"إيلاف"من الرباط:تميز الاحتفال بعيد العمال في العاصمة المغربية الرباط بمشاركة ضعيفة من قبل الهيئات النقابية والحقوقية التي تمثل القطاعات المنضوية تحت لواء عدد من النقابات العمالية والحقوقية.وردد المشاركون في المسيرات التي بدأت خجولة وانتهت بسرعة شعارات تطالب بالتطبيق الكامل لنتائج "الحوار الاجتماعي وبالحق في العمل والعيش الكريم", كما طالبوا بفك الحصار عن القيادة الفلسطينية وانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وأمام عدد قليل من المشاركين انتقدت نقابة الاتحاد المغربي للشغل بالمناسبة "عدم التزام الحكومة باتفاق 30 (نيسان) أبريل من السنة الماضية" موضحا أن الطبقة العاملة "تعاني حيفا كبيرا في تسوية وضعيتها المالية إضافة إلى أن هذا الاتفاق لم يشمل الإعلاميين والمتصرفين والفئات المماثلة والمجازين غير المدمجين".
إلى ذلك، قال الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط التابع للاتحاد المغربي للشغل خلال مهرجان خطابي أعقب انطلاق المسيرة ونظم تحت شعار "الاحترام", إن هذا العام "عرف من جديد انتهاكات للحق النقابي من خلال طرد عدد من العمال لمجرد إعلانهم عن مطالب مهنية مشروعة"، ودعا إلى احترام الحقوق والقوانين "كي تتمكن المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية من استرجاع فعاليتها ومصداقيتها وتماسكها".
من جانبه، أشار التنظيم الجهوي للمرأة العاملة إلى أن الطبقة العاملة تعاني انعكاسات الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعيشها المغرب وخاصة قطاع النسيج والألبسة الجاهزة".
وأضاف أن وضعية المرأة تزداد تدهورا بسبب التمييز الذي تعاني منه في الترقية والتكوين والأجور وأشار إلى انتشار العنف بسبب وجود الأحياء الصناعية في أحياء هامشية وفقيرة إضافة إلى ما تتعرض له العاملات "من هدر للكرامة والإهانات والتحرش الجنسي بمقرات العمل". بيد أنه عبر عن اطمئنانه لصدور مدونة الأسرة ودعا في السياق نفسه الحركات النسائية والحقوقية إلى "مواصلة النضال لنيل باقي المكتسبات". كما دعا إلى القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال خصوصا في القطاعات غير المنظمة.
من جانبها، دعت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل خلال تجمع خطابي نظم بساحة "باب الأحد" في الرباط إلى "وضع برنامج وطني مدقق وواضح المعالم والأهداف بمنظور وطني شامل من أجل خلق مناصب شغل والقضاء على البطالة". كما طالبت بإصلاح النظام البنكي والتحكم في الثروات البحرية ووضع استراتيجية وطنية في المجال الفلاحي ودعم السياحة واحترام القوانين والتشريعات من طرف سائر المشغلين".من جهته، قال الاتحاد العام للشغالين إن المنظمة "تناضل من أجل المساواة وتحسين وضعية الطبقة العاملة وترقية مستواها المعيشي وزيادة الأجور من1500 إلى5000 درهم" (دولار واحد يساوي حوالي تسعة دراهم) كما شدد على ضرورة "شمولية التغطية الصحية التي لا تغطي سوى 30 في المائة في القطاع العام والخاص ".
إلى ذلك، عبر المشاركون عن دعمهم لترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم سنة2010 وعن تشبتهم بالوحدة الترابية للمغرب ورددوا شعارات تطالب بإطلاق سراح المحتجزين في مخيمات تندوف.
غير أن أهم ما ميز الاحتفال بذكرى فاتح أيار (مايو) هذا العام هو الحضور القوي الذي عرفته قضيتا الشعب الفلسطيني والوضع في العراق في المهرجانات الخطابية التي نظمتها المركزيات النقابية المغربية، إذ عبرت عن غضبها إزاء ما يعانيه الشعبان الفلسطيني والعراقي وأجمعت على أن "ما يعانيه الشعب الفلسطيني من محاولات لتوقيف المقاومة واختياراتها وفرض الحلول الانتهازية على الشعب الفلسطيني ومحاصرة قيادته الشرعية المتمثلة في القائد ياسر عرفات واغتيال الشيخ احمد ياسين ثم عبد العزيز الرنتيسي يشكل الوجه الحقيقي للعولمة", واعتبرته خرقا سافرا لمقتضيات القانون الدولي وللشرعية الدولية. ونددت بالممارسات القمعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي ضد الشعب العراقي وطالبت بجلاء قوات الاحتلال عن العراق والحفاظ على وحدته وسيادته على أراضيه.