حمود الزيادي العتيبي من الرياض: كشفت دراسة طبية سعودية وجود ارتباط وثيق بين ارتفاع نسبة الدهون في الدم والإصابة بسرطان الثدي لدى السعوديات وهو النوع الأكثر انتشاراً من بين أنواع السرطانات الأخرى التي تصيب النساء في السعودية.
وأوضحت نتائج الدراسة، التي شملت 500 مريضة مصابة بسرطان الثدي وعدد مماثل من غير المصابات واستغرقت ثلاث سنوات، أن هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ( BMI قياس السمنة) واحتمالية الإصابة بسرطان الثدي كما توصلت الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول عامل مهم في الإصابة بسرطان الثدي.
ولاحظت الدراسة ارتفاع الدهون في الدم عند المريضات بسرطان الثدي وانخفاضها في حالة علاج المرض والشفاء منه.
وقال لـ " إيلاف " الدكتور عبدالعزيز العثيمين عالم أبحاث رئيسي واستشاري التغذية العلاجية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أن للدهون المتناولة في الأغذية دوراً أساسياً في الإصابة بسرطان الثدي لكنه أقل أثراً من الدهون الموجودة في الدم.
ونصح الدكتور العثيمين، الباحث الرئيس في الدراسة، النساء السعوديات بالتقليل من استخدام الدهون الحيوانية في طهي الأطعمة وممارسة الرياضة للتخلص من الدهون الموجودة في الدم حتى يتجنبن وبنسبة كبيرة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
وتشير إحصائيات السجل الوطني للأورام السرطانية في السعودية إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تصل إلى 20% من بين الأنواع الأخرى التي تصيب السعوديات وأن المعدل العمري للإصابة به 46 سنة في وقت يبلغ المعدل العمري للإصابة بسرطان الثدي في أوروبا والولايات المتحدة 57 سنة.
وتذكر بعض الإحصائيات المنشورة محلياً إلى أن السمنة، وخاصة في أوساط النساء، تصل إلى أرقام عالية في المجتمع السعودي، إذ تشير بعضها إلى أنها تصل إلى 63% بينما تؤكد إحصائيات أخرى أنها بحدود 37%.
ويعزو كثير من المختصين في علوم الصحة والغذاء إلى أن النمط الغذائي الذي تتبعه الأسر السعودية بما يشمل من استخدام مفرط للدهون الحيوانية والنشويات العالية هو السبب الرئيس في ارتفاع مستوى السمنة بين السعوديات، فضلاً عن عدم ممارسة الرياضة نظراً لعدم السماح بأي ممارسة لها في المدارس أو حتى الترخيص لها في أندية اجتماعية، بينما يبقى حيزاً يسيراً من ممارسة الرياضة عبر المشي في أماكن محدودة في بعض المدن الكبرى وهو أمر أقل تأثيراً في مكافحة السمنة ذات الأضرار الصحية المتعددة.