&
مع تحديه للعولمة كظاهرة سرعان ما كشفت عن عوراتها وافصحت عن مخطط دعاتها للهيمنة على القرية الكونية ككل، حرص المفكر الماليزي المعروف محاضير بن محمد على كشف مواطن الضعف في نظامنا الدولي الراهن في محاولة لتصحيح مساره لصالح كل الحضارات وكل الشعوب وكل الدول كبيرها وصغيرها.
وجاءت موسوعة مفكرنا محاضير بن محمد بمجلداتها العشرة لتضم منظومة افكاره التي اعلنها وهو يخوض غمار تجربة تنموية رائدة لبلاده قبل ان يترك منصبه منذ نحو ثلاثة اسابيع. والموسوعة اذن نتاج افكار وممارسات مفكر ورجل دولة تعامل مع متغيرات عالمه واحداث قارته الاسيوية ومسيرة بلاده برؤية نقدية لاذعة تعبر عن الخطاب السياسي لشعوب العالم الثالث.
وقراءة الموسوعة بمجلداتها العشرة والتي نشرتها دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت تكشف عن القضايا الدولية الساخنة والادعاءات الفكرية الخطيرة التي فجرها وروج لها الغرب الليبرالي منذ توسعه الاستعماري وحتى محاولته الاخيرة في بناء عالم معولم لصالحه دون اهل الجنوب او الدول النامية.
وكان من ابرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عالجها مفكرنا محاضير بن محمد في موسوعته نذكر قضايا اساءة استخدام القوة تحت ادعاء حماية الامن والسلام الدوليين، والترويج لتجارة السلاح الحديث والتقليدي على المستوى الدولي وتكريس محنة الفقر بين شعوب دول الجنوب وبث عوامل التفكك الاجتماعي بين تلك الشعوب بهيمنة ثقافة الغرب ومحاولة فرض اخلاقياته... الخ.
وبشأن قضية استمرار اساءة استخدام القوة بشكل منتظم من قبل القوى الكبرى يقول مفكرنا انهم يطبقون عقوبات انتقائية ويمارسون ازدواجية المعايير على العالم النامي من اجل تعزيز مصالحهم الوطنية الضيقة... ومازال الشمال مستمرا في إحكام قبضته على كل مجالات الانشطة الدولية والسياسية والتجارة الدولية والتنمية والبيئة ووسائل الاعلام وهذا قليل من كثير.
ويؤكد مفكرنا ان حكم النخبة الذي تمارسه الدول الكبرى عادة ما يستتر تحت عباءة العولمة او من اجل الصالح العام للأمم، ومع ذلك فإن ذلك اختبار سريع وخاطف لهذا النوع من العولمة الذي يكشف عن مدى ادعائه ذريعة هذا ان لم يمكن نفاقا بينا، فعلى سبيل المثال: يقول مفكرنا انه تحت ادعاء حماية الامن والسلام الدوليين تحتفظ الدول المنتجة للأسلحة النووية بحقها في تدمير او التهديد بتدمير كل اشكال الحياة على هذا الكوكب ومع ذلك فهذه الدول تنكر على الدول الاخرى حق استخدام الاسلحة حتى التقليدي فيها للدفاع عن النفس.
وبينما تدافع القوى الكبرى عن السلام وتدين سباق التسلح من قبل الآخرين فإن صناعاتهم تتطور وتزيد مبيعات تكنولوجيا الاسلحة الدفاعية واسلحة الموت ومثل القوى الكبرى هنا مثل تاجر المخدرات الذي يزود ضحاياه من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة بالمخدرات حيث توقع صناعات الاسلحة الغربية والدول الفقيرة في مستنقع الفقر وانعدام الامن وتبديد الموارد وكل المهارات الانسانية الحيوية.
وبشأن مسؤولية القوى الكبرى عن تكريس مشكلة الفقر المدقع للدول النامية يشيرمفكرنا محاضير بن محمد الي ان هناك ثلاثة بلايين من الناس يعيش اكثر من واحد من بين اثنين على دولارين في اليوم وذلك بالرغم من كل التقدم في ميادين العلم والاتصالات وانتاج الغذاء. وهكذا تتضاءل امكانية تحقيق عالم يعيش في مأمن من الفقر ويتمتع بالسلام والاستقرار.
وهنا يحمل مفكرنا القوى الكبرى مسؤولية تكريس مأساة الفقر المدقع ويؤكد ان خطاب التنمية للقوى الكبرى بلا مضمون فقد ادار الغرب ظهره لكل التعهدات الخاصة بالمساعدة من اجل التنمية لدرجة ان الاهتمام ببقاء الحشرات والنبات اصبح مقدما على التنمية الانسانية احيانا ، فلابد من ان تتوقف هذه التنمية الانسانية لو ان هناك احتمالا لتعرض حياة بعض الحيوانات والنباتات للخطر، واذا قيل ان هناك الكثير من هذه الانواع في اماكن آخرى وبكثرة، فهذا امر لا علاقة له بالمسألة. وهكذا يظل خمس سكان العالم يتمرغون في وحل الفقر بسبب منع الاغنياء والاقوياء لمساعدات التنمية البشرية عنهم، حيث انسحب الاغنياء والاقوياء الي انديتهم الاقليمية الدافئة والمريحة للمحافظة على مستوياتهم الاستهلاكية التي لا يمكن تصورها.
وهنا يشير مفكرنا محاضير بن محمد الى ان بعض دول الجنوب حاولت ان تنمو معتمدة على نفسها وبصعوبة بالغة ولكن في اللحظة التي يبدو فيها انهم نجحوا يتم جذب البساط من تحت اقدامهم وسحبت الامتيازات التي منحتها لهم الدول الكبرى وتفحص سجلاتهم لحقوق الانسان والديمقراطية.. الخ بغرض اعاقة نموهم وتقدمهم هذا فضلا عن محاولات اغواء بعض من دول الجنوب الناجحة بالانضمام الي الاغنياء والاقوياء حتي لا يقدموا يد العون بما لديهم من قوة ضئيلة لمواطنيهم.
وفي هذا الصدد يرى مفكرنا ان الالتزام نحو البيئة لا يجب ان يتحول الى مناسبة للاشارة بأصابع الاتهام الي دول الجنوب وتجريمها كما لا يجب ان يوظف سياسيا لالحاق الضرر بدول الجنوب ويؤكد مفكرنا ان التنمية يمكن ان تتم دون احداث تلفيات يتعذر اصلاحها للبيئة واجبار الدول النامية على ان تظل متخلفة من اجل الحفاظ على البيئة لصالح الاغنياء هو الظلم بعينه، الا ان العقبات التي توضع في طريق فقراء الجنوب لن تؤدي الا الى زيادة الفقراء فقرا على فقرهم وزيادة الاغنياء ثراء فوق ثرائهم. ويخلص مفكرنا الى القول بأن الفقر في حد ذاته يوجد بيئة مدمرة للانسانية مثل اي نوع من التلوث البيئي.
وفي مواجهة محاولة الغرب الليبرالي فرض هيمنته الثقافة
يقول مفكرنا محاضير بن محمد انه لا يشعر بأي تأنيب ضمير عندما يقول ان هيمنة الثقافة الغربية لم تعد مقبولة بأي حال، وكذلك فإن الغطرسة الثقافية الغربية غير مقبولة ايضا، وان قصر نظر الثقافة الغربية وغباءها لم يعد مقبولا اكثر من ذلك، وان محاولة فرض كل ما هو متدن وغير اخلاقي او انتاجي على الآخرين امر مرفوض، ولن نقبله.
وجاءت موسوعة مفكرنا محاضير بن محمد بمجلداتها العشرة لتضم منظومة افكاره التي اعلنها وهو يخوض غمار تجربة تنموية رائدة لبلاده قبل ان يترك منصبه منذ نحو ثلاثة اسابيع. والموسوعة اذن نتاج افكار وممارسات مفكر ورجل دولة تعامل مع متغيرات عالمه واحداث قارته الاسيوية ومسيرة بلاده برؤية نقدية لاذعة تعبر عن الخطاب السياسي لشعوب العالم الثالث.
وقراءة الموسوعة بمجلداتها العشرة والتي نشرتها دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت تكشف عن القضايا الدولية الساخنة والادعاءات الفكرية الخطيرة التي فجرها وروج لها الغرب الليبرالي منذ توسعه الاستعماري وحتى محاولته الاخيرة في بناء عالم معولم لصالحه دون اهل الجنوب او الدول النامية.
وكان من ابرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عالجها مفكرنا محاضير بن محمد في موسوعته نذكر قضايا اساءة استخدام القوة تحت ادعاء حماية الامن والسلام الدوليين، والترويج لتجارة السلاح الحديث والتقليدي على المستوى الدولي وتكريس محنة الفقر بين شعوب دول الجنوب وبث عوامل التفكك الاجتماعي بين تلك الشعوب بهيمنة ثقافة الغرب ومحاولة فرض اخلاقياته... الخ.
وبشأن قضية استمرار اساءة استخدام القوة بشكل منتظم من قبل القوى الكبرى يقول مفكرنا انهم يطبقون عقوبات انتقائية ويمارسون ازدواجية المعايير على العالم النامي من اجل تعزيز مصالحهم الوطنية الضيقة... ومازال الشمال مستمرا في إحكام قبضته على كل مجالات الانشطة الدولية والسياسية والتجارة الدولية والتنمية والبيئة ووسائل الاعلام وهذا قليل من كثير.
ويؤكد مفكرنا ان حكم النخبة الذي تمارسه الدول الكبرى عادة ما يستتر تحت عباءة العولمة او من اجل الصالح العام للأمم، ومع ذلك فإن ذلك اختبار سريع وخاطف لهذا النوع من العولمة الذي يكشف عن مدى ادعائه ذريعة هذا ان لم يمكن نفاقا بينا، فعلى سبيل المثال: يقول مفكرنا انه تحت ادعاء حماية الامن والسلام الدوليين تحتفظ الدول المنتجة للأسلحة النووية بحقها في تدمير او التهديد بتدمير كل اشكال الحياة على هذا الكوكب ومع ذلك فهذه الدول تنكر على الدول الاخرى حق استخدام الاسلحة حتى التقليدي فيها للدفاع عن النفس.
وبينما تدافع القوى الكبرى عن السلام وتدين سباق التسلح من قبل الآخرين فإن صناعاتهم تتطور وتزيد مبيعات تكنولوجيا الاسلحة الدفاعية واسلحة الموت ومثل القوى الكبرى هنا مثل تاجر المخدرات الذي يزود ضحاياه من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة بالمخدرات حيث توقع صناعات الاسلحة الغربية والدول الفقيرة في مستنقع الفقر وانعدام الامن وتبديد الموارد وكل المهارات الانسانية الحيوية.
وبشأن مسؤولية القوى الكبرى عن تكريس مشكلة الفقر المدقع للدول النامية يشيرمفكرنا محاضير بن محمد الي ان هناك ثلاثة بلايين من الناس يعيش اكثر من واحد من بين اثنين على دولارين في اليوم وذلك بالرغم من كل التقدم في ميادين العلم والاتصالات وانتاج الغذاء. وهكذا تتضاءل امكانية تحقيق عالم يعيش في مأمن من الفقر ويتمتع بالسلام والاستقرار.
وهنا يحمل مفكرنا القوى الكبرى مسؤولية تكريس مأساة الفقر المدقع ويؤكد ان خطاب التنمية للقوى الكبرى بلا مضمون فقد ادار الغرب ظهره لكل التعهدات الخاصة بالمساعدة من اجل التنمية لدرجة ان الاهتمام ببقاء الحشرات والنبات اصبح مقدما على التنمية الانسانية احيانا ، فلابد من ان تتوقف هذه التنمية الانسانية لو ان هناك احتمالا لتعرض حياة بعض الحيوانات والنباتات للخطر، واذا قيل ان هناك الكثير من هذه الانواع في اماكن آخرى وبكثرة، فهذا امر لا علاقة له بالمسألة. وهكذا يظل خمس سكان العالم يتمرغون في وحل الفقر بسبب منع الاغنياء والاقوياء لمساعدات التنمية البشرية عنهم، حيث انسحب الاغنياء والاقوياء الي انديتهم الاقليمية الدافئة والمريحة للمحافظة على مستوياتهم الاستهلاكية التي لا يمكن تصورها.
وهنا يشير مفكرنا محاضير بن محمد الى ان بعض دول الجنوب حاولت ان تنمو معتمدة على نفسها وبصعوبة بالغة ولكن في اللحظة التي يبدو فيها انهم نجحوا يتم جذب البساط من تحت اقدامهم وسحبت الامتيازات التي منحتها لهم الدول الكبرى وتفحص سجلاتهم لحقوق الانسان والديمقراطية.. الخ بغرض اعاقة نموهم وتقدمهم هذا فضلا عن محاولات اغواء بعض من دول الجنوب الناجحة بالانضمام الي الاغنياء والاقوياء حتي لا يقدموا يد العون بما لديهم من قوة ضئيلة لمواطنيهم.
وفي هذا الصدد يرى مفكرنا ان الالتزام نحو البيئة لا يجب ان يتحول الى مناسبة للاشارة بأصابع الاتهام الي دول الجنوب وتجريمها كما لا يجب ان يوظف سياسيا لالحاق الضرر بدول الجنوب ويؤكد مفكرنا ان التنمية يمكن ان تتم دون احداث تلفيات يتعذر اصلاحها للبيئة واجبار الدول النامية على ان تظل متخلفة من اجل الحفاظ على البيئة لصالح الاغنياء هو الظلم بعينه، الا ان العقبات التي توضع في طريق فقراء الجنوب لن تؤدي الا الى زيادة الفقراء فقرا على فقرهم وزيادة الاغنياء ثراء فوق ثرائهم. ويخلص مفكرنا الى القول بأن الفقر في حد ذاته يوجد بيئة مدمرة للانسانية مثل اي نوع من التلوث البيئي.
وفي مواجهة محاولة الغرب الليبرالي فرض هيمنته الثقافة
يقول مفكرنا محاضير بن محمد انه لا يشعر بأي تأنيب ضمير عندما يقول ان هيمنة الثقافة الغربية لم تعد مقبولة بأي حال، وكذلك فإن الغطرسة الثقافية الغربية غير مقبولة ايضا، وان قصر نظر الثقافة الغربية وغباءها لم يعد مقبولا اكثر من ذلك، وان محاولة فرض كل ما هو متدن وغير اخلاقي او انتاجي على الآخرين امر مرفوض، ولن نقبله.
كاتب مصري
التعليقات