اللهم لا شماتة، فنحن نكن للاردنيين كل التقدير والمحبة، وبالاخص للعائلة المالكة، الا اننا نقول لمن احتفل واقام الولائم بموت ابنائهم جراء العمليات الارهابية التي قاموا بها والتي اودت بمئات لا بل الالاف من العراقيين الابرياء، هل ستحتفلون بهذه العمليات ايضا؟
ما راي الاخوة الاردنيين لوخرج العراقيين وصحفهم توصف ما جرى في عمان ليلة امس بانه من عمل المقاومة الاسلامية البطلة او صولة جهادية، ما رايكم لو سمى في الاعلام العراقي بأنهم شهداء، الن يؤلمكم كل ذلك، الن يكون حقا امرا مقرفاوخارج كل اطر وقيم الانسانية؟
وهكذا رد انصار ابو مصعب الزرقاوي، ونفذوا تهديدهم بتصعيد المقاومة وحرق الارض تحت اقدام الامريكيين بالضرب في عمان، اليست العائلة المالكة حليفة اسرائيل واميركا، اذ يحق لهم ضرب عمان واهل عمان، لانهم ينصاعون لقيادتهم السياسية ولا يقومون بتغييرها بقيادة اسلامية تعلن الثورة على العالم، وهكذا فعمان هي فيلادلفيا اذا يحق الضرب والتدمير فيها وقتل سكانها لانهم يسمحون للامريكان والاسرائيلين بالاقامة في فنادقها، لانهم يتشبهون باهل الكفر ويقيمون حفلات الزفاف في فنادقها بحضور الراقصات والفرق الموسيقية المحرمة شرعا، اليس هذا هو منطق ابو مصعب الزرقاوي، انه زرقاوي وليس مصلاوي ولا بصراوي.
بالامس تم اقتراف جريمة في عمان تنضاف الى جرائم الاسلامويين، ونحن نستنكرها لا بل ندينها ونعتبرها بلا اي لكن جريمة من ابشع الجرائم، يجب ان يعاقب مقترفها وفكر وعقيدة مقترفهالان هذه العقيدة ادت الى تبرير وتسهيل اقتراف هذه الجرائم، وسؤالنا الم يحن الوقت لكي يخرج الاردنيين شيبهم وشبابهم رجالهم ونسائهم لا لاستنكار الجريمة فقط بل لاستنكار والمطالبة بتحريم مثل هذه العقائد التي تسترخص دماء البشر، اي ان كان هذا الانسان من بني البشر، اي ان كان دينه ولونه وجنسه، ان يخرج الاردنيون ليستنكروا ويدينوا كل من يبرر هذه الجرائم بايات من القران او بلكن او بالصهيونية والامبريالية، فالقتل هو القتل وهو عمل همجي غير انساني ويخالف شرع الله والطبيعة، فاذا كنا نؤمكن بان الله هو من خلق الانسان، كيف نمنح حق قتله للانسان، واذا كنا نؤمن ان الطبيعة بتطورها انجبت الانسان فلنترك للطبيعة لكي تأخذ مجراها.
هل يمكن للاردنيين، جيراننا الاقربين ان يحسوا بمعاناة وبالالم الذي يعصر العراقيين، ليس لقتل ابنائهم من قبل من يسمونهم مقاومة بل من تبريركم لهذه العلمليات بانها استشهادية، انها ضد المحتل، هذا المحتل الذي قبلنا به اغلبنا كمساعدة دولية لنا للتخلص من طاغية مجرم، هذا الذي تسمونه محتل له قواعد واتفاقيات مع اغلبكم ويقدم للكثير منكم المساعدات، هذا المحتل الذي يتعامل مع حكومة اقل ما يقال فيها انها تعبر عن الاغلبية، مهما كان رأينا فيها الا انها جأت نتيجة لتحالفات سياسية،ولم تأتي بانقلاب عسكري، هذه الحكومة التي تتخذ الخطوات لكي تجري انتخابات ديمقراطية قد تزيحها من السلطة.
ايها الاخوة العرب، ان كنتم حقا اخوة، فليس من شيم الاخوة ان تفرحوا بمصاب اخيكم، بل من شيمها ان تقفوا الى جانبه وتواسوه لا ان تفتحوا الابواب لمن يقتل ابنائه.
كل يخرج في الاعلام العروبي، من يشيد بقتلة العراقيين مسمينهم بالمقاومة لا بل يقولون عنهم وبكل فخر المقاومة البطلة، هذه المقاومة التي تدمر انابيب النفط، وتدمر مولدات الكهرباء وانابيب الماء وتقتل الاطفال والنساء وتأخذ الرهائن وتطالب بالفدية من الفقراء، اما اليوم وغدا حيث سيطغى الحدث الاردني على الاعلام سيخرج من وصف ما يحدث في العراق بانه مقاومة بطلة، مدينا ما حدث في عمان، والعمل في الحالتين واحد، ولكن الضحية مختلفة، فهل تدرون لماذا؟ لان التخلف والحقد الطائفي، يجعل المطبلين لقتل العراقيين يعتقدون ان كل القتلى هم اما من الشعية او الكرد، فهذه هي ثقافة الدهماء التي تعتقد ان الشعب لا زال على دين حكامه، انها تعتقد ان صدام كان حقا يمثل العروبة والسنة، ولذا نراهم يرقصون فرحا عند اي عملية ارهابية في العراق، فالقتيل بنظرهم اما رافضي او كردي او اشوري او تركماني، ولكنه بالتأكيد ليس عربي سني.
تفجيرات تتلو الاخرى وردود الفعل تبقى هي نفسها، فتفجيرات الاردن والرياض وشرم الشيخ وطابا ودمشق تقابل بالاستنكار والادانة من الاعلام السلطوي العروبي، اما التفجيرات في العراق فتمنح شهادة المقاومة الباسلة، وليس هناك من يتقدم وبجراءة ليقول لنحرم هذا الفكر الذي ينتج ويبرر


تيري بطرس

ويحث على هذه الا فعال.