&
&
حيان نيوف من دمشق: عندما نطالع الصحف والمجلات المختصة بالسياحة والحديث عن الأماكن السياحية، نجد أنفسنا أمام تكرار ممل إلى حد ما لنفس الأسماء ونفس الأماكن وكأن العالم كله اقتصر على هذه الأماكن. وطالما تميز الإنسان دائما بقدرته على الاكتشاف، فكان له حظه بالعثور على أشياء جديدة رغم أنها تبقى دائما بعيدة عن الإعلام وصفحات المجلات.
ولعل أجمل المناطق في منطقة البحر المتوسط هي جبال طرطوس و اللاذقية وريفهما، فرغم الارتفاع عن سطح البحر إلا أنه يمكننا زيارتها والتكيف معها في الصيف والشتاء. ومن الأمور التي تفتح النفس وتشعر بالراحة هي اعتماد أناس كثيرين في تلك المناطق على ذاتهم لتأمين احتياجاتهم الغذائية.
&أحد الريفيين، في إحدى هذه القرى، قام ببناء بيته على صخرة كبيرة، بحيث من لا يشاهد هذا المنظر الرائع بأم عينيه سوف لن يصدق ذلك. ولعل أجمل الأشياء أيضا هي " التنّور ". والتنور هو عبارة عن مكان صغير مصنوع من الطين المحروق يتم إعداد الخبز عليه، فيخرج رغيف الخبز كبيرا وطازجا وصحيا أيضا. وطبعا " التنّور " ليس حكرا على هذه المناطق فقط بل تواجد في مناطق كثيرة من سورية.
عندما التقيت أحد المزارعين هناك، وبعد أن أحس بالزهو والفخر بعيد سؤالي له عن أرضه، أخبرني أن كل ما يحتاجه من أغذية يحصل عليها من أرضه هذه ومن الماشية التي يقوم بتربيتها، وراح يضرب لي مثلا: البصل، الثوم، اللوز والزيتون، وكل مشتقات الحليب واللحوم والبيض. هذا المزارع، وقبل أن أغادره، وضع يده على كتفي وقال:" رغيف خبز هنا على التنور والقليل من البصل الأخضر والزيت تعادل لدي كل الدنيا ". ونلاحظ أن أهل الكثير من هذه المناطق فضلوا ما يزرعون سنويا من محاصيل بلدية تعتمد على الأمطار، فضلوها على محاصيل البيوت البلاستيكية أو ما يسمى " الهنغارات ".
في الصيف كنا نسمع عن مصايف هنا وهناك، ولكن أحدا لم يفكر في زيارة أعالي هذه الجبال حيث يشعر الإنسان كما لو أنه في منطقة غطتها الثلوج. إنها بالفعل من أجمل المناظر في العالم حيث أشجار "الصنوبر" "والسرو" المرتفعة جدا مما سمح لأنواع كثيرة من الطيور أن تبني أعشاشها فيها، وهكذا يمر اليوم على الزائر وهو يستمتع بصوت العصافير وصوت الماء القادم من ينابيع مجاورة.وهناك أيضا شجر " العرموط" وهو شجر كبير له ثماره الصغيرة واللذيذة جدا.
وبعد الخروج من بين أشجار " العرموط " سوف نعثر على بعض الكهوف الصغيرة التي يتناقل الناس عنها أنها ترجع لأيام تواجد الرومان في المنطقة. وإحدى الينابيع في المنطقة حمل اسم " عين الرومية " على مرور الزمن ويعتقد الناس أن اسمه يأتي من مرور الرومان في منطقته. ولعل هذه المناطق من المناطق التي نفتقدها في الروايات والقصص ( طبعا إذا أخذنا المكان كعنصر رئيس للرواية أو العمل الأدبي )، وهي تشكل تبريرا منطقيا للشعراء الرومانسيين عندما قرروا الهروب إلى الطبيعة بعيدا عن صخب الحياة اليومية. ومهما كدرت التعاسة من مزاج الإنسان، فإن روحه ستتناغم مع هذه الأجواء الدافئة.
ولعل شجر السنديان له حكاية من نوع خاص في هذه المناطق. فبسبب قدم هذا الشجر وامتداده في التاريخ، سنجد أن الناس بأعداد لا بأس بها يجلسون في ظله لتبادل الأحاديث ولعب " الورق " و " المنقلة ". وهناك أشجار سنديان عمرت لمئات السنين، وبات الكثير من الزوار يقصدونها من مناطق عديدة. ونشاهد المناطق الريفية في سوريا في كثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية، إلا أن ريف اللاذقية وطرطوس كان له بعض المشاهد في المسلسلات التاريخية، وقد برز ريف اللاذقية بشكل خاص في فيلم "رسائل شفهية".
ولعل أجمل المناطق في منطقة البحر المتوسط هي جبال طرطوس و اللاذقية وريفهما، فرغم الارتفاع عن سطح البحر إلا أنه يمكننا زيارتها والتكيف معها في الصيف والشتاء. ومن الأمور التي تفتح النفس وتشعر بالراحة هي اعتماد أناس كثيرين في تلك المناطق على ذاتهم لتأمين احتياجاتهم الغذائية.
&أحد الريفيين، في إحدى هذه القرى، قام ببناء بيته على صخرة كبيرة، بحيث من لا يشاهد هذا المنظر الرائع بأم عينيه سوف لن يصدق ذلك. ولعل أجمل الأشياء أيضا هي " التنّور ". والتنور هو عبارة عن مكان صغير مصنوع من الطين المحروق يتم إعداد الخبز عليه، فيخرج رغيف الخبز كبيرا وطازجا وصحيا أيضا. وطبعا " التنّور " ليس حكرا على هذه المناطق فقط بل تواجد في مناطق كثيرة من سورية.
عندما التقيت أحد المزارعين هناك، وبعد أن أحس بالزهو والفخر بعيد سؤالي له عن أرضه، أخبرني أن كل ما يحتاجه من أغذية يحصل عليها من أرضه هذه ومن الماشية التي يقوم بتربيتها، وراح يضرب لي مثلا: البصل، الثوم، اللوز والزيتون، وكل مشتقات الحليب واللحوم والبيض. هذا المزارع، وقبل أن أغادره، وضع يده على كتفي وقال:" رغيف خبز هنا على التنور والقليل من البصل الأخضر والزيت تعادل لدي كل الدنيا ". ونلاحظ أن أهل الكثير من هذه المناطق فضلوا ما يزرعون سنويا من محاصيل بلدية تعتمد على الأمطار، فضلوها على محاصيل البيوت البلاستيكية أو ما يسمى " الهنغارات ".
في الصيف كنا نسمع عن مصايف هنا وهناك، ولكن أحدا لم يفكر في زيارة أعالي هذه الجبال حيث يشعر الإنسان كما لو أنه في منطقة غطتها الثلوج. إنها بالفعل من أجمل المناظر في العالم حيث أشجار "الصنوبر" "والسرو" المرتفعة جدا مما سمح لأنواع كثيرة من الطيور أن تبني أعشاشها فيها، وهكذا يمر اليوم على الزائر وهو يستمتع بصوت العصافير وصوت الماء القادم من ينابيع مجاورة.وهناك أيضا شجر " العرموط" وهو شجر كبير له ثماره الصغيرة واللذيذة جدا.
وبعد الخروج من بين أشجار " العرموط " سوف نعثر على بعض الكهوف الصغيرة التي يتناقل الناس عنها أنها ترجع لأيام تواجد الرومان في المنطقة. وإحدى الينابيع في المنطقة حمل اسم " عين الرومية " على مرور الزمن ويعتقد الناس أن اسمه يأتي من مرور الرومان في منطقته. ولعل هذه المناطق من المناطق التي نفتقدها في الروايات والقصص ( طبعا إذا أخذنا المكان كعنصر رئيس للرواية أو العمل الأدبي )، وهي تشكل تبريرا منطقيا للشعراء الرومانسيين عندما قرروا الهروب إلى الطبيعة بعيدا عن صخب الحياة اليومية. ومهما كدرت التعاسة من مزاج الإنسان، فإن روحه ستتناغم مع هذه الأجواء الدافئة.
ولعل شجر السنديان له حكاية من نوع خاص في هذه المناطق. فبسبب قدم هذا الشجر وامتداده في التاريخ، سنجد أن الناس بأعداد لا بأس بها يجلسون في ظله لتبادل الأحاديث ولعب " الورق " و " المنقلة ". وهناك أشجار سنديان عمرت لمئات السنين، وبات الكثير من الزوار يقصدونها من مناطق عديدة. ونشاهد المناطق الريفية في سوريا في كثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية، إلا أن ريف اللاذقية وطرطوس كان له بعض المشاهد في المسلسلات التاريخية، وقد برز ريف اللاذقية بشكل خاص في فيلم "رسائل شفهية".
&
التعليقات