إعداد : مكتب القاهرة
إجمالاً وبصفة عامة ، يمكن القول أن عام ألفين وواحد كان عاديا في المحصلة في مصر ، فهو لم يشهد أحداثا كبيرة داخليا على كافة المستويات ، وإن كانت انعكاسات الاحداث الخارجية هي الاكثر تأثيرا وأبرزها بالطبع الصراع العربي الاسرائيلي و تفجيرات الحادي عشر من سبتمبرـ أيلول .
القضية الفلسطينية كانت، كما كان شانها من عشرات السنين، الشغل الشاغل للقيادة المصرية وكانت إحدى نقاط المباحثات في قمة الرئيسين مبارك و بوش في شهر أبريل ـ نيسان هذا العام اثناء زيارته للولايات المتحدة الاميركية وفي كل القمم التي تلتها.
القضية الفلسطينية
لكن هذا العام شهد في الساحة المصرية توجيه انتقادات حادة على كل المستويات، الرسمية والشعبية والصحفية، لسياسات شارون ضد الشعب الفلسطيني وبدا الجو ملبدا بالغيوم بين مصر واسرائيل وبالرغم من هذه التوترات فقد ارسل الرئيس مبارك وزير خارجيته الى اسرائيل في آخر شهور 2001 وشرح الرئيس اسباب هذه الزيارة بقوله: "أرسلت ماهر إلى إسرائيل ليشهد العالم كله أن مصر لا تدخر جهدا من أجل السلام"
وأضاف قائلا: "بعثت مع الوزير ماهر برسالة أساسها أن ما تقوم به إسرائيل وما تفعله بالفلسطينيين من قتل وضرب وحصار لن يؤدي إلى نتيجة‏,‏ وليس من شأن المزيد من القتل للفلسطينيين والإسرائيليين والمزيد من العنف أن يحقق السلام دائما" على حد قول الرئيس المصري‏.
ويبدو أن إسرائيل قد حاولت نقل هذه الغيوم الى سماء العلاقات المصرية الامريكية حيث زعمت عن وجود صفقة اسلحة كورية إلى مصر وهو ما نفته القاهرة بشدة ويبدو ان اسرائيل قد حاولت أيضا التأثير على صفقة الصواريخ الاميركية لمصر والتي أعرب الرئيس المصري في تصريحات رسمية عن اعتقاده في إنجازها مشيرا إلى أن الضجة المثارة حولها ضجة كاذبة لا تستند الى حقيقة، فإسرائيل لديها النوع نفسه من الصواريخ‏، كما أن الولايات المتحدة نفسها تعرف تماما أن هذه الصفقة لا تؤثر على التوازن العسكري في المنطقة حسب ما جاء في تصريحات الرئيس مبارك.‏
تعديل وزاري
وخلال هذ العام أيضا، أتم الرئيس المصري عشرين عاما من رئاسته حيث تولى الحكم في الرابع عشر من أكتوبر عام 1981 وفي العام العشرين حدث تعديل وزراي محدود ، على عكس بعض التوقعات ، وقد فسر رئيس مجلس الوزراء أهداف هذا التعديل بالسعي إلى تحقيق مجموعة الوزارات الاقتصادية إنجازات واضحة ومحددة‏،‏ أهمها استيعاب آثار الحادي عشر من سبتمبر،‏ مشيرا إلي أن مصر كانت على وشك ـ من قبل أحداث سبتمبر ـ أن تتعامل مع واقع جديد بعد أن تخلصنا من الآثار التاريخية‏،‏ ثم فوجئنا بأحداث‏11‏ سبتمبر أيلول .
تحديات جديدة
غير أن الحكومة الحالية مازالت تواجه تحديات عديدة، من أبرزها الارتفاع المستمر في سعر الدولار أمام الجنيه المصري والذي بدأ يقترب من الخمسة جنيهات للدولار الواحد .
ويبدو ان الاحداث الاقتصادية بحلوها ومرها قد فرضت نفسها على مجريات الأمور في مصر بدءا من انعقاد المؤتمر السادس لقمة الكوميسا
الذي دعا الدول الأعضاء إلى ضرورة تنفيذ اتفاق منطقة التجارة الحرة المبرم بينها. كما حث البيان النهائي الدول التي لم تشارك حتى الآن في منطقة التجارة الحرة للكوميسا على الانضمام في اقرب وقت إليها.
وقد شهد هذا العام ايضا توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ويشمل تحرير التجارة بين الجانبين ومساعدة بروكسيل على تحديث الصناعة المصرية. ويبدأ تنفيذ الاتفاقية بعد نحو عامين من الآن‏،‏ يتم خلالهما عرض الاتفاقية علي مجلس الشعب‏، وبرلمانات دول الاتحاد الأوروبي للتصديق عليها‏، ويستغرق التطبيق الكامل لمراحل الاتفاقية نحوستة عشر عاما‏.‏
11 سبتمبر
أما أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد وقفت القيادة المصرية منها موقفا متوازنا تمثل في إدانة الارهاب بكافة صوره وأشكاله وضرورة القضاء عليه والتمسك بالدعوة لعقد قمة دولية لمواجهته. أما موقف القاهرة الواضح بخصوص الاشتراك في قوات عسكرية أو تحذيرها من توسيع نطاق الحرب لتشمل دولا عربيه فقد وجد ترحيبا عربيا ومصريا واسعا .
هذه العام شهد حدثا فنيا محزنا وآخر رياضيا مفرحا. تمثل الأول في اعلان الشرطة البريطانية أن الفنانة المحبوبة سعاد حسني قد ماتت فعلا منتحرة، اما الخبر الرياضي فهو عودة موسم البطولات للفرق المصرية وفوز النادي الاهلي المصري بطل القرن لقارة افريقيا هذا العام ببطولة كأس الامم الافريقية. ويبدو أن هذين الخبرين "الحزين" و"المفرح" هما صورة لما يحدث في كل مكان و في كل عام من أحداث تمتزج فيها الأفراح بالأتراح .
&
&