هل لازالت الفتاوي الشرعية مخرجا شرعيا لتنفيذ المآرب والأهداف مهما كانت من قبل الحكومات والمعارضة والجماعات الدينية بغطاء شرعي إسلامي؟

وهل الفتاوي الشرعية اكبر محرض لممارسة العمليات الإرهابية؟

بلا شك ان هناك علاقة مشتركة وقوية بين الفتوى والفتنة في التاريخ الإسلامي تتعدى العوامل المشتركة في حروف الكلمتين، إلى ساحة الواقع للأمة... بحيث إذا وجدت الفتنة حتما هناك فتوى شرعية وراءها لإخمادها أو تغذيتها بقصد أو من غير قصد!.

من أهم العوامل التي ساهمت في وصول الأمة العربية والإسلامية إلى هذا الوضع المؤلم من الفتن والتفرق والتشرذم والضعف والهوان والازدواجية والقتل، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.. قيام كل من يستطيع القراءة ويملك ثقافة دينية بتفسير القران الكريم والروايات ( الدينية) بالتشريع لنفسه، وقيام من يدرس في مدرسة دينية بإصدار فتاوي شرعية لنفسه وفرضها على الآخرين حسب ما يراه، وما يريد.. وإيجاد الأسباب والتبريرات للأحكام التي يصدرها. ولم يتوقف الأمر لهذا الحد بل أن عدد من المثقفين من الرجال والنساء الذين يعترضون على تفرد علماء الدين بالإفتاء وإعطاء الحكم الشرعي أخذوا بالإفتاء وإصدار الأحكام الشرعية بما يناسبهم،.. فالكل يرى بأنه اقدر على فهم النصوص الشرعية واستخراج الأحكام...مما أدى للمزيد من التفرق والماسي، ووقوع المشاكل والأزمات والكوارث في الأمة إلى حد الفتنة المتأزمة.

وان كثير من الفتن العميقة التي وقعت في الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل التي آثارها لازالت موجودة لغاية اليوم تنخر في الأمة وتشعل فتيل الفتن بين الفينة والأخرى تعود معظمها إلى فتاوي شرعية صدرت من قبل رجال دين.. فكارثة الحادي عشر من سبتمبر التي هزت العالم وقعت ببركة فتوى شرعية من قبل من يرى انه مفتي، وتفجيرات السفارات والفنادق والمجمعات السكنية ودور العبادة من مساجد وحسينيات وكنائس...حدثت بفتوى شرعية من علماء دين، وذبح أهل الذمة والمسلمين بحد السيف والسكين، والافتخار بذلك العمل يتم عبر فتوى شرعية، وقتل المسلم لأخيه المسلم لاختلاف الرأي أو المذهب كما يحدث في العراق يتم بفتوى شرعية، وكذلك للأعمال التي وقعت في الجزائر!.

ولقد استغلت الفتاوي كثيرا من قبل الحكومات التي مرت على الأمة الإسلامية لتجيرها لخدمة نظامها ولتصبح مخرجا وأداة تناسب مقاس وفكر وطلبات الحاكم في بسط نفوذه والتخلص من معارضه بشكل شرعي وباسم الدين، بواسطة ما يطلق عليهم وعاظ السلاطين. ومن اشهر تلك الفتاوي الفتوى التي أصدرها قاضي القضاة في الدولة الإسلامية الأموية بان الحسين بن علي ابن رسول الله (ص) خارج عن أمر الحاكم، وانه قتل بسيف جده!.كما استخدمت في التخلص من الكثير من المعارضين وفي ارتكاب العديد من المذابح والمجازر التي نفذت وبررت بفتاوي شرعية..، واستخدمت كذلك من قبل المعارضين الذين أفتووا بكفر الحكومات ووجوب التخلص من رجالاتها مثل قتل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ع ومن المخالفين لهم في الراي. والتاريخ الإسلامي مليء بمثل تلك الفتاوي.

ما هي الفتوى الشرعية، وما الهدف منها، ومن هو المفتي "الفقيه" وما هي صفاته، ومتى يحق له الإفتاء؟