافتنا ومعتقداتنا ودعوة هذا الفكر لإستخدام العقل كآلية للتقدم دون وازع دينى قد يؤدى إلى كوارث للبشرية والدين الإسلامى يدعو للتقدم والأخذ بأسباب العلم والتحضر ولكن فى إطار ضوابط أخلاقية وأرى أن التقدم لا يأتى إلا بالتمسك بالدين ومن يريدنا أن نكون مثل تركيا فهذا غير مقبول لأن تركيا رغم أنها دولة علمانية إلا أن الغرب الأوروبى رفض انضمامها للإتحاد الأوروبي والعلمانية كانت سببا فى نشر الفساد والفقر فى بعض البلدان أما الدين يؤدى إلى نشر السلام والتكافل بين الدول وعلى مدار التاريخ كانت العلمانية هى الدولة الغازية المحتلة التى لا قلب لها وهى التى تقتل وتدمر الأبرياء وتتسبب فى تدمير العالم.
ويرى الشيخ سيد عسكر عضو مجلس الشعب وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية سابقا أن العلمانية فى أسوأ صورها هى عزل الدين عن الحياة وفى أبسط صورها فصل الدين عن الدولة وقال إن quot;هذه الأفكار تتعارض مع الإسلام كدين ينظم شئون الحياة لأن الإسلام دين ودولة عقيدة وشريعة ولا يمكن للإنسان أن يتحرك دون عقيدة سواء كانت هذه العقيدة صالحة أو فاسدة والذين يقولون بأنه لا سياسة فى الدين فهذا خطأ والدليل على ذلك أن بابا الفاتيكان وهو زعيم الكاثوليكية فى العالم والتى تقول دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله نراه يتدخل فى شئون الدول، وفى لبنان البطريرك بطرس نصراالله صفير بطريرك المارون كلمته نافذة فى شئون اللبنانيين، والأسقف مكاريوس كان يتزعم دولة ويحكمها فى أيامه وهى قبرص ولم يقل أحد أنه لا يمكن أن يتدخل فى السياسة وإسرائيل كثير من شئونها يتحكم فيها الدين فهم لا يفصلون الدين عن الدولة ولا عن السياسة وهذا حقهم رغم الاختلاف معهمquot;.
وأوضح عسكر إن quot;كل هذه التحركات لا هدف لها إلا عزل الإسلام عن الحياة، لكى ينفرد الطغاة بشئون الحياة وتعريف الدكتور مراد وهبة يضع للدين مجال لا يمكن تجاوزه والعقل فقط يدير كافة شئون الحياة وكأنهم يوجدون خصومة بين الدين والعقل وهذا غير صحيح لأن الإسلام حثنا على التفكير وإعمال العقل لأن الإسلام واثق أنه لا تعارض بين العقل والنقل وهم يفترضون عكس ذلك quot;.
وأضاف:quot; أما فيما يخص التقدم الغربى فإنهم تقدموا ماديا فقط ولكن فى مجال الروح والأخلاق هم فى الحضيض وأخلاقهم لا تليق بالإنسان لأنه ليس كالبهائم يعيش لإشباع شهواته ورغباته فقط والدليل على أن العقل غير قادر بمفرده على قيادة الكون هو أن السارق الذى يريد أن يسرق منشأة أو مكان فإنه يفكر ويخطط ويدبر ثم يسرق وذلك باستخدام العقل وهذا يؤكد أن العقل قد يقود إلى الشهوات والرغبات الدنيئة وهذا لا يليق بالعقل وبالتالي فإن الدين هو المصباح الذى يضئ الطريق للعقل ويهديه ويرشده ويصحح مساره لأن الدين من عند الله لينظم حياة الناس وهو ليس مجرد علاقة بين الفرد وربه والدين يحدد المجال لنفسه دون أن يحدده إنسان لأن البشر مخلوق لا يحدد للخالق ما ينبغى وما لا ينبغى لأن الإنسان ليس أكثر علما من الله عز وجل وقد قال تعالى فى القرآن(ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)quot;.
وتابع:quot; ومن يقول أن العلمانية طاردة للتعصب وتؤدى إلى الديمقراطية فهذا غير صحيح لأن العلمانية وقفت ضد الديمقراطية وضد حرية الإنسان فى تركيا ومنعت امراة إختارها الشعب نائبة من دخول البرلمان لأنها محجبة وقد منعوها لأن العلمانية تحارب الدين ومتعصبة ضد الدين وهم يقولون على المتدينين بأنهم أصوليين وهذا غير صحيح لأن الأصولية مصطلح غربى لا يعرفه الإسلام وتعنى العودة للماضى المتعصب المتشنج ونحن لسنا كذلك والإسلام لا يتجزأ فإما أن يؤخذ كله أو يترك كله و هم يريدون أن يترك كله وهذه دعوى إلى إتباع الهوى وبالتالى يصبح الهوى حاكما لنا من دون الله وبالتالي فالعلمانية كفر وشرك وإلحادquot;.




التعليقات