هايدلبيرغ-ايلاف : تحدث البروفيسور هارالد تسورهاوزن، من مركز الأبحاث السرطانية في هايدلبيرغ /ألمانيا،في مؤتمرأوروبي خاص بأمراض السرطان عن امكانية توظيف الأمصال المضادة للفيروسات المرتبطة بالسرطان كعلاج ضد المرض القاتل. وتوقع الخبير الألماني أن تساعد الأمصال التي تعمل على تعزيز الجهاز المناعي للانسان ،في المستقبل،على تجنب 10% من إصابةالسرطان التي تفتك بالانسان.
وذكر تسورهاوزن " لدينا حاليا عشرة ملايين حالة إصابة بالسرطان سنويا في جميع أنحاء العالم من الممكن في المستقبل معالجة نحو 1.25 مليون حالة منها بواسطةالأمصال".ففضلا عن التدخين والتغذية وأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة ترتبط الفيروسات ببعض أنواع السرطان القاتلة ،حيث يعتقد أن لها تأثيرا في الإصابة بسرطانات الكبد وعنق الرحم والغدد اللمفاوية وسرطان الدم.
وأضاف هاوزن أن مصلا جديدا ضد فيروس ينتقل عبر الممارسات الجنسية ويتصل بحدوث نحو 95% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، أعطى نتائج تبشر بالنجاح في أول تجاربه البشرية. وقال أمام المؤتمر "ثبت من خلال التجارب أن المصل يسهل تعاطيه وله قدرة كبيرة على تقوية جهاز المناعة، ويحفز الجسم على اتخاذ رد فعل يدوم لفترة طويلة".
ويتبنى الباحثون وسيلتين مختلفتين في علاج سرطان عنق الرحم، وهو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعا عند النساء، وتصاب به نحو نصف مليون امرإة سنويا في أنحاءالعالم. وتتم الوسيلة الأولى عن طريق مصل أثبت بالفعل بعض النجاح، ويتم الحصول عليه من خلال نزع جزيئات من الغلاف الخارجي للفيروس وعن طريقها يتم إنتاج جزيئات تأخذ شكل الفيروس لخداع النظام المناعي في جسم الإنسان ليتصور أنه يتعرض لهجوم وبالتالى يطلق رد فعل مناعياً. أما الوسيلة الثانية فتستخدم جزيئات تشبه الفيروس لكن بطريقة مختلفة لتحفيز الجهاز الدفاعي عند الإنسان.
وأوضح هاوزن قائلا "لو تمكنا من إتقان هذه الأمصال وتطبيقها بشكل عالمي فإن منع العدوى بأخطر أنواع الفيروسات التي تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية، ستمكننا نظريا من وقف إصابة أكثر من 300 ألف حالة بالسرطان سنويا". وأحرز مصل مضاد لالتهاب الكبد "بي" المرتبط بالإصابة بسرطان الكبد، نجاحا في تايوان. لكن تسورهاوزن قال إن تطوير لقاح مضاد لالتهاب الكبد "سي" أمر أكثر صعوبة وقد لا يكون ممكنا.