يو اس اي توداي
&
يرى بعض محللي السياسة الخارجية ان نجاح الأحزاب الاسلامية في الانتخابات التي جرت مؤخرا حول العالم لا يمثل خطرا وربما يؤدي الى استباق حالة النزوع الى الأصولية الجارية في تلك الدول ويقول جيرنونمان المتخصص في السياسة الشرق اوسطية بجامعة لانكستر في انجلترا "لقد أصبحوا جزءا من اللعبة وبالتالي فإن الأطراف الراديكالية سيتم تقليمها عندما يصبح لديهم حصة في الوضع الراهن" والجدير بالذكر ان الانتخابات التي جرت مؤخرا في باكستان والبحرين وتركيا اسفرت جميعها عن فوز احزاب سياسية ذات جذور اسلامية بما يمكنها من الحصول على المزيد من السلطات والقدرات السياسية ومن الملاحظ ان السلطات الأميركية لم تتعرض بالنقد العلني لأي من نتائج الانتخابات التي فاز بها الاسلاميون علما بانها لا تخفي قلقها الخفي من ان يؤدي صعود تلك الأحزاب الاسلامية للسلطة الى تنامي المشاعر المعادية لأميركا في تلك الدول لكن الخبراء ظلوا يحذرون من مغبة النظر الى تلك الانتصارات باعتبارها نزعة عريضة ملمحين الى ان النتائج توفر فرصة نادرة للولايات المتحدة والحكومات الغربية بشكل عام لبناء تحالفات مع الزعماء الاسلاميين ويقول أنان مينون من جامعة بيرمينغهام ــ انجلترا ــ تلك ما هي إلا ظواهر منفصلة في ثلاث دولة مختلفة ولا تمثل جزءا من موجة عارمة ومنظمة وأي انقسام نتوهم نحن في الغرب برؤيته هو ما نختلقه داخل عقولنا ويقول المحللون ان فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا لا يمثل فوزا للقوى المناهضة للغرب أكثر من كونه هزيمة لحكومة الحرس القديم الذي وصفه بانه فاسد وعاجز وغير قادر على اخراج البلاد من مستنقع الضائقة الاقتصادية الذي وقعت فيه ويقول الخبراء عن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب اردوغان بانه يجب عدم النظر اليه باعتباره حزبا اسلاميا فهو حزب منتم تماما وملتزم بالمبادىء الديمقراطية ويقول ديفيد لوغان وهو سفير بريطاني سابق لدى تركيا ويعمل الآن رئيسا لمركز الدراسات الأمنية والدبلوماسية في انجلترا: ان حزب اردوغان حزب ديمقراطي وجميع تصريحات مسؤولي الحزب تؤيد السياسة الأميركية الخارجية وجميع المؤشرات الصادرة عنه جيدة جدا وفي البحرين فقد فاز الاسلاميون بحوالي منتصف المقاعد في البرلمان المكون من 40 نائبا في الانتخابات التشريعية التي اعقبت اقرار الملكية الدستورية في البلاد وقد كانت تلك هي الانتخابات الأولى منذ آخر انتخابات تمت في عام 1973 ومع ذلك فإن الهموم التي عبر عنها النواب الاسلاميين الجدد كنت تنحصر في تقليل مستوى البطالة وتحسين مستوى المعيشة أما الانتخابات الباكستانية فتحظى بقدر أكبر من امكانيات القلاقل وعدم الاستقرار ففي انتخابات اكتوبر الماضي استولت الأحزاب الاسلامية على مقاليد السلطة في الأقاليم الحدودية المحاذية لأفغانستان وتعتبر تلك المناطق هامة وحساسة جدا بالنسبة للحرب الأميركية على الارهاب وقد اعتمدت معظم الحملات الانتخابية على تأجيج المشاعر المعادية للأميركيين والمؤيدة للطالبان وهم يطالبون بمغادرة برويز مشرف للجيش قبل ان يوافقوا على الدخول في حكومة ائتلافية "ستحصلون على انفجارات" كما يقول نونمان الذي يعتقد بان التغيير "يجب ان يترك ليأخذ بمجراه" حيث بدأت التصريحات المعتدلة تصدر عن القادة الاسلاميين الجدد ويضيف نونمان قائلا "بمجرد دخولك الى البرلمان وبقائك جزءا منه فستكون لك مصالحك التي تود مراعاتها ولن تكون راغبا في تدمير النظام بكامله والنموذج الذي ساد خلال العشرين عاما الماضية هو انه عندما تتكامل تلك المجموعات في اللعبة السياسية ويصبح لها نصيب فيها فإنها تتخلص بشكل عام من نزعتها الشديدة نحو التطرف" وبذات الأهمية يضيف نونمان قائلا "ان الانتخابات تمنح الولايات المتحدة فرصة فريدة في ادخال نفسها بشكل رسمي مع هؤلاء القادة الاسلاميين الجدد حتى تتمكن من نزع فتيل المشاعر المعادية لأميركا في وقت مبكر ويقول الخبراء ان أميركا لم تبذل جهدا مقدرا حيال اقناع مثل تلك الدول بانها ليست معادية للاسلام او المسلمين او لشرح موقفها من القضية الفلسطينية ويقول نونمان "تمثل تلك الانتخابات فرصة للولايات المتحدة وليس تهديدا لها".