تحقيق - يوسف الحرمي: أصبح واضحا ومن خلال الجهود التي بذلت وتبذل حاليا ان قطرتسعي لان تكون مركزاً لعقد المؤتمرات العالمية. وخلال سنوات قلائل نجحت قطر في استضافة فعاليات عالمية هامة يأتي في مقدمتها المؤتمر الاسلامي، والمؤتمر الاقتصادي للشرق الاوسط.. والآن تتزين لاستقبال أهم حدث اقتصادي عالمي وهو المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية المقرر عقده بالدوحة خلال الفترة من 9 إلي 13 نوفمبر القادم.
وكما أكد الخبراء ورجال الأعمال فإن قطر مهيأة لتكون مركزا لعقد المؤتمرات العالمية والفعاليات الاقليمية الكبيرة يدعمها في ذلك توفر مجموعة من العوامل الهامة.
- الموقع الجغرافي المتميز فهي ملتقي الشرق والغرب
- مناخ الأمن والاستقرار
- تحديث البنية التحتية بتطوير المطار واقامة الفنادق الجديدة، والمجمعات السكنية الكبيرة.
- الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية بنجاحها في تنظيم المؤتمرات العالمية والاقليمية السابقة.
اضافة الي ذلك فان قطر تحتل موقعا استراتيجيا باحتياطي الغاز الضخم، مما يعد عامل جذب لرؤوس الاموال الاجنبية للاستثمار في مشروعاتها العملاقة.
الراية استطلعت الآراء حول ما اذا كانت قطر مهيأة بالفعل لان تكون مركزا لاستضافة المؤتمرات العالمية وكان هذا التحقيق:
يشير سعادة الشيخ نواف بن ناصر بن خالد آل ثاني رجل الاعمال المعروف الي ان دولة قطر مؤهلة تماما لاستضافة المؤتمرات العالمية وقادرة علي تفعيل نشاطاتها والوصول بها الي النجاح المنشود.
واضاف ان خبرة دولة قطر في هذا المجال واضحة واثبتت نجاحاتها في المؤتمر الاسلامي والمؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط والمؤتمرات الخليجية والعربية.وبالنسبة لمؤتمر التجارة العالمية الكبير القادم بالدوحة ستكون دولة قطر بلا ادني شك محط انظار العالم، وانها في مستوي هذه الثقة التي اكتسبتها بفضل همة ونشاط وحكمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي صاحب المبادرات والمساعي الطيبة.
قيادات واعية
وقال الشيخ نواف بأن دولة قطر اصبحت اليوم مسلحة بجيل من القيادات الواعية والمتفاعلة مع محيطها الاقليمي والدولي، وعندها من الخبرات مايكفي لتنظيم المؤتمرات الدولية، وعلي رأس هذه الكفاءات القطرية سعادة السيد يوسف حسين كمال وزير المالية والاقتصاد والتجارة وسعادة الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني وكافة الاخوة العاملين في شتي الوزارات المعنية بالأمر.
مهيأة تماما
ويري الدكتور ماجد المالكي مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطر ان دولة قطر مهيأة تماما لاستضافة المؤتمرات العالمية وقادرة علي نجاح مثل هذه المؤتمرات من الناحية التنظيمية والادارية وقد اثبتت قدرتها علي استضافة هذه المؤتمرات وانجاحها بتجربة المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط والمؤتمر الاسلامي وقد كانت هذه المؤتمرات في اكبر واعقد المؤتمرات والحمد لله تمكنت دولة قطر من انجاحها، وذلك لما لها من خبرة في مثابرة شبابها وقيادتها وجديتهم في انجاح هذه المؤتمرات من الناحية التنظيمية اما من الناحية الموضوعية فهذا يتوقف علي عدد الحضور والمواضيع التي تطرح ومدي الاتفاق علي طرح هذه المواضيع.
أكثر من مؤتمر
وقال السيد عبد الله ابراهيم العمادي مدير ادارة المعارض بوزارة المالية والاقتصاد والتجارة أن من واقع التجربة ان دولة قطر خلال السنوات السابقة نظمت اكثر من مؤتمر أو حدث عالمي وكان من خلال هذه التجارب اثبتت أنه بامكانها تنظيم اكبر المؤتمرات واعقدها بشكل جيد يحقق الاهداف المرسومة. وفي نفس الوقت يجد الاستحسان ورضا المشاركين والمسؤولين ومن بين هذه المؤتمرات واهمها المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال افريقيا والمؤتمر الاسلامي بالاضافة الي عدد من المؤتمرات العربية والاقليمية كل هذه تقريبا كانت ناجحة وتم الاعداد لها في وقت قياسي ومن خلال كل هذه التجارب اصبحت هناك قاعدة كبيرة من الكوادر القطرية القادرة علي تنظيم مثل هذه المؤتمرات والفعاليات الدولية والاقليمية في قطر مشيرا الي انه من خلال هذه المؤتمرات اصبح لدي دولة قطر رصيد كاف من التجهيزات والبنية التحتية مثل انشاء الفنادق والاتصالات ومراكز المؤتمرات والمعارض واللجان المتخصصة التي تقوم بالسهر علي ضيوف وزوار هذه المؤتمرات والفعاليات الدولية الي ان اصبحت قطر من اكثر الدول امنا وامانا لاستضافة المؤتمرات في احلك الظروف مثل الظروف الحالية التي تمر بها هذه الأيام.
نجاح باهر
وقال السيد عبد الرزاق محمد الصديقي المدير العام بالوكالة للشركة الأولي للتمويل ان دولة قطر قادرة علي تنظيم واستضافة المؤتمرات العالمية بنجاح وقد اثبتت الدولة ذلك في عدة مناسبات سابقة سواء كانت مؤتمرات علمية أو اقتصادية أو سياسية، وكان آخرها مؤتمر القمة الاسلامية الذي استضافته قطر بنجاح باهر.
واضاف: مما لا شك ان من عوامل نجاح تنظيم المؤتمرات في قطر تحديث البنية التحتية لكي تفي بمثل هذه المناسبات ومثال علي ذلك تحديث مبني مطار الدوحة الدولي وإنشاء الطرق السريعة وبناء نظام اتصالات حديث وزيادة سرعة الانترنت وبناء الفنادق ومراكز للمؤتمرات مشيرا الي ان موقع قطر الجغرافي متميز حيث يعتبر نقطة لقاء بين الشرق والغرب مما يعزز مكانتها لاستضافة المؤتمرات العالمية وكذلك وجود الاستثمارات الاجنبية حافز آخر لعقد المؤتمرات والندوات الاقليمية والعالمية بالدوحة.
وذكر الصديقي بانه من الناحية الامنية فنحن نعتقد بان الاجهزة الامنية مجهزة ولديها الخبرة والدراية في توفير الامن والسلامة لضيوف قطر وهذا نابع من ان الأمن والسلامة مستتبان في دولة قطر عموما.
كوادر وطنية
وقال الصديقي بانه لدينا كوادر وطنية كثيرة ومؤهلة لتنظيم وادارة مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات سواء كانت في وزارة الخارجية او وزارة المالية والاقتصاد والتجارة وقطر للبترول وغيرها من المؤسسات، وبما ان مؤسسات الدولة المختلفة وبالاخص قطاع النفط والغاز دخلت في شراكات لتنفيذ مشاريع عديدة مع المستثمرين والشركات الاجنبية وبذلك يكون لزاما ان تستضيف الدوحة مثل هذه المؤتمرات العالمية، ولا شك ان هذا مكسب اعلامي للدولة يتوافق مع حجم الاستثمارات الاجنبية الموجودة في قطر.
أسباب عديدة
وقال السيد جاسم محمد معروف مدير العلاقات التجارية بالشركة الأولي للتمويل ان قطر في اعتقادي مهيأة لاستضافة المؤتمرات العالمية لعدة اسباب من ضمنها ان قطر تنعم بحالة من الاستقرار والامان، وفي نفس الوقت نأت قطر بنفسها عن الازمات التي تموج بها بعض المناطق في العالم، وممارسة سياسة تميزت بالاعتدال والقبول من مختلف التيارات والاتجاهات الاقليمية والدولية واستطاعت حكومتها الرشيدة في السنوات الأخيرة نسج علاقات تتميز بالدفء والسلام مع مختلف الدول علي اختلاف مصالحها وتوجهاتها كما يلاحظ علي المستوي الشعبي بان قطر تتميز بالرشد في التعامل مع الحركات والتيارات السياسية في داخل البلاد او حتي في خارجها وبالتأكيد فان هذا ينعكس علي اجواء قطر من نواح عديدة، والسبب الثاني الخبرة التي اكتسبتها قطر من نجاحها في استضافة عدد من المؤتمرات واللقاءات الهامة والكبيرة وخصوصا مؤتمر القمة الاسلامية ومؤتمرات وزراء الخارجية وتكللت بالنجاح ولم يظهر حتي أي اشكال من شكل التوتر الأمني أو الاجتماعي.
واضاف ان موقع قطر في منطقة الخليج يسهم بابتعادها عن التيارات المناهضة للعولمة التي تبرز نتيجة التفاوت الطبقي وتعدد الثقافات والميول والتأثر بالحركات المتطرفة السياسية والاجتماعية التي تشهدها ساحات أوروبا المعروفة بالبلدان الغنية وحتي البلدان الفقيرة، اما قطر ومنطقة الخليج فتنفرد بالتميز في مستوي معيشي جيد وانعدام العنف الاجتماعي مشيرا الي ان قطر استطاعت ان تنجز في السنوات الأخيرة مشاريع كبيرة في مجال استكمال البني التحتية والقانونية في البلاد وشملت الطرق والمرافق العامة والفنادق والمنشآت.. الخ.
وقال ان قطر بالتأكيد جزء من منطقة تتميز بكونها تحتل موقعا استراتيجيا دوليا هاما ليس بسبب توفر احتياطي النفط الكبير الذي يصل الي ما يزيد علي 40% من اجمالي الاحتياطي الدولي لكن ايضا لأنها تزخر بفرص كبيرة لاستقطاب الاستثمارات الي المنطقة، كما ان قطر ودول الخليج عامة مندمجة بالاقتصاد الدولي واقتصاد العالم اليوم يتميز بخصائص جديدة لم تكن علي ماهي عليه قبل عشر سنوات فاليوم تتجه الدول الي توقيع اتفاقيات التجارة الحرة والتبادل التجاري الحر والخصخصة وتعزيز القطاع الخاص ودعمه وتقليل الاعتماد علي الدول فضلا عن ان معظم الدول اخذت تنشيء وتقيم المناطق الحرة التجارية والصناعية، من ذلك يمكن القول بان دول الخليج وقطر مطلوب منها الاستفادة من التطورات الاقتصادية. والتطبيقات التكنولوجية والتطور الحاصل في مجال تقنية المعلومات من اجل زيادة كفاءة مؤسساتها وتسهيل انجاز معاملات استقطاب الاستثمارات الدولية، فدول الخليج تعمل وتسعي بجد للتقليل من الاعتماد علي البترول والاتجاه الي تنويع المحافظ المالية والاستثمارية ويمكن لقطر ودول الخليج ان تستفيد من مثل هذه المؤتمرات واللقاءات الدولية لتكريس التعامل بين الخبرات وتبادل الافكار علي مختلف الاتجاهات بمعني آخر توفير البيئة الاستثمارية من مقومات جذب رؤوس الأموال الاجنبية أو توطين رؤوس الاموال المحلية التي اخذت تعاني من عدم الاستقرار وعدم الاطمئنان خاصة بعد اهتزاز الاقتصاد الأميركي علي اثر احداث نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر فمن هذا ننطلق الي انه من الضروري ان يتم النظر بايجابية الي أهمية مساهمة دول الخليج في المؤتمرات الدولية هذا من ناحية كما ان المؤتمرات تمثل مرتبة متقدمة باهتمام شعوب المنطقة لتعزيز مكانة هذه المنطقة دوليا واقليميا بعد ان عانت هذه المنطقة من النكران والاجحاف لدورها الحضاري فهي تتصدي ليس فقط لعمليات البناء وتجاوز حقب الماضي.. وانما ايضا تواجه بعض الهجمات والتشويهات التي تسخر لها امكانيات كبيرة للاساءة للاسلام ولشعوب هذه المنطقة واتهام هذه الشعوب بالتخلف والقبلية وما الي ذلك.فمن هنا للمؤتمر غايات ابرزها تعزيز وتدعيم السياسات الاقتصادية التي اصبحت دورية وعالمية من حيث المعايير والسمات بعدما شهد الاقتصاد تطوراً في مجال التقنية والاتصالات ومن ابرز هذه السياسات دعم الشفافية والنظام والقوانين وخاصة في مجال الاتصالات ما بين الدول فقطر وغيرها لايمكن ان تنعزل عن العالم بل ان قطر يمكن ان تسهم في تفعيل آليات التطور في المنطقة.
لذلك ليس هناك اي مبرر لتأجيل النظر في ابعاد قطر أو المؤتمر عن الساحة القطرية. (عن "الراية" القطرية)
&
التعليقات