جنيف-ايلاف: اعلنت الوكالة الدولية للابحاث السرطانية التابعة لمنظمة الصحة العالمية WHO تقييمها العام للدراسات الاخيرة التي اجريت في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والمانيا حول علاقة الحقول الكهرو-مغناطيسية الواطئة التردد بسرطان الدم عند الاطفال وذكرت فيه ان العلاقة الاحصائية بين الظاهرتين ثابتة الان ان العلاقة البيولوجية غامضة.
وذكر الباحث الالماني يواخيم شوتز، عضو الوكالة الدولية للابحاث السرطانية ، ان المنظمة الدولية قيمت نتائج الدراسات الدولية التي بحثت المخاطر الصحية المحتملة الناجمة عن الحقول المغناطيسية الواطئة التردد واعتبرتها "دليلا محدودا " على مسؤولية هذه الحقول عن امراض سرطان الدم عند الاطفال. الا ان المنظمة اعتبرت النتائج الاحصائية ثابتة وتشير الى ارتفاع نسبة سرطان الدم بين الاطفال الذين تزيد قوة الحقل المغناطيسي في غرفهم عن 0.4 ميكرو تيسلا ( التيسلا: وحدة قياس الحقول المغناطيسية) وتعاملت مع هذه الحقيقة " كمصدر قلق ".
وكان اخر الدراسات واوسعها قد اجري من قبل دائرة البيئة الاتحادية الالمانية وشملت مئات الاطفال الذين يعانون من سرطان الدم( الليوكيميا). وكشفت هذه الدراسة ، بعد قياس قوة الحقول المغناطيسية في غرف& اطفال الليوكيميا طول 24 ساعة ، ان قوة هذه الحقول تزيد فعلا عن 0.4 ميكرو تيسلا في حين انها تحت هذا المعدل بكثير في غرف البيت الاخرى. كما قورنت قوة هذه الحقول المغناطيسية في غرف اطفال الليوكيميا مع مثيلاتها في غرف الاطفال السليمين فاتضح ان الحقول المغناطيسية في غرف الاخيرين تقل عن 0.4 مكرو تيسلا.
وهذا ليس كل شيء لان مقارنة النتائج بين مجموعة الاطفال الذين تقل قوة الحقول المغناطيسية في غرفهم عن0.4 مكرو تيسلا مع مجموعة الاطفال الذين تزيد هذه الحقول في غرفهم عن هذا الحد& اثبتت ان خطر اصابة المجموعة الثانية بسرطان الدم لاحقا هو ضعف خطر الاصابة في المجموعة الاولى.
ويؤكد شوتز : اذا كان هناك شك في مسؤولية الحقول المغناطيسية الواطئة عن حالات سرطان الدم عند الاطفال فان الدراسة الالمانية تثبت ، في الاقل ، انها تضاعف خطر الاصابة بالسرطان. حيث من المعروف ان قائمة الاطفال المعانين من سرطان الدم تشير الى 600 حالة جديدة في المانيا سنويا وتعتبر الحقول المغناطيسية مسؤولة عن نشوء 3-7 حالات منها سنويا كحد ادنى. وسبق لدائرة البيئة الاتحادية ان اجرت دراسة شاملة حول الحقول المغناطيسية في البيوت الالمانية تشي بان قوة هذه الحقول ترتفع في 0.2% فقط من هذه البيوت عن 0.4 مكرو تيسلا.
وتصدر الحقول المغناطيسية الواطئة التردد عادة عن الاجهزة المنزلية والتأسيسات الكهربائية المختلفة وهي حقول " اصطناعية " اضافية تعمل الى جانب الحقل المغناطيسي الطبيعي المتمثل بالجاذبية الارضية. وتتجاوز قوة هذه الحقول 0.4 مكرو تيسلر قرب الكابلات العالية التوتر وتزداد بازدياد قوة التيار الكهربائي المتناوب المار بهذه الكابلات. وتتواجد مثل هذه الحقول ايضا قرب التحويلات الكهربائية في المباني العالية وفي الكابلات الارضية ( Earth) واعمدة الكهرباء الشارعية وتأسيسات الكهرباء القديمة.
&