قد يتصور البعض بداخل مصر أن كل من هم بالخارج يحيونفي بلهنية من العيش.. لا مشاكل لهم ولا معاناة.. وهذا بالتأكيد ليس صحيحا ولكن مهما كان فالمصريون بالخارج أحسن حالا من أشقائهم وأهلهم بالداخل..
فعلي أقل تقدير هم يعيشون ببلاد أنت كانسان فيها محترم مادمت تحترم القانون وتؤدي عملك بأمانة.. ولا يمكن أن تدخل سجنا أو معتقلا مفتوحا لسنوات لا يعلم سوي الله والمباحث عددها بموجب قانون الطواريء وبلا حكم من محكمة !! كما يحدث بمصر لا يمكن أن يحدث لك ذلك بالخارج لأنه لا يوجد رئيس يجلس علي كرسي الحكم من ربع قرن من الزمان.. ويحمل صفة الحاكم العسكري..
ومهما كان فمستوي معيشة المصريين بالخارج - بالغرب - هي أفضل بالتأكيد من حياة أخوتهم المصريين بالداخل من كافة النواحي، حيث يعيشون ببلاد متحضرة، لكن.. لو أن مصريا عاش بالغرب ووفق ونجح ونسي بلاده ونسي آلام شعبها وقضاياه الكثيرة جدا من فساد وقهر وكبت وسجون وتلوث و.. و،، وثورة تغلي في قلوب ونفوس كل المصريين وبالشارع المصري.. -.. تري مالم يتكلم المصري بالخارج ويرفع صوته صارخا بآلام بلده وأهله بمصر مرددا معهم : كفاية كفاية... مستفيدا بحرية التعبير وحرية الرأي اللامحدودة بالخارج لصالح وطنه وشعبه وقضايا وطنه.. فبماذا يمكن أن يوصف مثل ذاك المصري بالخارج ؟!!
بالطبع سوف يوصف بأنه ليس ابنا بارا لمصر.. فاقد للوفاء والولاء للبلد الذي نبت لحمه من ترابه ودمه من مائه..
حسنا.. ولو قام المواطن المصري بالخارج بواجبه نحو مصر وصرخ مع من يصرخون بالداخل من المعارضة بأوجاع وطنه، وقامت مباحث أمن الفساد بتحريض صحافة واعلام الفساد ضده لتشويه صورته ووصف المعارضين بالخارج بأنهم أعداء مصر وأن ولاءهم للخارج وأنهم يقبضون.. وأنهم عملاء !!! الي آخر تلك اللعبة التي يلعبونها منذ 1952 ضد كل معارض شريف يحب مصر بالداخل أو بالخارج.. فهل من اللآئق أن نجد من بين المعارضين بالداخل من يتحول الي كورس مصدق ومؤيد يساعد أجهزة الفساد في تشويه جهود وصورة أبناء مصر المخلصين بالخارج ؟؟!!!
فليعلم المعارضون بالداخل أن من يتكلمون ويكتبون بالخارج منددين بالفساد مطالبين باللاصلاح والتغيير في مصر وبصوت عال، لسوا أكثر شجاعة ممن هم بالداخل..
كلا.. وانما هم يعيشون في مساحة من الحرية أكبر، ومن واجبهم أن يفيدوا بلدهم بتلك الحرية ويقوموا بواجبهم دونما تقاعس..
وليتأكد المعارضون بالداخل.. أن المعارضين بالخارج يعلمون تماما أن معارضي الداخل عندما يتكلمون بحساب ليس جبنا منهم.. وانما هو القهر والاستبداد الواقع عليهم وعلي شعب مصر بأكمله من نظام عسكري مباحثي ديكتاتوري اجرامي..
ولو أتيحت الفرصة لأي من المعارضين بالداخل للخروج والعيش بالخارج فانه لن يسكت علي ما يحدث ببلده لأنه ليس أقل حبا لوطنه مصر ممن هم بالخارج الآن.. بل ربما كان أكثر وسيتكلم أكثر وسيصرخ لأجل بلده بصوت أعلي فلينتبه المعارضون بداخل مصرالي أن الفتنة والوقيعة التي يمارسها جهاز أمن الحكم الفاسد بين صفوف المعارضة بالداخل - وبداخل كل حزب-.. يمارسها جهاز الأمن الآن أيضا بين قوي المعارضة المصرية بالداخل و بين أشقائهم بالخارج...!!
فبينما دأب جهاز أمن النظام علي احداث الفتنة بأحزاب المعرضة عن طريق اغراء بعض رموز أحزاب المعارضة بالتعيين بمجلس الشوري أو مجلس الشعب فيهرولوا تاركين أحزابهم محدثين بها فتنة وبلبلة - كحالتي : ميلاد حنا وعبد العظيم رمضان - من حزب التجمع.. - منذ سنوات -!!
أو بخداع أحد قيادات الأحزاب بأحقيته في تولي رئاسة الحزب بعمل اجتماع للجمعية العمومية لسحب الثقة من رئيس الحزب وتوليها بدلا منه وايهامه بأنهم - جهاز الأمن - سيكونوا عضدا له.. ثم يتخلون عنهم وقت اشتداد الخلاف ويغلقوا الحزب وجريدته بزعم احالة الموضوع للقضاء للبت فيه..!! وقد حدث ذلك - كما ذكرنا بمقال سابق - مع أكثر من حزب، من مصر الفتاة الي حزب الأحرار، الي حزب العمل، وحزب العدالة الاجتماعية..- ويحاولون تكرار نفس اللعبة الآن داخل حزب الغد لاسقاط المعارض العنيد " أيمن نور "، سيناريو الفتنة والمؤامرة في كل الحالات واحد لا يتغير (!!)
والآن بدأ جهاز أمن الفساد والديكتاتورية في احداث الفتنة بين المعارضين المصريين بالداخل وأشقائهم المعارضين بالخارج..
والخطة كالآتي ( ولكي ينتبه المعارضون بالداخل ) : اغراء بعض المعارضين بالداخل - بالاضافة الي بعض أفراد الأقليات الذين يخونون طائفتهم لصالح أمن الفساد الحاكم - بالحديث في برامج بالقنوات الفضائية..فاذا بهؤلاء يهرولون لالتهام الطعم..ومعروف للقاصي والداني أن المصري بداخل مصر اذا دعي للحديث بالاذاعة أو التليفزيون أو الصحافة فيما يتعلق بالسياسة والنظام الفاسد.. فانه اما أن يتملق النظام ويمتدحه ويسلم، أو ينطق بما يمليه عليه ضميره ثم : يتلقي وعده عسفا وتنكيلا من مباحث أمن الفساد الحاكم...
انني لا أصدق ما شاهدته بالتليفزيون بقناة دريم - برنامج تحت الرماد -في الأيام القليلة الماضية، وسمعت اسم الكاتب الكبير صلاح عيسي يتردد كواحد من المتحدثين بالبرنامج، ولكنني لم أكن أسمع سوي صوت الراحل موسي صبري.. وكأنه عاد من جديد - صحفي الحكومة القديم في عهد السادات -..
ويتكرر ذكر اسم صلاح عيسي مرة أخري كمتحدث ولكنني لا أري أمامي سوي سمير رجب - صحفي مبارك ا لسابق بجريدة الجمهورية - !!، ويتكرر ذكر اسم صلاح عيسي مرة ثالثة ولكنني لا أري سوي سحنة مصطفي هاكري..! - صحفي أصفر.. نسبة الي الصحف الصفراء، الذي يلعب علي حبال الحكومة والمعارضة في وقت واحد..!!.. وكنت أعلم ممن يعرفون صلاح عيسي جيدا أنه كان ( كان....) قبل أن يتولي رئيسا لتحرير جريدة حكومية، اذا دخل النقابة، يهب له الصحفيون واقفين ليوفوه التبجيلا....
وأعرف كمثقف أن اسم صلاح عيسي.. كان ( كان..) مرفوعا فوق رؤوس المثقفين المصريين، فنزل ليرتفع كرئيس تحرير لجريدة تمتلكها حكومة لا تحظي باحترام أحد بالداخل أو بالخارج.. حكومة تحكم بالانتخابات الزورة..
أما في قناة العالم الفضائية - برنامج تحت الرماد - فقد أغروا الدكتور ميلاد حنا بحديث تليفزيوني هرول اليه في لبنان، وهناك أوقعوه في مأزق التناطح مع معارض مصري قبطي مثله بالخارج بأمريكا - مايكل منير - فراح يناطحه مرة، ويصالحه مرة، محاولا عمل توازن بين مجاملته ومجاملةحكومة الفساد وأمن حكومة الفساد الذي يمكن أن يبطش به فيما لو لم يحيد عن الحق لصالح حكومة الفساد !! وكنت أخال المتكلم ليس الدكتورميلاد حنا وانما هو اللواء بباوي - القبطي الذي نذر كيانه كله للباطل سياسيا وعقائديا خيانة منه لوطنه ولطائفته لصالح نظام الحكم الفاسد ويسميه الأقباط " يهوذا الجديد "ولا أدري لماذا يفعل الدكتور ميلاد ذلك فهو كبير من غير حضوره بمثل ذاك البرنامج.. مثقف كبير ومهندس كبير وسياسي كبير، واسم مصري كبير.. فلماذا يصغر نفسه هكذا - بثمن قليل.. الظهور ببرنامج تليفزيوني..!! -
ومن أساليب جهاز أمن الفساد أيضا لتشويه صورة المعارضة المصرية بالخارج.. ليس وحسب استخدام الاعلام المصري لاغراء المعارضة بالداخل للاساءة للمعارضة بالخارج لأجل الوقيعة بينهما.. بل ويسلط ويستأجر الاعلام العربي - قنوات فضائية عربية - لاستدراج رموز المعارضة بالخارج.. ويقوم المذيع العربي بمحاولات رخيصة لاحراج المعارض المصري وتصغيره أمام المشاهدين - مثلما حدث مع المهندس عدلي أبادير، أكثر من مرة،، والذي غالبا ما يكون عنبفا مع مثل هؤلاء المذيعين فيحرجهم ويصغرهم ويقلب السحر علي الساحر.. ويبدو واضحا في كل مرة أن المذيع مدفوعا، لا يتمتع بأدني قدر من الحياد، ولا يؤدي عملا اعلاميا نزيها، وانما هو موجه و ومغرض الهدف،ولا سيما عندما يستفز المعارض المصري بتكرار زائد ولحوح للقول : ولماذا لا تذهب الي مصر وتتكلم.. ؟! ويكررها كثيرا كما لو كان يستفزه لكي يذهب للكلام في مصر ليكون مصيره مثلما حدث مع عبد الحليم قنديل الذي ضربه جهاز أمن الفساد وجرده من ملابسه وألقي به عاريا بمنطقة الأهرامات، وغيره، وغيره ممن ضربوا وأهينوا بسبب معارضتهم للحكم الفاسد..
فلينتبه المعارضون الشرفاء في الداخل وليتجنبوا الفتنة والوقيعة بينهم وبين أخوتهم المعارصين بالخارج أبناء مصر الأوفياء لها ولترابها.