"إيلاف" من القاهرة: تواصل اليوم الثلاثاء محكمة جنايات القاهرة الاستماع الي شهود الإثبات في قضية "مافيا الآثار"، التي شغلت الرأي العام مؤخراً والمتهم فيها رجل الاعمال طارق السويسي و30 آخرون بينهم 9 أجانب و14 هاربين بتهم الرشوة وغسيل الأموال وتهريب الآثار.
وأوضح العميد محمد بريقع الذي قاد فريق عمل من أعضاء هيئة الرقابة الادارية في شهادته أن القضية بدأت بمعلومات وردت اليه خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2002 تفيد وجود تشكيل عصابي لتهريب الآثار المصرية للخارج يضم 31 متهماً من بينهم 9 متهمين أجانب وأضاف الشاهد ان التشكيل العصابي يقوم بتجهيز الآثار المسروقة داخل مصر وينحصر دور المتهمين المصريين في تخزين وتصدير الآثار المصرية داخل طرود وشحنها الي الخارج علي انها مقتنيات من خان الخليلي ويقوم بعض المتهمين بالسفر الي سويسرا بعد الشحن لاستقبال الطرود في زيورخ.
وأشار الشاهد إلى أن دور المتهمين الاجانب علي رأسهم المتهم "كوتني رالف" سويسري الجنسية صاحب شركة شحن بأنهم يستقبلون الآثار المهربة من مصر ويقومون بتخزينها داخل غرف مخصصة بمبني الشحن ثم يسافر بعض المتهمين المصريين للخارج لعرض هذه الآثار للبيع في دول سويسرا والمانيا وفرنسا ويتم ذلك بالتنسيق الكامل مع المتهم الرئيسي طارق السويسي والذي يقوم بتوزيع القطع الاثرية المهربة ويتم تحويلها بالمقابل المادي علي حساب المتهم الاول لكل من البنوك المصرية والاوروبية ويتولي السويسي توزيع حصيلة البيع علي باقي المتهمين المصريين والاجانب. وأشار في شهادته الي انه سافر الي سويسرا ضمن الوفد القضائي لمعاينة الآثار المصرية والتي تم التحفظ عليها بجنيف وتم استعادتها مؤخراً الي السلطات المصرية وعددها حوالي 280 قطعة اثرية يصل وزنها الي 1،7 طن.
كما استمعت المحكمة أيضاً إلى أقوال شاهد الاثبات عمرو ثروت، عضو هيئة الرقابة الادارية، الذي أكد في شهادته أنه وردت اليه معلومات عن قيام طارق السويسي بعمليات إتجار وتهريب للآثار المصرية للخارج بمعاونة محمد السيد حسن كبير مفتشي آثار القرنة بالاقصر موضحا أنه تبين من التحريات تضخم ثروة طارق بشكل ملحوظ وهو ما تأكد من حجم أرصدته في البنوك وممتلكاته داخل مصر والفيلا التي يقيم فيها والتي يقدر ثمنها ب 70 مليون جنيه.
وأضاف ثروت، أن محمد السيد سهل للسويسي الاستيلاء على قطع أثرية من مخزن للاثار يشرف عليه وقام باستبدالها بقطع مقلدة موضحا أن السويسي كان يتصل بمحمد السيد حسن عبر وسطاء من المتهمين خشية أن يكون محمد السيد تحت المراقبة في ضوء سمعته السيئة في مجالات تهريب الاثار وأوضح عضو هيئة الرقابة أن طارق السويسي كان يعتمد في تهريبه للآثار على شبكة من معاونيه سواء من لهم خبرة في بيع القطع الاثرية من الوسطاء أو تجار الاثار في عدد من دول العالم من بينها سويسرا والولايات المتحدة والمانيا، لافتاً إلى أنه كان قد تم إلقاء القبض على طارق السويسي في 18 ابريل الماضي أثناء تسلمه تمثال أثري قديم وزنه 250 كيلوجراما وأوضح أن بعض المتهمين لديهم خبرة في الاتجار في تهريب الاثار على مدي 25 عاماً.
وأكدت لجنة هيئة الآثار برئاسة صبري عبدالعزيز ابراهيم ان التنقيب تم بدون ترخيص وان القطع الاثرية المضبوطة مسروقة عن طريق بعض المتهمين وان اعضاء اللجنة اجمعوا علي مخالفة المتهمين لقواعد هيئة الآثار.
عقدت الجلسة في القضيتين برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد والدكتور أسامة أنور جامع وبحضور أشرف العشماوي رئيس نيابة أمن الدولة العليا وأمانة سر سعيد عبدالستار ومحمد فريد.
التعليقات