محمد السليمان:الأسبوع قبل الماضي كان المعرض الزراعي حيث تشكل هذه المناسبة تجمعاً موسمياً للمهتمين في القطاع الزراعي في كافة أنحاء المملكة من جهة ومن لهم علاقة بالنشاط الزراعي من أنحاء العالم.. ورغم تحفظنا نيابة عن المشاركين تجاه إدارة المعرض بالمبالغة في الأسعار وتواضع الخدمة المقدمة مما يستدعي الحديث عن الانطباع العام الذي ساد المشاركين ليس كمعرض وإنما كروح متجددة تحمل أسمى درجات التفاؤل لمستقبل أكثر اشراقاً واستقراراً للوسط الزراعي والأهم من ذلك الوضوح والرؤية الثابتة لما ستكون عليه البرامج التخطيطية تجاه ما يمكن أن يؤثر على أداء المشاريع الزراعية في تنفيذها لأعمالها بالسلب أو الإيجاب.. فالقطاع الزراعي بخصائصه المعروفة لدى الجميع قطاع لا يحتمل التذبذب في الآراء أو تقاذف التصريحات والأخبار من جهات تجد الوسائل الإعلامية فيها متنفساً للإثارة ومرتعاً لجذب القارئ وتسليط الأضواء وتمويل أحاديث المجالس مما يسبب قلقاً لا مبرر له خصوصاً أن القطاع الزراعي يفتقد لوسائط التفاهم العلمي والعملي بين الجهات الرسمية التشريعية والتطبيقية من جهة والمشتغلين فيه من أصحاب المشاريع والمزارعين من جهة أخرى.. وهذا لا شك يتعب جميع الأطراف ويجعل الاستقرار متعذراً والرؤية غير واضحة مما يهدد بحدوث شروخ وتصدعات لا تلبث أن تحدث أنهياراً ضحيته الاقتصاد الوطني والمجتمع الريفي والاستهلاكي وهذه النتيجة لا يرضى بها عاقل ولا يستفيد منها الا عدو.. ومتى ما وجدت الوسيلة المذيبة للحواجز كلما كانت الرؤية أكثر وضوحاً مهما بدت غير مرضية بدرجة كافية فأي عمل مهما كان، معرض للنقص ولا يمكن تفادي الأخطاء أو حصر الضرر الا بتبادل الرأي والمشورة بين الأطراف المعنية بالقطاع الزراعي.. وما يسهل ايجاد قناة التفاهم أن القطاع يمكن حصر أطرافه بسهولة والسبب نفسه يثير التساؤل الغريب لماذا لم يحدث هذا التفاهم حالياً ومن قبل؟ والله الموفق.(الرياض السعودية)