لندن - يستمر تنظيم القاعدة التابع لاسامة بن لادن في الاستفادة من شبكة الانترنت للظهور، رغم اسكات موقعه الخاص على الانترنت في الحرب الالكترونية الدائرة بينه وبين الولايات المتحدة.
وقد عمدت اجهزة الاستخبارات الاميركية قبل بضعة اشهر الى ضرب موقع مركز الدراسات والابحاث الاسلامية الذي كان يعتبر ناطقا باسم القاعدة على الانترنت.
وبدات الحرب الالكترونية على تنظيم القاعدة منذ بدء الحملة العسكرية في افغانستان في نهاية العام 2001 بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، ضد نظام طالبان وتنظيم بن لادن.
ولا تقلل الاستخبارات الاميركية من حجم الاهتمام الذي يوليه انصار القاعدة لشبكة الانترنت واحتمال استخدامهم اياها لتبادل رسائل مشفرة، لذلك فقد شنوا حربا لا هوادة فيها على موقع مركز الدراسات والابحاث الاسلامية.
وقد نجحت الولايات المتحدة في اغلاق الموقع المسجل في سنغافورة، الا انه ظهر مجددا في حزيران/يونيو الماضي على مزود بخدمة الانترنت في ماليزيا وآخر في تكساس، قبل ان يسحب بطلب من الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، تنشر مواقع اسلامية مشكوك بصدقيتها على الانترنت (مثل الندا.كوم وعزام.كوم اللذان منعتهما ال اف بي آي من البث، وجهاد اون لاين وغيرها...) معلومات وبيانات وتحليلات وتسجيلات صوتية تتعلق بالقاعدة.
وقد نشر موقعان الاثنين بيانا منسوبا الى القاعدة يتضمن تبنيا للهجوم المزدوج في مومباسا.
وادت العملية الانتحارية بالسيارة المفخخة التي استهدفت فندقا في منطقة مومباسا في كينيا الخميس الى مقتل 13 شخصا (ثلاثة اسرائيليين وعشرة كينيين) الى جانب منفذيها الثلاثة.
وكانت طائرة اسرائيلية تعرضت قبل خمس دقائق وبعيد اقلاعها من مطار مومباسا، لاطلاق صاروخين من قاذفة صواريخ نقالة. وبث موقع جهاد اون لاين في اليوم نفسه تقريرا طويلا منسوبا الى دراسات.كوم (مركز الدراسات والابحاث الاسلامية) يعدد الهجمات التي شنها المجاهدون في الاسابيع الاخيرة على القوات الاميركية في افغانستان.
وعبر اختصاصي في موضوع القاعدة عن شكه بشان مصدر البيان الاول. وقال الاختصاصي الذي رفض الكشف عن هويته ان القاعدة لم تتبن ابدا في الماضي بشكل مباشر مسؤولية العمليات التي قام بها عناصر التنظيم، انما كانت تكتفي بالترحيب بها ومباركتها.
الا انه لم يستبعد احتمال ان تكون القاعدة اعطت الضوء الاخضر للمسؤولين عن هذه المواقع لنشر هذا التبني الذي يبدو في العمق معقولا.
والى جانب تبني مسؤولية هجوم مومباسا، يذكر البيان بالتفصيل بلائحة الهجمات التي نفذتها القاعدة منذ بضع سنوات، ويعد بعمليات اخرى ضد اليهود والصليبيين.
وراى الاختصاصي في شؤون القاعدة ان على الاميركيين ان ياخذوا البيان على محمل الجد والا يجازفوا بتجاهله، وذلك لان تاثير البيان على الراي العام العربي سيكون كبيرا سواء اكان من صنع القاعدة او مؤيديها.
وقال ان الشرطة الفدرالية الاميركية (اف بي آي) ادركت ان القاعدة تملك مؤهلات تقنية ومعلومات متطورة اكثر بكثير مما كانت تعتقد، وان التنظيم يمكنه ان يستعمل الانترنت للكشف عن نقاط الضعف في البنى التحتية الاميركية لاستخدامها كوسيلة من اجل تنفيذ اعتداءات.
القناة