&
&
&بيروت: ريما زهار على مر السنوات أثبتت المرأة العربية نفسها في ميادين عملية كثيرة خاضتها بجدارة واستحقاق. إلا أن اللافت في هذا المجال وجود بعض التهميش لحقوقها في بعض البلدان العربية. فعلى سبيل المثال قد يجد العديد من
إماراتيات يتعلمن أصول القيادة في دبيAP
&الأجانب أن قيادة المرأة للسيارة حق يتشاركه الرجل كما المرأة، إلا أن الصورة تختلف في بعض البلدان العربية. ففي السعودية مثلاً تواجه المرأة التمييز في جميع مجالات الحياة تقريباً بسبب العادات والقوانين. وبعض العادات التمييزية والمحظورات الاجتماعية يجرى تنفيذها بقوة الدولة وسلطتها الكاملة. فعلى سبيل المثال، قامت عشرات النساء في عام 1990 بالاحتجاج على الحظر المفروض استناداً إلى الأعراف السائدة على قيادة المرأة للسيارة، فخرجن يقدن سياراتهن في الرياض ولم تكن قيادة السيارات ممنوعة قانوناً على المرأة آنذاك، فأصدرت وزارة الداخلية حَظْراً رسمياً على قيادة المرأة للسيارة، وتبع ذلك إصدار فتوى شرعية.
وتبين هذه الحادثة أن الحظر القانوني على قيادة المرأة للسيارة لم يصدر إلا بعد المظاهرة، وأن سبب الرجوع إلى الدين كان إضفاء الصفة القانونية على أحد المحظورات الاجتماعية. وجاء في الفتوى التي أصدرها& الشيخ الراحل عبد العزيز بن عبد الله بن باز، مفتى المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء& لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ما يلي: "... لا شك أن ذلك (أي قيادة المرأة للسيارة) لا يجوز، لأن قيادتها للسيارة تؤدي إلى مفاسد كثيرة وعواقب وخيمة منها الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها السفور، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور. والشرع المطهر منع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت، والحجاب، وتجنب إظهار الزينة لغير محارمهن، لما يؤدى إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضى على المجتمع."
ولا تزال الحكومة تطبق هذا الحظر. ففي إبريل/نيسان 2000، نقلت الصحافة عن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز أنه "أوضح أن السماح بقيادة النساء للسيارات لن يُناقش إلا بعد أن يتقبل المجتمع الفكرة."
في طالبان أيضاً
دعت حركة "طالبان" الإسلامية الحاكمة في أفغانستان أمس النساء العاملات في منظمات الإغاثة الدولية إلى الامتناع عن قيادة السيارات بحجة أن ذلك مناف لتقاليد الإسلام. ووجهت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسالة إلى وزارة الخارجية "لابلاغ هيئات الإغاثة الأجنبية انه يتوجب على النساء الأجنبيات في المستقبل عدم قيادة السيارات (...) والتزام قوانين الإمارة الإسلامية". في إشارة إلى نظام "طالبان"، لان وجود سائقات "يتعارض مع التقاليد الأفغانية ويؤثر سلبا على المجتمع". إلا أن هذه الخطوة لن تنعكس سلبا على عمل هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لان سائقيها هم من الرجال. وعلقت عليه الناطقة باسم المنظمة الدولية في باكستان ستيفاني بانكر بقولها: "كنا نتحدث أخيرا عن تضييق المجال الإنساني الذي نتحرك داخله، وهذا هو مثل واضح على ذلك". وصرح منسق الأمم المتحدة في أفغانستان اريك دو مول في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء في باكستان بان تحرك عمال الإغاثة الدوليين بات اكثر صعوبة في هذه الدولة التي تخضع لحكم إسلامي صارم.
في سلطنة عمان
قررت الجهات المختصة السماح للنساء في سلطنة عمان بقيادة سيارات الأجرة تحت الطلب بشرط أن يقتصر عملهن على نقل النساء دون الرجال.
وصرح العقيد صالح بن سعيد المسكرى مدير عام المرور بشرطة عمان بان هذا القرار يأتي ليفتح المجال أمام النساء الراغبات في العمل بمهنة قيادة السيارات من هذا النوع ويسهل انتقال النساء اللواتي لا يرغبن في الانتقال بسيارات الأجرة مع ركاب آخرين أو الانتقال بسيارات يقودها الرجال. وأضاف أن سيارات الأجرة العادية أي المتنقلة في الشوارع تظل قيادتها محظورة على النساء وفقا للائحة التنفيذية لقانون المرور.
و أشار إلى أن هذا القرار يأتي مواكبة للتطور الحضاري الذي تشهده السلطنة في مختلف المجالات وللمساهمة في تحسين دخل الأسرة وإتاحة الفرصة للفتاة العمانية للعمل في مهنة جديدة.
في دبي
سبع نساء من دول عربية مختلفة جلسن خلف عجلة القيادة بكل حماس واقتحمن مجالا كان حكرا على الرجال.
قالت عبلة (25 سنة) من الاردن "هذا يروقني تماما لانني كنت أريد دائما ان أكون سائقة سيارة".
وبعد ثلاثة أشهر من التدريب الشاق للمرشحات أطلقت شركة دبي للنقل المملوكة للدولة هذا المشروع الجديد لخدمة النساء وعائلاتهن حتى يشعرن بمزيد من الراحة.
قالت عزة (33 سنة) أول امرأة من دولة الإمارات العربية المتحدة قررت العمل سائقة سيارة أجرة "كما تعلمون نحن دولة عربية إسلامية وفي ديننا لا يجب أن يرى المرأة رجل غريب" ، ونعتقد أنه من حق المرأة أن تتمتع بحرية التسوق وهذا المشروع سيساعدها".
وفي الإمارات ترتدي أغلب النساء الزي التقليدي وهو العباءة التي تغطي المرأة من الرأس إلى القدمين وتحجب وجهها بنقاب.
قالت زبيدة (30 سنة) من سوريا "إنها المرة الأولى التي تعمل فيها المرأة في الإمارات بهذه المهنة".
والإمارات إحدى دول الخليج الأكثر تحررا حيث يسمح للنساء بقيادة السيارات والاشتراك في أغلب المناسبات الاجتماعية ولكن لا تزال تقاليد صارمة تسود بعض العائلات.
قال جهاد اسبيته رئيس مركز التدريب والتنمية في الشركة "تلقينا استفسارات عديدة عما إذا كان من الممكن تقديم هذه الخدمة" وأضاف قائلا انه واثق أنها ستلقى نجاحا بسبب الإقبال الكبير عليها، ويتوقع زيادة عدد السائقات خلال أشهر قليلة.
وتأمل السائقات ازدهار هذه الخدمة، قالت سائقة طلبت عدم ذكر اسمها "سنحرز نجاحا إن شاء الله ويزداد عددنا..".
وقال اسبيته إن اكثر من 50 امرأة تقدمن للعمل عند نشر الإعلان وتم اختيار سبعة فقط. واستطرد يقول "نعتقد انه ليس كل من تحمل رخصة قيادة تكون بالضرورة سائقة جيدة".
وأثناء فترة التدريب تلقت النساء دروسا في القيادة الآمنة وتفادي الحوادث والعناية بالسيارة، كما تعلمن الإنجليزية.
وأكد اسبيته إن سلامة السائقات عنصر مهم في المشروع، حيث قال إن السائقات لن يطفن بشوارع المدينة لالتقاط الزبائن ولكن يتم استدعائهن بالهاتف عن طريق الشركة، كما زودت كل منهن بهاتف محمول.
وسترتدي السائقات الزي الموحد للعاملين ولكن تنورة طويلة بدلا من البنطلون وحجابا للرأس ، وسيعملن من السادسة صباحا إلى الثانية بعد الظهر ومن الثانية إلى العاشرة مساء ولن يعملن في ساعة متأخرة من الليل.
وقال رئيس العمليات عمار علي بن تميم إن الشركة ستراعي ظروف السائقات الأمهات بالسماح لهن بالعمل في الفترة الصباحية أثناء وجود أطفالهن في المدارس.
وقال اسبيته "انه تقرر أن تقوم عزة بتمثيل السائقات لدى الشركة إذا واجهن مشاكل أو كانت لهن مطالب ".
قالت السائقات إنهن يشعرن بالأمان الوظيفي بالعمل لدى شركة حكومية.
في الكويت
وفي الكويت قررت اللجنة الوزارية المختصة بقيادة السيارات ما يلي:

قيادة المرأة للسيارة جائزة إذا لم يقترن بذلك أمر محرم كاتخاذها وسيلة للمعصية ، أو التلبس حال قيادتها بشيء من المحرمات كإبداء الزينة وترك ستر ما يجب عليها ستره وهو بدنها كله ما عدا الوجه والكفين ، وكترك التحرز عن السفر وحدها دون زوج أو محرم .
كما رأت اللجنة أن تعليم المرأة قيادة السيارة جائز أيضاً إذا خلا عن أمر محرم كظهور ما يجب ستره مما سبق بيانه وكذلك اللمس المحرم ، مع التزام الحشمة والاقتصار على ما يتطلبه التعليم دون المباسطة أو الانفراد في مناطق خالية . ويفضل في جميع الأحوال أن يتولى تعليمها الزوج أو أحد المحارم ، أو يكون أحد هؤلاء معها في حال تعليم غيرها لها .

&
&