كتب أنيس منصور في الأهرام فقال : " مادمت أنت كما يقول العرب القدامي‏:‏ لافي العير ولافي النفير‏..‏ أو كما يقول أولاد البلد‏:‏ ليس لك لا في الطور ولافي الطحين‏..‏ يصبح من الواجب عليك أن تهتم بنفسك بعقلك بجسمك بصحتك بحبيبك ببيتك‏.‏ ويادار مادخلك شر‏!.‏
وليس هذا انسحابا من الحياة ولادعوة لذلك وإنما فقط أنت يجب ان تعرف حدودك وقدرتك وان كان لك دور أو ليس لك‏,‏ فمن المؤكد ان لك دورا مهما جدا في حياتك في محيطك الصغير وفي بيتك الأصغر ومع أسرتك وأولادك ومستقبلهم‏,‏ وليس هذا بالشيء القليل من الهموم ووجع القلب‏.‏
هات ورقة وقلما وأحسبها‏:‏ كم من الوقت تعطيه لعملك؟ وكم من الوقت لأسرتك ولأولادك‏..‏ وأهم من كل ذلك كم من الوقت لنفسك؟ فأنت ضروري لأسرتك‏..‏ قد لاتكون ضروريا جدا ولكنك ضروري فليس أحد ضروريا جدا لايمكن الاستغناء عنه‏.‏ أنا شخصيا لست ضروريا لأي أحد‏.‏ وليس صحيحا أن الدنيا سوف تتوقف عن الدوران حزنا علي غيابي‏,‏ ولن تسرع في دورانها بسبب أنني هنا وهناك‏!‏
اذن أنت أولا‏,‏ وكل الناس بعدك‏.‏ ومادمت مصرا علي أن يعتمد عليك الآخرون وان تكون في خدمة أسيادك من أولادك وزوجتك وأقاربك فيجب الاهتمام بنفسك‏..‏ علي الأقل بصحتك‏..‏ أي بقدرتك علي تحمل الأعباء والهموم التي اخترتها لنفسك‏.‏
فإذا استقر رأيك فهناك ألوف الأطباء والموسوعات الطبية تظهر فجأة أمامك وكلها مليئة بالنصائح حتي يستقيم ظهرك وتنضبط أنفاسك ودقات قلبك وتنقص الدهون من دمك‏.‏
ولأنك لن تفعل شيئا مما كان في نيتي أن أنصحك به‏,‏ فإنني أنقل إليك فلسفة الناس الكسالي‏..‏ حكمة فلاسفة الكسل يقولون لك‏:‏ أجلس معتدلا في مقعدك‏..‏ أغمض عينيك‏..‏ تنفس بهدوء وانتظام وليكن خمس دقائق كل ثلاث ساعات أينما كنت‏:‏ في المكتب في البيت في الغيط في السرير في السيارة‏.‏
ويرون أن في هذا التوقف القصير عن ممارساتك اليومية تغييرا جذريا في دورتك الدموية ويضاعف نسبة الأوكسجين في الدم‏.‏ ويطرد المعرقلات في الشرايين والشعيرات والقصبة الهوائية‏.‏
ولأنك كسلان ولن تذهب إلي أبعد من ذلك‏.‏ فلا أضيف إليك أعباء أخري‏.‏ وسوف تظهر نتيجة هذه الرياضة الهادئة في أيام قليلة ـ جرب‏!‏
&