&
اثارت وسائل الاعلام في اليومين الأخيرين مسألة علمية حساسة مثيرة للجدل الأخلاقي والعلمي على حد سواء وهي الأستنساخ خاصة بعد ان اعلنت شركة ادفانسدسيل الامريكية عن استنساخها لاول جنين بشري على حد تعبير وسائل الاعلام ومن اجل الحقائق حول هذا الموضوع التقت ايلاف الدكتور اسماعيل الخطيب عضو في هيئة مجلس مدراء المجموعة الطبية الاوروبية الامريكية&و باحث في زراعةالقلب ومشرف على القسم الطبي في " الشرق الاوسط" وكان لنا معه الحوار التالي:
&
د. أسماعيل الخطيب
ماذا يعني لك هذا الخبر و ما اهميته؟
في البداية يجب توضيح بان هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استنساخ جنين بشري ففي عام 1999 استنسخ جنين بشري في الفلبين وانمي الى مرحلة اربع خلايا اتلف بعدها لأسباب اخلاقية اضافة الى ان استنساخ الأجنة من خلايا جنينية جاري في بريطانيا منذ العام 1995
تكمن اهمية هذا الخبر في ناحتين الأولى سطحية الاعلام وعدم وجود مرجعية علمية حتى في اكبرها انتشاراً فتناقل هذا الخبر بأنه الحدث الأول فيه اجحاف لمراكز علمية كبيرة لا يستبعد انها انتجت كائنا بشريا له اعضاء ولكن ليس هذا الوقت المناسب للاعلان عته.
من الناحية الثانية سلط هذا الخبر الأضواء على اهمية الأستنساخ العلاجي& كونه حجر الأساس للثورة الطبية المقبلة وعلاج الأمراض المصطعصية كما سلط الضوء على العقبات الأخلاقية التي تحول دون تقبل المجتمع لهذه التقنية الجديدة.
ماذا يعني الاستنساخ؟&&
الاستنساخ هو إنتاج مجموعة من الخلايا او الأعضاء المتماثلة&أو كائن حي من ذات الشخص وهناك اكثر من خمسة طرق للاستنساخ بشكل عام منها طريقتان يمكن بهما استنساخ الإنسان.
الأولى: أن يُقسم الجنين إلى عدد من الخلايا حيث تتطور كل خلية الى جنين بحد ذاته& للحصول على عدد كبير من الأفراد و تدعى هذه الطريقة الاستنساخ الجنيني وهذه الطريقة معمول بها منذ عام 1994
والثانية: هي اخذ خلاياجسدية من شخص ما واستنساخها للحصول على أفراد متماثلة تماماًوتدعى هذه الطريقة بالاستنساخ من خلايا جسدية.
وتعتمد هذه الطريقة على تقنية نقل النواة إذ تزرع نواة خلية جسدية مكان نواة بيضة انثى بعدها تحرض بتيار كهربائي للانقسام وتشكيل جنين يحتوي على الصفاة الوراثية التي تحملها الخلية الجسدية
&كيف بدأت ابحاث الاستنساخ؟
بدأت فكرة الأستنساخ منذ الحرب العالمية الأولى عندما فكر هتلر بانتاج سلالة المانية متميزة وفريدة لها نسبة ذكاء عالية وقدرة جسدية كبيرة بعدها طورت الفكرة واستخدمها العلماء في تطوير المحاصيل الزراعية وتحسين نوعيتها وطبق الاستنساخ لأول مرة في الزراعة في بداية الستيسنات
ومنذ منتصف السبعينات بدأت الأبحاث الفعلية على الحيوانات الثديية التي يدخل في تصنيفها الانسان وقد توجت هذه الأبحاث باستنساخ النعجة دولي التي تعتبر اول كائن مستنسخ في التاريخ وذلك من قبل فريق البروفسور اين ويلمت في معهد روزلين البريطاني عام 1997
خلال لقائي في نفس العام مع مدير المعهد هاري غريفن اكد لي ان 277 محاولة اجريت للوصول الى هذه النتيجةـ بعد ذلك طورت هذه التقنية حيث استطاع علماء يابانيون في جامعة هاواي من استنساخ فئران بعدد اقل من المحاولات لم تتجاوز العشرين.
ومنذ ذلك الحين بدأت مراكز الأبحاث حول العالم بنشر نتائج ابحاثها التي كانت سرية مثل استنساخ القرود في امريكا والعجول في فرنسا واستراليا..الخ
&ما هي فوائد الاستنساخ ؟
يحلم الجراحون العاملون في حقل زراعة الأعضاء بالحصول على كمية غير محدودة من النسج والأعضاء الملائمة لمرضاهم دون وجوب البحث عن متبرع لتلك النسج أو الأعضاء.& ويمكن لذلك الحلم أن يتحقق إذا تمكنا من الإفادة من تقنيات نقل النواة و تخطي العقبات التي تقف عثرة في طريق الإستنساخ.و من ناحية اخرى يمكن استخلاص الخلايا الجذعية وهي خلايا تتميز بقدرتها على الانقسام لفترة غير محدودة في الاوساط المخبرية وان تنتج خلايا متخصصة متعددة الفعالية القابلية على انتاج غالبية الانسجة في الجسم الحي.وبذلك يمكن استخدهمها في ما يلي :
1- اهم استخدام للاستنساخ على المدى القريب هو معالجة العقم التام
2- في معالجة الداء السكري عن طيق زراعة الخلايا المفرزة للانسولين
3- معالجة الخرف مثل داء الزيهايمر وداء باركنسون
4- معالجة الشيخوخة
5- معالجة السرطانات مثل اللوكيميا
6- انتاج خلايا عصبية لمعالجة الامراض الاستحالية
7- انياج خلايا قلبية لمعالجة احتشاء عضلة القلب
8- انتاج غضاريف و عظام
9- وهناك قائمة لاتحصى من الفوائد
هل الخلايا الجذعية للبالغين لها نفس القدرة كالخلايا الجذعية متعددة الفعالية؟
لا يوجد الا القليل من الادلة ، والى وقت قريب، على ان للثدييات خلايا متعددة القابلية& مثل خلايا الدم الجذعية والتي لها القدرة على التغيير وتكوين خلايا جلدية او خلايا كبد او اي خلية من اي نوع آخر فيما عدا التغيير الى خلايا الدم الجذعية او نوع معين من خلايا الدم فحسب. غير ان الابحاث على الحيوانات تساعد العلماء مسائلة هذا الامر.&
فقد تبين من الدراسات التي اجريت على الحيوانات المختبرية ان بعضا من الخلايا الجذعية في البالغين والتي كان يعتقد في الماضي انها محددة فقط في التطور الى خط واحد من الخلايا المتخصصة لها القدرة على تكوين انواع اخرى من الخلايا المتخصصة. فعلى سبيل المثال فقد بينت التجارب مؤخرا التي اجريت على الجرذان انه اذا ما وضعت الخلايا العصبية الجذعية في نخاع العظم فانها وعلى ما يظهر تنتج انواع مختلفة من خلايا الدم. اضافة الى ذلك فقد بينت الدراسات على الفئران ان الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم لها القابلية على انتاج خلايا الكبد. وبهذا فان هذه النتائج الهثيرة تبين انه ، وحتى بعد ان تبدا الخلية الجذعية بالتخصص فانها، وتحت ضروف معينة، ستكون اكثر مرونة مما كان يظن في السابق. ومما تجدر الاشارة اليه انه وفي الوقت الحاضر فان ما يظهر من مرونة في الخلايا الجذعية للبالغين قد امكن ملاحضتها في الحيوانات وفي انواع قليلة من الانسجة فقط.
ما هي الاعتراضات الاخلاقية على ما يجري حاليا ؟
بالطبع أي اكتشاف او تطور يخص الكائن الحي يواجه باعتراضات اخلاقية في البداية ونطرح على سبيل المثال عملية التلقيح داخل الانابيب الزجاجية التي ابتكرها العالم البريطاني ستربتو فقد وجهت بحملة قاسية في البدية اما الان فهي من اهم طرق معالجة العقم لدى الانسان اذ تطبق بشكل روتيني على الاف الازواج اذ تبدل حياتهم بشكل جذري وبالطبع الاستنساخ اثار جدلا واسعا في الاوساط الطبية و غير الطبية وخلال الاسبوع الجاري صدر قرار لمنع استنساخ الانسان في كل من بريطانيا و اميركا وكانت قد وقعت 21 دولة في مؤتمر باريس على تحريم الاستنساخ. طبعا المخاوف الاخلاقية تكمن في اسءة استخدام الاستنساخ لاهداف غير شرعية او لاهداف تدميرية و ذلك على غرار الطاقة الذرية. وبرآيي ان الاستنساخ سيصبح وسيلة علاجية عادية خلال سنوات قليلة.
&الى اين سوف تنتهي الابحاث؟
الابحاث العلمية ليس لها نهاية فطبيعة الانسان تحب المعرفة المطلقة& . و لاشك بان الاعلان عن استنساخ اول انسان بات وشيكا . اضافة الى ذلك هنالك ابحاث لهجين الانسان مع الحيوان أي اسطورة ابو الهول سوف تصبح حقيقة.
وعلى سبيل المثال يمكن انتاج انسان له حاسة شم كلب لكشف المخدرات و المتفجرات او يمكن انتاج انسان لديه القدرة على الطيران
&هل لديك كلمة اخيرة لايلاف؟
الاستنساخ تكنولوجيا خطيرة جدا شبيهة للطاقة النووية فاذا اسأنا استخدامها فيمكن ان نعجل باندثار الكائن البشري لذلك المجتمع الدولي بحاجة الى وضع قوانين واضحة لهذه التقنية