نيفي شالوم-واحة السلام (اسرائيل)- تحاول الجاليتان العربية واليهودية المقيمتان في نيفي شالوم-واحة السلام التي تشكل تجربة فريدة من نوعها للتعايش في اسرائيل، مقاومة عاصفة النزاع بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
وقد استقرت عشرون عائلة يهودية ومثلها عربية على هضبة تقع في نهاية طريق وعر وتشرف على وادي ايالون ولم يقطنها احد منذ عهد البيزنطيين.
وخلال عشرين عاما بنيت البيوت العربية البيضاء والمنازل اليهودية التي يغطيها سطح من الآجر في هذه المنطقة التي يحيط بها عباد الشمس في منتصف الطريق بين تل ابيب والقدس.
لكن العزلة لا تحمي من انتفاضة تزيد من صعوبات التفاهم المتبادل ليواجه سكان هذه الواحة صعوبة في مواصلة حلم الاب برونو هوسار الذي ينتمي الى الرهبان الدومينيكان، مؤسس المشروع بعد حرب حزيران/يونيو 1967 التي احتلت اسرائيل خلالها الضفة الغربية قوطاع غزة.
وقال رئيس البلدية انور داود ان الهدف هو "العيش وسط تنوع وبمساواة"، مؤكدا انه "لا خيار آخر لدينا سوى العيش معا او الموت معا". واضاف "في الخارج لم يعد هناك حوار والامر يشبه الالتقاء امام مصاعد بدون التحدث".
وفي وسط "نيفي شالوم" التي تمول باموال اجنبية، مدرسة تدرس باللغتين (لاطفال من الجنسين من 25 بلدة). ولكن لا كنيس ولا كنيسة ولا مسجد بل "بيت للصمت" مفتوح للجميع ومسبح يشهد الجزء الاكبر من الحياة الاجتماعية.&لكن التوتر تصاعد والتفاهم يتم على اصغر قاسم مشترك هو رفض العنف.
وقال عبد السلام نجار الذي يفضل ان يوصف بانه "فلسطيني" اكثر من "عربي اسرائيلي" ان "الناس هنا اصبحوا اكثر حساسية". واكدت المسؤولة اليهودية عن "بيت الصمت" دوريت شيبين "لقد اصبح التحدث اصعب".
وصرحت ربة منزل ان "المدرسة شهدت توترا هذا العام"، مشيرة الى شعور بعض الاهالي بالاستياء بعد ان قام موظفون عرب باضراب تضامنا مع الفلسطينيين وعندما اطلقت دعوة لجمع تبرعات لتقديم مساعدة طبية لقرى في الضفة الغربية.
وقال نجار الذي كان من رواد "واحة السلام" انه "امر صعب لهؤلاء الاهالي الذين عليهم ان يفسروا باستمرار سبب ارسال ابنائهم الى هذه المدرسة الغريبة ويعتقدون في بعض الاحيان انهم يفقدون هويتهم".
وتحدث هذا الرجل الذي قال انه "فقد البساطة" التي كان يتسم بها في البداية، عن خلافات لا يمكن تجاوزها. وقال ان "الامر ليس سهلا ونحن تعلمنا التعرف على الآخر".
واشار الى وجود هوة لا شعورية في الاتصال حتى اثناء الحديث عن السلام، موضحا ان "اليهود يتحدثون عن الصداقة والفلسطينيين عن الحقوق واليهود عن الوضع القائم والفلسطينيون عن النضال".
وتابع ان "الامر نفسه ينطبق على اللغة فالعرب يتكلمون العبرية واليهود نادرا ما يتكلمون العربية لانهم لا يستطيعون ذلك".&وقال نجار ان الانفعالات مختلفة ايضا. واضاف "حتى اذا كنت معارضا للعنف فان موت فلسطيني سيثيرني لانني فلسطيني".
وفي "نيفي شالوم" لا زواجات بين الجاليتين. وقالت دوريت ان "المجتمع لا يشجعها". وليس هناك حتى متجرا مشتركا اذ يشتري السكان احتياجاتهم من القرى العربية و اليهودية المشتركة.
وفي مواجهة الانتفاضة، تحاول البلدية ان تعزز وحدة الصف بعملية انسانية من اجل الضفة الغربية القريبة.
وقالت دوريت ان "العرب كانوا يحتاجون الى فعل شئ ما وعلينا ان ندعمهم"، معبرة عن تمسكها "بفكرة التعايش" مع ان البعض يعتبرها "ساذجة" ان لم يكن "متطرفة" في نظر بعض اليهود.&وفي الواقع تبدو "واحة السلام" احد آخر معاقل المقاومة في الحركة السلمية.
وقال نجار "نواجه معارضة كبيرة في الخارج لان صوت معسكر السلام في اسرائيل انخفض والرأي العام يميل الى اليمين ويلتزم الصمت". واضاف ان احدا يجب ان يحتفظ بالشعلة وبالامل ونيفي شالوم يمكن ان تحقق ذلك".



التعليقات