عندما كان الإنسان القديم يسكن الكهوف كان يسمع في النهار خبب الخيول البرية منطلقة في البراري والسهول والقفار هائمة مع الريح تضرب بحوافرها الوحشية العارية حصى السهوب أو الضفاف الندية.
وفي الليل يسمع صهيلها الجارح قبل أن يلقي إنسان الأكواخ ذلك اللجام الذي دجنها وقادها إلى مربطها قرب البيت لتساهم في صناعة تاريخ الإنسان عبر الصيد والسفر والحروب.
منذ القدم
قبل أكثر من خمسة آلاف عام وفي يوم مجهول في تاريخ البشرية جاء الإنسان بالحصان إلى بيته ليصبح وكأنه فرد في الأسرة. منذ ذلك التاريخ صرنا نعرف هذا الحصان الذي أضيف إليه رمز القوة والجمال في الوقت نفسه.
ايوهيبوس
إنه حفيد الحصان المسمى ايوهيبوس الذي كان يعيش في العصر الفجري في أميركا والذي كان حجمه أكبر من حجم الثعلب قليلاً. كانت أصابع قدمه أربعة ثم أصبحت ثلاثة في العصر الإيليغوسيني، ثم أصبحت له إصبع واحدة في العصر البليوسيني.
الخيول البرية
منذ ذلك الوقت انتشرت الخيول البرية التي تطورت حتى وصلت إلى ما نشاهده اليوم من خيول. أما الحصان البري الذي انقرضت أكثر أنواعه فيمثله اليوم حصان برجيوالسكي، وهو اسم الضابط الروسي الذي اكتشفه في منغوليا العام 1879.
كانت الخيول البرية منتشرة في أوروبا وآسيا في العصر الحجري القديم. ومنذ أكثر من أربعة آلاف عام، أي في الألف الثانية قبل الميلاد تم تدجين الحصان في بلاد الرافدين، وأصبح الإنسان معتنياً بتربيته والعناية به واستخدامه، وتم أول استخدام للحصان في الجيوش من قبل الآشوريين الذين استخدموه في فرق الخيالة التي كانت عماد جيشهم في الهجوم.
ثم استخدم الآشوريون " المركبة الآشورية" التي صنعت لها العجلات وكان يجرها جوادان أو ثلاثة يقودها جندي بينما يرمي السهام جندي آخر.
الغطاء
كان الحصان يمتطى من دون عدة. ورويداً ظهر غطاء بسيط على الظهر، ثم ظهر اللجام والعنان، وبعد ذلك ظهر السرج والركابان.
والحصان المألوف له عدة أوزان حسب نوعه. وتتراوح أوزانه بين 150 كيلوغراماً وأكثر من طن.
أما طوله فهو لدى معظم الأجناس50/1 متراً ولدى حصان البوني يتراوح الطول بين 90 سنتمتراً و20/1 متراً.
أما من حيث البنية فتقسم الخيول إلى ثلاثة أجناس: المستطيل الشكل، والوسطي الشكل، والقصير الشكل.
الجواد العربي
تعتبر سلالة الجواد العربي من أقدم سلالات الخيل. والشائع أن موطنها الأصلي هو اليمن.

سباق الخيل
أما أبرز خصائص الجواد العربي فهي : السرعة والتحمل والمقاومة وروعة الجلد. ويتميز الحصان العربي بأربعة أشياء صافية هي:العينان والجلد والخدان والحافران.كما يتميز بأربعة أشياء قصيرة هي الأذنان والصلب والذيل والحوشب.لكنه يتميز بأربعة أشياء طويلة هي:العنق والبطن والوركان والسيقان. إلى ذلك يتميز الحصان العربي بأربعة أشياء عريضة هي: الجبهة واللبان والردف والمأبض.
وتنتمي إلى سلالة الجواد العربي سلالات شرقية أخرى هي: السورية والفارسية والتركمانية والقفقاسية والداغستانية وأخيراً البخارية والتترية.
الأصالة
قسم العرب الخيل إلى أنواع بموجب أنسابها وأصولها وأصالتها. فالعتيق هو الحصان الذي أمه وأبوه عربيان. وهو أكرم أنواع الخيل عند العرب. والهجين، هو الحصان الذي كان أبوه عربياً وأمه غير عربية. ثم المقرف وهو الذي يأتي من أم عربية وأب غير عربي. أما البرذون، الذي شاع استعماله بعد أن تطور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعرب والمسلمين وأصبح التنقل اليومي في المدن والحواضر والأمصار ضرورياً فهو من أبوين غير عربيين.
واعتاد العرب إطلاق صفات لونية على الخيل. وأشهر ألوان الخيل العربية هي : الأبيض، والصافي منه يسمى" الأشهب" والأسود، والشديد السواد منه يسمى " الأدهم" والأحمر الذي إذا خالط حمرته سواد سمي " الكميت " والأشقر أو الأصفر الذي يسمى اليوم " الحبيش "
مرابط الخيل العربية
تعتبر الجزيرة العربية مهد الخيل التي ركضت في بواديها وقفارها وواحاتها. وأهم مرابط الخيل في جزيرة العرب هي: مرابط نجد، وتضم الخيول الحمدانيات السمريات وهي عند قبيلة قبيلة الظفير من قبل أما الآن فهي عند قبيلة حرب. ويوجد منها في العراق وتسمى" حمدانية ابن غراب". وخيول كحيلات عجوز وهي خيول أصيلة وفروعها " العافصية" نسبة إلى عافص من بني خالد و" الكحيلة الحذلية " وهي مشهورة بالشجاعة والقوة، وتطلق كلمة الكحيلة أيضاً في بعض المناطق في العراق على المرأة أيضاً تعبيراً عن أصالتها وجمالها معاً.
وتضم مرابط نجد أيضاً الخيول العربية الشراكية ومكانها في قلب الجزيرة عند عنيزة وتتفرع منها الخيول الخبيزية. وهناك أيضاً الخيول الصقلاوية، والشوافات في المنطقة الشرقية والبحرين، والصويتات، والكروش.
خيول الخليج.

أما خيول الخليج فمعظمها يرجع إلى أصول نجدية ومنها: الحرقا، الجلابيات، والجوازي.
أما تسميات الخيل عند العرب فهي: المهر والفطيم والحولي والفلو أو الفلوة والحجر والأصيل.

فالمهر يطلق على الفرس الصغيرة للمذكر والمؤنث حتى أول كانون الثاني يناير الذي يلي ولادتها. الفطيم يطلق على المهر إثر فطامه بعد ثمانية أشهر على ولادته تقريباً وحتى أول كانون الثاني يناير التالي . أما الحولي فهو الحصان الفتي من أول كانون الثاني وحتى 31 كانون الأول ديسمبر من السنة التي تلي ولادته. ويعتبر الحصان ذكراً كان أم أنثى فلول أو فلوة حتى كانون الثاني من سنتهما الخامسة. بينما الحجر هي الفرس التي تعد للتناسل. والأصيل هو الكريم من الخيل يأتي من نتاج أب وأم من أصل كريم.
الخيول في العالم
في العالم اليوم أكثر من 26 مليوناً من رؤوس الخيل موزعة على القارات في مناطق مختلفة من العالم لدى المنتجين على الشكل الآتي:
أميركا 7800000، روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق 7400000، الصين7200000، الارجنتين3600000 وفرنسا 672000.
تتكون عدة الحصان الرئيسة من العنان (اللجام) والشكيمة ومن السرج ومن الركابين.
وتكون مدة الحمل بالنسبة للفرس هي 11 شهراً وبضعة أيام. ويعتبر المتوسط للمهر 334 وللمهرة 332 يوماً.


&