أكتب هذا المقال ردا على الحملة الشرسة التى نتعرض لها نحن الأقباط بسبب بحثنا عن حلول عملية لمشاكلنا حتى لو كان ذلك عن طريق تدويل المشكلة القبطية وإذا نظرنا إلى حال الكتابات العربية سنجد أن معظمها تعبر عن حالة من الشيزوفرينيا الفكرية التى تجعلنا نعيش فى أحلام اليقظة بدلا من الواقع وهذا يتضح فى استخدام المصطلحات السياسية وما بين الزرقاويين وشعاراتهم والكتاب القوميين نجد ارتباطات بالية بالقديم فهم ما زالوا يعانون من لوثات الماضى يتنقلون بين جنبات التاريخ تارة فى عصر الحجر وزمن الغابة وتارة أخرى فى فترة السيوف والخناجر وسلب الغنائم ونحر الأبدان ثم يتحولون إلى لعن الاستعمار و يدعون للمقاومة وينادون بالجلاء يحذرون من الصهيونية ويلقون الخطب الجهادية والوطنية ومع حماسة كلماتهم تتوه المعانى لنجد أنفسنا نستخدم ألفاظا كوميدية لاستقطاب المشاعر بدلا من البحث عن حلول واقعية .
ماذا تعنى كلمة وطن؟
*الوطن هو شعار يرمز إلى سيادة المواطن وحريته. المواطن هو الحقيقة أما الوطن فهو رمز يخدم الحقيقة ويشير إليهافى النظام الشمولى نجد أن الوطن يرمز إلى النظام الحاكم أو الفرد الحاكم. فهذا لويس الرابع عشر كان يقول "الدولة هى أنا" وفى الحرب العالمية الثانية كان هدف اليابانيين واضحا وشعارهم هو "عاش الإمبراطور" وفى ألمانيا كانوا يقولون "ألمانيا هى هتلر وهتلر هو ألمانيا" وفى روسيا هتفوا" فى سبيل ستالين...... لسنا نحن بل ستالين" وفى مصر عندما يواجه الرئيس الراحل السادات منتقديه الخارجيين كان يقول"دوول بيشتموا مصر... دوول بيكرهوا مصر" وفى أى بقعة عربية اعتدنا سماع شعار "بالروح بالدم نفديك يا........."
أثناء مجزرة الكشح المؤسفة فى صعيد مصر أرسل نيافة الأنبا ويصا فاكسات استغاثة إلى الإذاعات الأجنبية فتناسى كتابنا الأشاوس الضحايا الأبرياء وكالوا الاتهامات إلى نيافة الأسقف متسائلين "أين حبه لمصر؟ كيف يشوه سمعة مصر؟" ونفس التهمة توجه لأقباط المهجر ولكبير أقباط المهجر وكثير من الليبراليين سواء كانوا فى الداخل أو فى الخارجإن كان الوطن هو المواطن فهؤلاء المتهمون هم شرفاء وطنيون يدافعون عن مصر أما إن كان الوطن هو السلطة فهم بذلك يسيئون إليها فأيهما أولى بأن يكون الوطن؟ وإلى من ينبغى أن ننتمى؟
د. ماركوس عياد جورجى
التعليقات