"إيلاف" من برلين: تعرفت فوزية ح. التونسية على مواطنها محمد ع. في صيف عام 2000. وكما قلت لـ"إيلاف" سحرها جماله والسلسلة الذهب التي كانت تلمع في رقبته وخاتمه الذهبي الضخم، وكانت موظفة في شركة معروفة بالعاصمة التونسية، فأخبرها بأنه يعيش منذ 20 سنة في ألمانيا ويريد الاستقرار أخيرا والزواج من فتاة من بلده تشاركه حياته الرغيدة.
وطلب يدها بعد موافقتها من ذويها مصرا على أن يجرى الزفاف بسرعة لأن أعماله لا تسمح له بالبقاء طويلا في الخارج. وعقد القران وعاد لوحده على أساس أنه سيجهز البيت الزوجي كما تحلم به فوزية. ولم تمضى أشهر قصيرة إلا وأرسل لها الأوراق لتحصل على تأشيرة دخول كزوجة شرعية.
لكن ما إن وصلت إلى مطار دوسلدورف حتى بدأت مأساتها، إذ أخذها إلى غرفة صغيرة في ضاحية المدينة وحجته أن الوقت داهمه ولم يتمكن من العثور على شقة وشراء أثاث، فصدقته فوزية وكلها أمل بأنها ستبني معه العش الزوجي، ومرت الأيام والأشهر وهي سجينة هذه الغرفة وتكاد لا ترى إلا زوجها الذي كان يعود في منتصف الليل لينام فورا.
وبمساعدة امرأة تونسية تعرفت عليها اتصلت فوزية بشقيقها في بون ليساعدها على توضيح الأمر مع زوجها الذي ثار غضبه عندما علم بالأمر واعتبر اتصالها خروج عن طاعتها له ومنعها من الاتصال بأحد.
وقبلت المسكينة بالوضع على مضض ممنية النفس بتحسن نفسية زوجها الذي بدء يغيب أياما عن البيت. وحضر يوما بحالة سكر شديدة برفقة امرأة ألمانية ثم طلب منها تحضير العشاء لاثنين وعندما مانعت أشبعها ضربا، فأرسل لها شقيقها سرا بعض المال للمجيء إليه.
وفي بون اكتشفت أنه له ولد غير شرعي في 12 من العمر والصديقة التي أحضرها معه هي الأم فطلبت الطلاق فورا. واستغل الزوج الزواج المسجل في تونس للامتناع عن الطلاق. لكن والدها ساعدها من تونس لحل الزواج وتعمل اليوم في كولونيا مستفيدة من مستواها التعليمي.
والفرق بين فوزية وعليه ك. المصرية وتعيش في برلين أن الأخيرة اختارت زوجها بنفسها كي لا تعيش وحدها بعد وفاة الأول الذي أنجبت منه ولد وبنت.
لكن اتضح لها فيما بعد كذبه، فهو لا يعمل في شركة معروفة كما قال لها بل غرسون في مطعم متواضع. وساء وضعها بعد أن أصبح ينعتها بكلمات بذيئة لكل غلطة بسيطة تقترفها لكنه لم يضربها أبدا.
وحاول بشتى الحيل الاستيلاء على المال الذي ورثته عن زوجها فطردته من البيت وحصلت على الطلاق ولم يكن قد مضى على الزواج عاما واحدا.
وكان الوسيط في زواج أمينة ز. المصرية عمها محمد الذي يعرف الفلسطيني طارق وكان قد أبدى له رغبة بالزواج من فتاة مصرية. لكن لم يمضي أسبوع واحد على وصولها إلى ألمانيا بعد الزواج منها حتى طلب منها البدء بالعمل بحجة أن الحياة في ألمانيا مكلفة. ولجهلها للغة الألمانية قبلت وهي الجامعية غسل الصحون في أحد المطاعم .
والمفاجأة الكبيرة عندما علمت بأنه يلعب القمار وبدأ يستولي بالقوة على مرتبها، عدا عن ذلك لم يسمح لها ببناء صداقات مع أحد وعليها العودة فورا إلى البيت بعد العمل وإلا فالضرب بانتظارها.
ودفعها للإجهاض ثلاث مرات بحجة أن الأولاد يمنعونها من العمل، لكن في المرة الرابعة أصرت على الاحتفاظ بولدها فلم يحضر الولادة أو يهتم بها عند عودتها إلى البيت لأن الولد كما قال لها ابنها وعليها تحمل المسؤولية لوحدها. وصبرت على هذا الوضع 13 سنة إلى أن تمكنت من الحصول على الطلاق.
وقصة اللبنانية سلمى و. صعبة الحل. باعها والدها في لبنان ولم تبلغ بعد 15 سنة إلى غني خليجي عمره 67 عاما سجنها في قصره دون السماح لها بالخروج وكان يمارس معها الجنس كما قالت لـ"إيلاف" بأشكال فظيعة ويعاملها معاملة سيئة جدا. وبمساعدة رجل لبناني هربت من القصر وجاءت قبل عشرة أعوام بأوراق مزورة إلى برلين. لكن الذي ساعدها طالبها بتسديد الفاتورة وأرغمها على ممارسة الدعارة من أجل الكسب السريع.
ولديها اليوم ثلاثة أولاد وكل ولد من أب لأنها كلما شعرت بالحاجة إلى الجنس أو المال تنام مع أول رجل يصادفها حتى أنها نامت مرة مع المكوجي كي لا تدفع أجرة الكوي.
وتحملت باسمة م. الفلسطينية بخل زوجها طوال 23 سنة رغم دخله الجيد كأستاذ. أحبته في بيروت وقبلت القدوم معه لكن لم يمضي وقت قصير إلا وبدأت غيرته منها تأكل نفسه بسبب انفتاحها، وهو شخص منغلق ولا يريد الخروج عن محيط عائلته.
وزاد الوضع سوءا عندما منعها من دراسة اللغة الألمانية بحجة أنه تزوجها بدون هذه اللغة.
وكعقاب لها كان يطبق " الهجر في المضاجع" رغم انهما كنا ينامان في سرير واحد وحرمانها من أشياء تحبها مثل القهوة لأنه لا يحبها.
ولا تريد حنان وصف زوجها الذي طلقته منذ عامين بالسيئ لكن كل واحد له تفكير خاص ولو لم تنجب منه لتركته منذ زمن طويل.
وحاورت "إيلاف" بعض المطلقين منهم الطبيب العراقي سرمد الذي واجه مع زوجته الطبيبة أيضا مصاعب كثيرة للخروج من العراق وحطا الرحال في مدنية كولونيا، لكن لسوء حظه لم يجد عملا بينما عثرت زوجته بسرعة على مركز شاغر في إحدى المستشفيات.
ومع الوقت بدء اهتمام الزوجة بالبيت يخف جدا حتى أنها كما قال أهملته وأصبح عملها من أولويات حياتها. فلم يتحمل الوضع وقرر الانفصال عنها لأنه بدء يشعر بتعاليها عليه وأسمعته مرات عديدة أن قدراته الطبية لا تشجع أي مستشفى على تشغيله. وتوفرت له مرة وظيفة في المستشفى التي تعمل فيها لكنها لم تبذل جهدا ليحصل عليها رغم علاقتها الجيدة بالمدير العام.
وطلق الفلسطيني علي ص. زوجته لأنها استغلته بأبشع الأشكال واستغلت الحرية التي تعطي للمرأة في ألمانيا من أجل إقامة علاقات مشبوه مع الرجال والذهاب معهم إلى المراقص رغم انحدارها من عائلة محافظة جدا. وحسب قوله :" تحاول التعويض عما كانت محرومة منه في قريتها".
وعن نسبة الطلاق ضمن العائلات العربية، قالت المشرفة الاجتماعية من مكتب حماية الأسرى العربية في برلين السيدة حنان مزين بأنها مرتفعة وتزيد يوما بعد يوم ويعود السبب في ذلك إلى الجهل الذي تتصف به عائلات عربية كثيرة خاصة الأم التي تمضي معظم وقتها بمشاهدة التلفزيون دون إعطاء اهتمام لأولادها، حتى أن بعض الأمهات لا يعرفن في أي مدرسة يدرس أولادهن.
عدا عن ذلك توجد عائلات لم تتحمل ما يسمى بصدمة الثقافية الغربية فانزوت وتقوقعت على نفسها. وتمارس عدة عائلات نفس العادات كما في الوطن مثل تزويج الفتاة مجرد بلوغها من أجل التخلص من أعبائها المادية والعائلية.
لكن هناك فتيات عربيات يردن الزواج بسرعة لتحقق أحلامها مع فارس الأحلام كما القصص الرومانسية التي تشاهدها في التلفزيون ، إضافة إلى ما تسمعه من الصديقات الألمانيات عن صداقاتهن وممارستهن للجنس وهي محروم من كل ذلك.
وروت السيدة حنان حالات كثيرة منها خداع الرجل لأهل العروس بأن لديه أموالا طائلة لكنه يكون في الحقيقة مروجا للمخدرات أو مدمنا عليها فينقل في الكثير من الأحيان هذا الإدمان إلى زوجته ليصبحا بعد ذلك ضحية الجهل الأعمى.
ولا توجد إحصائية دقيقة لنسبة الطلاق بين العرب لكن حسب قولها تشهد برلين كل أسبوع أكثر من عرسين وكل زواج من ثلاثة ينتهي بالطلاق بعد فترة قصيرة.