&
أمرت محكمة أحداث تل أبيب بوضع أربعة مراهقين إسرائيليين رهن الإقامة الجبرية لمدة خمسة أيام استجابة لطلب الشرطة بعد اعترافهم ببرمجة ونشر الفيروس الإلكتروني المسمى غونر (GONER) الذي أوقع أضرارا كبيرة بأجهزة كومبيوتر في شتى أنحاء العالم.
وقال رئيس فرقة جرائم الكمبيوتر في الشرطة الإسرائيلية مير زوهار إن المراهقين الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاما ليسوا أعضاء في عصابة مشيرا إلى أنهم شبان عاديون وليسوا عباقرة في الكمبيوتر رغم معرفة أحدهم بالبرمجة ومرجحا أنهم لا يدركون حقيقة ما فعلوه.
وقال زوهار إن المراهقين الأربعة وهم من نفس المدرسة الواقعة في مدينة نهاريا شمال إسرائيل لم يسبق أن اعتقلوا من قبل، مشيرا إلى أن أحدهم اعترف ببرمجة الفيروس في حين اعترف الثلاثة الباقون بنشره في العالم.
وأوضح زوهار أن الشرطة تصرفت وفق طلب من مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية قبل اعتقال الشبان الأربعة أوائل الأسبوع الجاري حيث فتشت منازلهم وصادرت أجهزة الكومبيوتر والمواد الإلكترونية الأخرى.
وأشار زوهار إلى أن المراهقين الأربعة اعترفوا أمام المحققين بأن الفيروس "غونر" كان من المفترض أن يكون فيروسا مطورا عن فيروس "مليسا" (MELISSA) الذي انتشر في العالم عام 1999 وألحق أضرارا بلغت 1.2 مليار دولار.
ويظهر الفيروس غونر في رسالة بريد إلكتروني تقول "مرحبا" مع ملف ملحق بشاشة حفظ. ويلحق الفيروس أضرارا كبيرة بالكمبيوتر الذي يدخل إليه إذ يقوم بحذف وإتلاف الملفات وعرقلة واردات البريد الإلكتروني. ويقول المسؤولون إن أكثر المناطق المتضررة من الفيروس كانت أميركا الشمالية وأستراليا وأوروبا الغربية.
وبموجب القانون الإسرائيلي فإن برمجة ونشر فيروسات الكمبيوتر تعتبر جريمة يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة أقصاها خمس سنوات. لكن عقوبة الأحداث -وهم أغلب الذين يرسلون الفيروسات الإلكترونية- تصل إلى السجن لمدة أقصاها عامان ونصف العام فقط.
وقد طالب خبراء أمن بإنزال عقوبات صارمة بحق هؤلاء المراهقين، مشيرين إلى أن الأضرار التي فعلوها تجاوزت مجرد مزحة للأطفال.
وكانت تنبؤات مبكرة بشأن فيروس غونر قد وضعته جنبا إلى جنب مع فيروس "الحب" السيئ السمعة الذي ظهر العام الماضي وتسبب بأضرار حول العالم بلغت 8.75 مليارات دولار بحسب الخبراء. وقد توقع الخبراء أوائل الأسبوع الجاري أن تصل قيمة أضرار فيروس غونر إلى نحو خمسة مليارات دولار.