حول اِدّعاءات البعض القومي الفارسي المتعصب تجاه المندوب العربي الحاج جاسم التميمي

عادل السويدي

1

سطـَّر المدعو محسن رضائي ـ رئيس الحرس الثوري السابق ـ فذلكة سياسية مضادة لطموحات شعبنا الوطنية، قوامها الحقد القومي غير المقدس، والرؤية السياسية الحولاء، التي لا تهدف إلى تحقيق رؤية سياسية صادقة مستقيمة للأضرار المتوقعة، التي ستكون قطعاً مؤذية للنظرة الإسلامية بصدد التطورات ذاتها، سواء بالنسبة للسلطة الفارسية التي تهيمن على المجتمع الإيراني كله، من جهة، أو للأخ الحاج جاسم التميمي، من جهة أخرى، وستكون وبالاً مبيناً على ((بازتاب)) ونهجها العنصري. عندما يذوب الثلج ويُبان المرج. من جهة ثالثة وأخيرة..

ومحسن رضائي الذي لم يكن متوازناً في رؤيته السياسية للتطورات الموضوعية في لحظة تاريخية ملموسة صعد فيها التيار الإصلاحي إلى سدة السلطة رافعاً العديد من الشعارات رأت فيها قِطـْاعاٌ عديدة خشبة الخلاص من أزمة التطور في الحلقة الرئيسية في السلسة الإدارية للوعي السياسي، من ناحية، مثلما لم ينظر إلى ممارسات السلطة الفارسية ليس ضد قضية شعبنا العربستاني فقط بل ضد مجموع القوميات غير الفارسية و حاول التلاعب على الألفاظ بدلاً من التحليل الملموس السياسي رغم إدّعاءه بمعرفته للفكر السياسي والإسلامي، من ناحية أخرى.

ومما يستغرب إليه ارتكاز دعوته على العدد الأول من المطبوعة الأحوازية الدورية المسماة ((مراسلات العدد الأول)) و هي دورية أحوازية مفتوحة لمجموع وجهات النظر الوطنية والتي صدرت في الثاني من ربيع الأول 1423هـ و الموافق 15 – 5 – 2002 م و معلوم أن هذه المطبوعة تصدرها اللجنة الأحوازية في هولندا قد حاولت مشاركة أبناء شعبنا معالجة الجفاف السياسي الإيراني بالضد من الأحادية اليمينية : القومية والطائفية المفروضة على عموم قوى المجتمع الإيراني الحية من موقع التكامل السياسي وليس الخضوع الأيديولوجي... من زاوية المبادرة وتقدم الصفوف وليس الاِمتثال والتردد والتطير.

لقد سلطت هذه المطبوعة الأضواء الفكرية والسياسية من خلال النظرة الطموحة الإيجابية المتشوفة للمستقبل السياسي الذي حاول صنعه الشباب في الكل الإيراني، الذي مثله صعود الحاج جاسم التميمي المنتخب من قبل الشعب العربي الأحوازي، وغيره من العناصر الواعدة في البرلمان الإيراني، وتلقى هو مثلما تلقت هي العديد من الضربات الموجعة والكبيرة على يد الأجهزة الأمنية والقوى اليمينية المحافظة، وأدى وصدَّق بأنَّ الرؤية الدينية الإسلامية ستتيح للجميع الفرص الموائمة للتعبير عن وجهة النظر السياسية في اللحظة الإصلاحية تلك، وكانت الحصيلة الطبيعية ما نراه اليوم من تأزم على صعيد المجتمع الأحوازي، من جهة، وما لحق بالسلطة الإيرانية التي حاولت الظهور بمظهر العدل والحوار والتمدن، من جهة أخرى، فهل تعي السلطة إلى أين سائرة اليوم ؟ وهل الاِتجاه العام للتنازلات السياسة للخارج هو الذي ينقذ رقبتها من الإنشوطة المتوقعة التي تسعى لإحكامها بعض القوى اليمينية المحافظة الأمريكية على الدولة الإيرانية التي تتكون من شعوب قومية متمايزة وعديد ؟.

رضائي وأمثاله من القادة الفرس الإيرانيين كانوا على الدوام العِثة الخبيثة الذين يسعون لتخريب المشروع الإصلاحي على مستوى إدارة المجتمع، ولم ينبسوا ببنت شفة عن التنسيق الأمني بين الفرس والأمريكيين حول العراق وأفغانستان ـ على سبيل المثال وليس الرصد الكلي ـ ولكنه يصب كل دعايته السياسية العنصرية على محاضرةٍ للسيد جاسم التميمي المنتخب شعبياً من قبل الأحوازيين، لماذا ؟ لأنه مارس حقاً دستورياً وقانونياً في لحظة تاريخية معينة من حالة تطورية كانت تشهدها إيران للتعبير عن وجهة نظر سياسية محددة دعا من خلال المنجز الملموس في جوانب عمله الريادي المجموع العربي للتفاعل مع ما يجري على الساحة الأحوازية وأكد من خلالها على ضرورة عدم الاِنجرار للرؤية السياسية الغربية والأمريكية على وجه الخصوص تجاه المنطقة كلها.

لقد مارس حقاً سياسياً له في ظل رؤية سياسية متمايزة عما رسمته : ((الإستطلاعات الإيرانية لعموم الوفد كما تقول صحيفة محسن رضائي)) التي تكشف من دون أنْ تدري أو تعي إحدى فضائح الممارسات السلطوية الأمنية الفارسية، فهل كانت ممارسته السياسية تلك هي خطوات غير ديمقراطية وليست مسموحة لعضو ٍ في البرلمان الذي قيل عنه أنه يعبر عن روية الموقف السياسي للدولة التي تعبر عن المجموع القومي الإيراني كما هو مفترَض !. فما هو الخطأ في تعبيره عن الرؤية السياسية لناخبيه ومن خلال رؤية سياسية تنسجم مع الرؤية الكلية للبرلمان تجاه الدولة الإيرانية الإسلامية وتجاه القوميات الإيرانية ؟، وهل كانت السلطة الإيرانية تتطلع للممثل الأحوازي بكونه مجرد شاهد زور عن الوضع السياسي المليء بالثغرات السياسية والنواقص الإدارية غير العادلة وترتكب فيه الجرائم المختلفة ضد شعبنا العربي الأحوازي خصوصاً ؟.

لقد كان محتوى التقرير الذي تعرضت المطبوعة الأحوازية لتسلط أضواء الحقائق عليها هو التعداد الأمين لما حققه التعاون السياسي مع الرؤية السلطوية الإيرانية على أرضية فتح الطريق نحو ممارسة كل الشعوب الإيرانية بصدد القضايا الوطنية والقومية والديمقراطية كما جرى تحديد فقراتها السياسية في المواد الدستورية : 15-17-19، وهي كما نرى غير مناقضة للرؤية السياسية الرسمية من خلال الحرص على سياسية التعاون والتكامل والإثراء من خلال نهج خذ وطالب الحكيمة.

وكما تقول المطبوعة في تشخيصها التطلعات السياسية للمجموع الأحوازي الذي تشكل ويتشكل اِجتماعياً على ضوء الأبعاد ((الوطنية ـ القومية العربية ـ الحضارية المنغرسة في التاريخ)) ورأت تلك الطلائع الواعية التي اِجتمعت على محبة الرؤية العربية والدينية الإسلامية لمجمل التطورات السياسية التي تشهدها الساحة الإيرانية، إذ وجدوا في الأفكار السياسية للمندوب العربي في البرلمان الإيراني السيد جاسم التميمي ((بوصلة تحركهم في المرحلة الراهنة فتقدموا بمطالبهم و رؤاهم وهم يعملون بهمة ٍ و نشاط في سبيل تدعيم هذا الاتجاه والعمل الجاد لتعميقه))، فأين الخلل السياسي في هذه المحاولة التي يقوم بها مواطنو الأحواز في الخارج في تلك اللحظة التاريخية ؟ وأين هي خطيئة السيد جاسم التميمي ؟ أتدعيم هذا الاتجاه السياسي الناضج ليس مطلوباً عند البعض الذي يسعى لمعالجة الأزمة السياسية بالاِعتماد على الذات، والمطلوب بدلاً عنه الالتحاق بالرؤية السياسية الأمريكية ؟ وهل الاِتجاه السياسي الأخير هو المرغوب عند محسن رضائي في سبيل خدمة رؤية سياسية لا ندري أين تصب نتائجها السياسية في نهاية المطاف ؟ إذا أخذنا المفاهيم السياسية العلمية لممارساتها العينية الملموسة كونها : علاقات موضوعية ؟.

لقد أكد التقرير الذي نشرته المطبوعة عن تلمس لمستقبل ٍ جديد يجدر بكل الوطنيين الأحوازيين متابعته وأخذه بعين التبصر في الحاضر والتفاؤل بالعمل المستقبلي، لذلك فالحاج جاسم التميمي يقول ما يلي :

((إن الإنجازات و الامتيازات التي حصل عليها شعبنا، يمكن اعتباره مكسبا ماديا قد تحقق بيد أبناء وطننا)) وهي منجزات طالت بعض الفئات البسيطة من أبناء شعبنا، والمنجزات تلك بقدر ما تكشف عن الواقع المتخلف والمتعفن الذي سببته أعوام الاحتلال والاستغلال الخارجي والفرقة الداخلية والتشرذم الاجتماعي والسياسي الداخلي، قد فتحت أيضاً الطريق نحو حلٍ قد يرضي المجموع العربي لأبناء شعبنا وينقذه من حالة يأس مديدة ضد الرؤية العنصرية الفارسية في ظل المخاطر المحتملة لنظام عولمة سياسي صهيوني متجبر وظالم يستهدف كل المسلمين الأمر الذي دعاهم للتعاون لمواجهة الشر المستطير والتعاون على البر والإصلاح في الداخل والمواجهة لعدو الخارج.

ورأت المطبوعة الأحوازية أنَّ ذلك الاِتجاه السياسي وخلال اللحظة التاريخية القائمة آنذاك أخذ ((يسير في الاتجاه الصائب التي هي ضرورة من ضرورات المستقبل)) من حيث الممارسة الواعية والهادفة، لذا جرى التأكيد فيها على أن ((البدايات العملية تتسم بالصعوبة البالغة دائماً)) ومن الضروري متابعة العمل في سبيل ترصين ذلك الاِتجاه السياسي. كما ارتأت ((مراسلات)) أنه ينبغي في تلك اللحظة التاريخية عدم التعصب للقناعات السياسية المسبقة، مثلما شددت على أهمية طابع المرحلة الكفاحية التي تواجه شعبنا الأحوازي بعيداً عن الممارسات العنيفة لصالح التعاون والتكامل والإثراء مع الكل الإيراني، وهي مرحلة كان قوامها الرئيسي الكلمة الهادفة للبناء الثقافي والمجتمعي وعدم التحدّث تجاه كل المخلصين للعمل الإصلاحي باتهامات مجانية من دون أدلة ووثائق ملموسة من قبيل اتهام الآخرين بالعمالة، ورجم الآخرين بارتكاب البعض منهم الجرائم السياسية الخيانية.

مثلما أكدت ((مراسلات)) على ضرورة التعامل بمرونة فائقة لخدمة عملية بناء المجتمع الأحوازي الذي نتشوفه مستقبلاً لخدمته في الحاضر والمستقبل أيضا، فتلك قناعاتنا السياسية ومعتقداتنا في المرحلة الملموسة تلك التي عبَّر عنها المندوب العربي الأحوازي، التي من خلالها اخترنا اِلتزاماتنا السياسية وأعمالنا النضالية والتنظيمية، فأين هي محاولات السيد جاسم التميمي لبث الفرقة في البناء السياسي للدولة الإيرانية حتى ينطق السيد رضائي بمفتريات سياسية تجاه الآخرين؟؟

لقد كان لسان حال السيد جاسم التميمي يقول :

لا خيل عندك تهديها و لا مال فليسعِد النطقُ إن لم يسعِد الحالُ

إذ عانى المندوب الذي اختاره الشعب مثلما كان يعاني أبناء شعبه من كل ظروف الفقر والحرمان وشظف العيش، ولكنه بقي عفيف اللسان أمين اليد وطاهر الظل ونقي السريرة وعض على صفاء قلبه بنواجذه مثلما تعضُّ الحرة على شرفها من التدنيس بالرغم من كل الرشاوى الفارسية، وسهام الحاقدين والمشبوهين الذي حولوا قضيتنا إلى سلعة تجارية يتبضعون منها. لقد اِلتقى رضائي بالمشبوهين رغم كل الصراخ المسعور عن النهضة الوطنية الأحوازية.

لقد عاش وسط أبناء شعبه وبينهم، وترعرع في بيئتهم الاِجتماعية، فمنحهم رعايته مثلما هم وضعوا ثقتهم فيه. إننا نتحدى السيد رضائي وغيره أن يكون ممثل الشعب الأحوازي قد خـرج عن نطـاق رؤيته الفكرية والسـياسـية التي عبر عنها في البرلمان الإيراني وخارجه... من داخل الدولة الإيرانية أو في الدول التي زارها لذلك يجب على الأطراف المتعصبة التي يعبر عنها السيد رضائي ومن يقف خلفه من اليمينيين أنهم ينفخون في قربة مثقوبة و سيجدون من النائب العربي السيد جاسم التميمي الذي وجه له كل الصفات المذمومة التي تتسم بالاِفتراء المسعور الذي نضح عن نفسية عنصرية مقيته وهوى طائفي بغيض، وكذلك من عموم الحقوقيين الإيرانيين الذين يحترمون شرعة حقوق الإنسان فعلا : قولا وعملا... نظرياً و ممارسة، التصدي الحازم لأباطيل رضائي التي تحاول نشر الرعب الفكري والخوف السياسي عند البعض.

وهذا المسلك السياسي الذي أقدم عليه السيد رضائي لهو إساءة للسلطة الفارسية التي تدّعي احترامها لمنظومة القوانين الإسلامية التي كرم بها حرية الفكر عند البشر، كما كشف عن درجة البغض المستور للبعض ضد هذا النائب العربي السيد جاسم التميمي الذي آل على نفسه تغيير المنكر من خلال اللسان كما دعا الرسول العربي الهاشمي العدناني محمد بن عبد الله صلى عليه وسلّم بتشديده على ضرورة التالي : مَنْ رأى منكم منكراً فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وكما جاء في الكتاب المجيد، (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبي لهم وحسن المآب )) [القرآن الكريم، سورة الرعد / الآيتان الرقم 28 و29] وحقاً (( إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى ما يغير ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ ))، صدق الله العظيم، [القرآن الكريم، سورة الرعد، الآية العاشرة].

--

2

نص الرسالة المترجمة الى العربية التي أرسلها السيد التميمي الى السيد خاتمي

رسالة السيد جاسم التميمي مندوب مدينة الأحواز سابقاًإلى رئيس جمهورية إيران:

وكان المندوب العربي السابق في البرلمان الإيراني رسالة قد وجه إلى رئيس الجمهورية الإيرانية سلط فيها الأضواء على الواقع المأساوي لشعبنا العربي الأحوازي، وهو الأمر الذي فرض على العرب الأحوازيين إعلان الاِنتفاض على ذلك الواقع المرير. في ما يلي نصها :

السيد محمد خاتمي

رئيس الجمهورية المحترم :

السلام عليكم :

اليوم وأنا أكتب إليكم هذه الرسالة والشعب العربي الاهوازي لليوم السابع على التوالي وهو مستمر في مظاهراته السلمية. أراقب عن كثب وبقلب يكاد أن يتقطع من الألم وبعيون حزينة، كيف تقوم قوات الأمن بقمع وجرح واعتقال العديد من المواطنين في الاهواز، أتساءل : ما هي الأسباب التي جعلت هذا الشعب أنْ ينادي و بصوتٍ واحد، مسمعاً صرخاته كافة أنحاء إيران، وفي العالم أجمع، والذي جعل جميع المحافل الدولية وعموم السياسيين في الخارج والداخل ـ في تعجب واِندهاش واستغراب ـ يبحثون في الملفات والمستندات التاريخية المتواجدة في المكتبات السرية والمكشوفة، لعلهم يجدون جواباً شافياً لأسباب الأحداث، أو حلاً لمعاناة هذا الشعب العربي المنسي وبالتالي اِستعادة مكانته السياسية وكرامته المعنوية والمادية.

لقد عاش هذا الشعب سنواتٍ متوالية وطويلة يعاني من أشد أنواع الفقر والحرمان، وقد مورست ضده كافة أنواع السياسات العنصرية الشاهنشاهية، وتطلع بأمل التخلص من تلك الممارسات الرضاخانيه المتمثلة في مصادرة الأراضي، وسياسة التحقير، وحرمانهم من أبسـط الحقوق الوطنية والاِجتماعية والرفاهية الاِقتصادية منها، والتعليمية، والصحية، كذلك، وما نتج عنها بالتالي وبالضرورة من معالم تهميشهم في كل الشؤون العامة لإيران والخاصة بالأهواز أيضاً، في الوقت الذي كانت لهم المشاركة الواسعة والفعالة في انتصار هذه الثورة التي نشبت ضد الحكم السابق المقبور.

نعم الشعب الذي رد وبكل قوة نداءات الرئيس العراقي التي كانت تهدف إلى (((تحرير الاحواز))) وقدم هذا الشعب عشرات الآلاف من القتلى، والجرحى، من أجل الدفاع عن أرضه، ووطنه، ولازال حتى الآن منهم مَنْ يدفع ثمن الهجرة، جراء تلك الحرب ((أكثر من 15 ألف عربي يسكنون في مستوطنة شهيد بهشتي في مدينة مشهد وذلك بسبب عدم تنظيف أراضيهم من الألغام، وبناء بيوتهم المدمرة وتواجد قوات الأمن فيها)). و كذلك لا يجب أنْ ننسى النازحين منهم والمنتشرين في مدن أصفهان وشيراز وأبو شهر وطهران وكرج، الذين قد مرّ عليهم أكثر من 20 عاماً وهم يعيشون في الغربة والبعد عن ديارهم.

مرة أخرى، أذكـِّر وأقول إن الشعب الأهوازي تؤخذ أراضيه وتغتصب في كل يوم، بذريعة المشاريع الوطنية أو تشترى بثمن بخس، وسيادتكم تعلمون جيداً هذا الأمر، وأنا لم أذكرها إلا من باب التأكيد واليكم بعض هذه المشاريع :

ـ سلب أكثر من 20 ألف هكتاراً باِسم مشروع قصب السكر. وأكثر من 47 ألف هكتاراً باِسم مشروع إيثاركران (أي الفدائيين في الحرب العراقية ـ الإيرانية)، الواقعة في منطقة الجفير، لاسيما سلب أكثر من 25 ألف هكتار باِسم مشروع الثروة السمكية (شيلات)، و أكثر من 6 الآلاف هكتار، باِسم مشروع اِستيطان رجال الدين في الشمال والشمال الشرقي للمحافظة : في مدينة الأهواز، والواقعة في المناطق الحدودية لمدينة الشوش، وحسب الوثائق المؤكدة وبطلب من أحد كبار المسؤولين في وزارة الزراعة آنذاك بُني مشروع اِستيطاني يضّم أكثر من 500 ألف مستوطن في مستوطنة مدينة شيرين التي بنيت بين مدينة الاهواز ومدينة عبادان.

نعم أكرر وأقول، إن الشعب الذي ترك أرضه، نتيجة اِغتصاب وتواجد قوات الأمن فيها، وراح يسكن في مدينة الأهواز، لم يأمن من شر وأذى تلك القوات إذ قامت بكافة آلياتها ليلا، بهدم وتدمير بيوتهم التي نزحوا عنه بقوة الأوامر الرسمية والأمنية، وبذلك قد جعلت الأربعة آلاف أسرة متشرّد في الشوارع، ليس لهم مأوى يضمهم أو يقيهم حر القيظ أو برد الشتاء، لقد تدمير مجمعاتهم السكنية في منطقة ((سبيدار)))،وقد حذّرنا من هذا الأمر وأدِنا تلك الإجراءات في حينها، واِستجوبنا وزير الداخلية، لكن لم نحصل على أي رد منه.

الشعب الذي وصفه أحد الصحفيين العنصريين المغفلين في مقال له قد نشر في صحيفة إطلاعات اليومية،عام1362التقويم الإيراني (1985م)، بأنهم مجموعة من (غجر وكواولة)، وقد ندد بذلك واِعترض الشعب على ذلك التطاول بحق عرب ومسلمين، ولكن الظروف غير المناسبة التي كانت آنذاك، جعلته أن يكتم هذا الغضب. وتصاعد غضب ذلك الشعب للمرة الثانية عندما خرج يشكو ملوحة مياه الشرب (في مدينتي عبادان والمحمرة)، فماذا عملت الحكومة له ؟ وكيف تمت مواجهة مطالبه الحياتية البسيطة ؟ لقد كانت الإجابة واضحة وضوح صوت الطلقة وألم الكرباج : لقد قوات الأمن بإطلاق النار وكانت الحصيلة إن قتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات، واِعتقال المئات منهم، كل ذلك كان بسبب نداء اِستغاثة مقدمة بشكل شرعي ومعلن من قبل هؤلاء المحرومين.

وقد يطول بنا الحديث عندما تقوم بعض الجهات المسؤولة بتوجيه التهم، والطعن في كرامة هذا الشـعب الأعزل، وما هي إلا واحدة من سلسلة المحن والمآسي، التي مرّت عليه طيلة السنوات الماضية، فقد أتهمته هذه الجماعات (المسؤولون) بتهمة نشر أقراص أفلام خلاعية في المحلات، وهكذا مرة ثانية داسوا على كرامة هذا الشعب المسالم حتى قامت الناس بمسيرة استنكار ورفعت صوتها للرد على هذه الاتهامات، ولكن كان رد قوات الأمن كما هو معروف، قمعيا واِعتقال هؤلاء المحتجين، واِعترضنا ونادينا في ((البرلمان)) ولكن في ما يبدو لا توجد هناك آذان صاغية تستمع إلى مطالب الناس.

سيادة الرئيس :

أتذكرون عندما اِجتمعتم مع ممثلي المحافظة في الأشهر الأخيرة من سنة 1381 ش الموافق للعام (2002م)، وقد طلبتُ من سيادتكم أن أتحدث حول ما يخص الشعب العربي في الأهواز، ولم تمنحوني من الوقت إلا خمس دقائـق، فقلت لكم أنني أحـمل في جعبتي معاناة شعب يعاني منذ 100 عام من القمع والاضـطـهاد، فكيف اشرح لكم، كل هذا في خمس دقائق، ولقد أهديّ إليكم في ذلك الاِجتماع عباءة (بشتا) لطفلة يتيمة وهي من مدينة شادكان (الفلاحية)، وكان ذلك تعبير عن رسالة المحبة والصداقة لأطفال العرب المحرومين، و في المقابل وللأسف الشديد كان الجواب هو رصاصتان في صدر طفلين قد سقطوا مع قتلى الأحداث الأخيرة.

سيادة الرئيس :

لقد أمرتم بعقد ندوة خاصة فيما مضى مع المثقفين العرب، وقد مرّ عليها عامان، وأنا أتابع هذا الموضوع منذ ذلك الحين دون أنْ أحصل على أي جواب أو رد على الوعود التي قطعتموها في النظر لمعاناة هذا الشعب، وربما كانت توقعاتنا أكثر من اللازم، أو إن حسن نيتنا تجاه التيار الإصلاحي في معالجة ورفع المعاناة عن العرب كان سرابا.

سيادة الرئيس :

نظرا للتطورات الجارية في المنطقة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، التي يمر بها البلد كان من المفترض أنْ يتم تشكيل الأحزاب السياسية، والسماح للمؤسسات المدنية بمزاولة عملها في إطار دستور الجمهورية الإسلامية، حتى تستطيع تلك الجهات القانونية ومن خلال العمل الديمقراطي والسلمي أنْ نجعل مثل هذه المظاهرات والمطالبات تسير في مسارها الصحيح وتصب في المصلحة العامة، وفي هذا الخصوص وقبل خمس سنوات قمنا بتقديم طلب إلى لجنة الأحزاب وبناءً على المادة العاشرة لتشكيل الأحزاب، أنْ يُسمح لنا بتشكيل حزب الوفاق الإسلامي، الذي يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة بين العرب في الأهواز، وإلى هذه الساعة لم نحصل على تصريح من اللجنة المختصة والذي كنا نتوقعه، بسبب أنَّ مسألة الأمن سوف تحول عن ذلك السماح، و طالبنا بمنحنا فرصة شرعية لإصدار صحيفة عربية فخالفتم القوانين الدستورية التي تسمح بذلك، ولقد طالبنا ـ إضافة إلى كل ذلك ـ بـ" NGO " و كذلك باء طلبنا هذا بالفشل.

وبالرغم من كل هذه التحذيرات التي كنت أبينها لكم، ورغم كل الجهود الذي بذلها المثقفون العرب، لم نحصل على أي شيء فحسب، بل أِتهمنا، وثم أٌتهمنا أيضاً، كأنما يجب إن نكون متهمين في كل الأحوال، حتى إذا حدث أمراً سياسياً أو اجتماعياً في المنطقة وذلك بسبب الفقر والحرمان، نسبتم هذه الأحداث إلى النخبة المثقفة المخلصة من الشعب العربي، أو اِتهمتم جهات خارجية مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل في العمل بتسبب تلك الأحداث التي تعبر عن مطالب مشروعة وفق أية مقاييس دستورية.

سيادة الرئيس:

هل تعلم بأن عدد السجناء من عرب خوزستان هم الأكثر عددا مقياساً بباقي الأقاليم في إيران ؟ و هل تعلمون أن أكثر من 15% من سكان المحافظة يتعاطون المخدرات ؟ وهل تعلمون أن أعلى نسبة للبائعين المتجولين هم من عرب الاهواز ؟ وبالمناسبة فإنًَّ في الشهور الأخيرة الماضية وجراء حُسن تدبير مسؤولي المحافظة [!]، قامت قوات الأمن بمنع هؤلاء الناس من الاستمرار بهذا العمل، وقد أدت عملية المنع إلى حدوث مصادمات بين الطرفين، حتى أضطر بعض هؤلاء الباعة إلى بيع المخدرات بغية توفير لقمة العيش فقط. وهل تعلمون ما مدى حجم التقارير الكاذبة التي تقدمها بعض العناصر التي تعمل لجهات حكومية ضد الذين يعملون في المجالات السياسية والثقافية في مجلس شورى البلدية ؟ هل سألتم أنفسكم لماذا صوّت العرب في الأهواز لصالح القائمة التي قدمها حزب الوفاق الإسلامي أثناء الاِنتخابات البلدية والتي كان جميع مرشحيها من العرب ؟ ومَـنْ هي الجهات التي تقف وراء الضغوط المتراكمة السياسية تجاه المُنتـَخبين من قبل الشعب في مجلس البلدية ؟. وحسب اِعترافات جميع الكتّاب الموضوعيين أنَّ المواطنين العرب لهم ذاكرة قوية وهم في نفس الوقت متمسكون بالصبر، وذاكرتهم هذه مليئة بذكريات الكراهية وسوء معاملة الآخرين لهم.

سيادة الرئيس:

سياسة رضا شاه العنصرية والتي تٌستمد وتُدعم من أفكار عدد من المفكرين والكتاب ذات الاتجاهات العنصرية أمثال محمود أفشار، وبور داوود، وآخوند زاده، وميرزا فتح علي خان كرماني، وغلام حسين زرين كوب، ومن خلال نشر وترويج سياسة صهر الثقافات ورفع شعار القومية الواحدة، واللغة الواحدة، والعرق الواحد. إذا عرفنا أنَّ كتاباتهم قد حققت بعض الشيء من ناحية التأثير العملي في إضعاف الحس القومي لدى بعض الناس، فان الشعوب الإيرانية، من:أتراك، وأكراد، وبلوش، وتركمان، ولور، وعرب... فقد استطاعوا وبكل قوة أن يحافظوا على هويتهم وثقافتهم التاريخية، وفي نفس الوقت دافعوا بكل قوة عن وحدة الأراضي الإيرانية، بالرغم من كل الضغوط والممارسات غير الحكيمة المفروضة عليهم.

سيادة الرئيس :

بعد الثاني من خرداد عام 1376 وفق التقويم الإيراني والموافق في عام ( 1997م) وفي الوقت الذي كان الشعب العربي في الأهواز قد فاق جميع المواطنين بنسبة تصويته للإصلاح إذ كانت نسبة مَـنْ صوت لسيادتكم من العرب قد تجاوزت 83% ورفعوا أصواتهم هاتفين بالحرية والعدالة ومحاربة التمييز العنصري سعداء بتسجيلهم نقطة في ذاكرة التاريخ الإيراني من اجل الديمقراطية وراحوا ينتظرون جني ثمار ما زرعوا ولكن وللأسف الشديد سرعان ما عاد إليهم الحُلم الطويل بخيبة الأمل السياسي وباءت آمالهم بالفشل الكلي على مراهنات لم تكن تملك أي نصيب في الواقع، إذ أنَّ العديد من العنصريين وأصحاب النوايا السيئة قد سيطروا على العديد من المؤسسات ومراكز صنع القرار وأعادوا من خلال ممارساتهم النظرة المريضة والخبيثة تجاه القوميات.

سيادة الرئيس :

إنَّ رفع شعار المجتمع المدني والتعددية، والديمقراطية، واِحترام حقوق القوميات في إيران كانت من شعاراتكم في حملاتكم الانتخابية في الدورتين الأولى والثانية، وعلى ما تقدم ذكره، ونظرا لمعاناة واِضطهاد العرب في الأهواز، والذي يحتاج إلى مؤلفات عديدة ولا يسعني إن ألخصّه في هذه الرسالة فما هو برأيكم أسباب التدني في ممارسات هذه المعايير التي قلتم بها ؟. والغريب أنّ كل ما تقدم ذكره قد وقع في فترة حكم رئاستكم، فمَنْ هو المسؤول عن كل ذلك يا ترى ؟.

سيادة الرئيس :

في الختام أطلب من سيادتكم وجميع العاملين، وقبل فوات الأوان ما دام هناك وقت، المحاولة في تضييق الفجوة، وهدم جدار عدم الثقة بينكم وبين الشعوب الإيرانية، واِتخاذ كل ما تستطيعون عمله، عسى أن تلتئم الجروح النازفة لعرب الأهواز، وفي كل هذه الأحوال فإنَّ من الواجب الضروري هو الإقدام على الخطوات الملموسة التالية :

أولاً : إنَّ الخطوة الأولى التي ينبغي عليكم اِتخاذها هو أنْ تقوموا بإطلاق سراح كافة المعتقلين بسبب غضبتهم الاِحتجاجية، وبأسرع وقت وخصوصا الأطفال منهم والنساء والناشطين السياسيين، والمثقفين العاملين في المؤسسات والكتل القانونية غير الرسمية.

وثانيا : تسليم جثث ضحايا هذه الأحداث إلى ذويهم ليقوموا بالطرق الإسلامية الشرعية وفق أعراف الشريعة والمقاييس الإسلامية بدفنهم ونصب مجالس العزاء عليهم.

ثالثاً : تعويض مبلغ مالي عن كل المعتقلين الأبرياء الذين لم يكن لهم أي دور في هذه الأحداث أو المشاركة بها.

ومما هو جدير بالذكر أنَّ كل هذه المعلومات الواردة أعلاه، وكذلك النقاط السياسية والعقابية المتقدم ذكرها كنت قد ذكرتها تفصيلياً إبان فترة تواجدي في البرلمان، وللعلم أنها وردت بشكل مفصّل أكثر مما أذكره في هذه الرسالة، التي أبعثها إليكم ـ مرةً أخرى ـ ضمن هذه الرسالة.

جاسم التميمي : مندوب شعب الأهواز في الدورة السادسة للمجلس الشورى الإسلامي.

وأمين عام حزب الوفاق الإسلامي / 27 – 4 – 2005

ـــــ

3

تخبط رضائي لن تفيده في مساعيه

وأمام تفاهة الدعوى القضائية التي أقامها المدعو محسن رضائي ضد النائب العربي المنتخب من قبل جماهير شعبنا، وعدم تمكنه من مواصلتها، كون الرؤية التاريخية قد نقضت إدعاءات رضائي فلجأ إلى التشويه السياسي عبر صحيفته وموقعه بالقول :

جاسم التميمي : لقاءاتي في بريطانيا كانت قد تمت بالتنسيقمع وزارة الاستخبارات (الاطلاعات)

وضمن انتشار بعض الأخبار المتعلقة بلقاءات السيد جاسم شديد زاده في بريطانيا، فإنه قد أوضح :" بأن الزيارة التي قمت بها إلى بريطانيا لاسيما اللقاءات التي أجريتها هناك كانت معدّة سلفاً بالتنسيق مع وزارة الاستخبارات(الإطلاعات) الإيرانية.

و قد بين السيد التميمي بأن لقاءي مع بعض المجموعات الإنفصالية في بريطانيا كانت بالتوافق المسبق مع المسؤولين في هذه الوزارة و إنني كنت أؤكد شجبي و معارضتي بوضوح لتلك الجهات و توجهاتهم.

و قد أضاف : " إن دوري في أحداث مدينة الأهواز كانت أغلبها تهدف إلى نزع فتيل التوترات الناشبة و كنت أسعى على الدوام للحد من توسيع رقعتها.

بازتاب يوم الخميس : 5 – 5 – 2005

لصاحبها محسن رضائي رئيس الحرس الثوري السابق

http://www.baztab.com

المادة باللغة الفارسية

شديد زاده: ملاقات‌هاي من در انگليس با هماهنگي وزارت اطلاعات بود

پيرو انتشار گزارش «بازتاب» درباره ملاقات‌هاي جاسم شديد زاده در انگليس، اين نماينده مجلس ششم گفت: ملاقات‌هاي من در انگليس با هماهنگي وزارت اطلاعات انجام شده است.


نماينده سابق أهواز افزود: كليه ملاقات‌هاي من با اعضاي گروه‌هاي تجزيه‌طلب، با هماهنگي مقامات بلندپايه وزارت اطلاعات بوده و من در اين ملاقات‌ها با تحركات تجزيه‌طلبانه اين ‌گونه گروه‌ها به شدت مخالفت كردم.


شديد زاده افزود: نقش من در ناآرامي‌هاي أهواز نيز، بيشتر نقش آرام‌ كننده بوده و سعي در كنترل تشنج داشته‌ام.

صحيفة بازتاب يوم الخميس الموافق 5 – 5 – 2005

http://www.baztab.com

إنَّ لدينا الملاحظات التالية على النص السالف :

1 ـ أنَّ كل وفد سياسي يسافر إلى الخارج ممثلاً للدولة يجب أنْ ينال موافقة الجهات الأمنية التي تراقب التطورات الإقليمية والعالمية ومدى الظرف المناسب لسفر الوفد من حيث الخطورة والأمان على أفراد الوفد.

2 ـ وإذا كان ما يقوله رضائي صحيحاً، فإنَّ الأمر البديهي هو وجود الأولوية للتصرف الأمني على ما عداه من شؤون سياسية، بمعنى آخر فإنَّ النظام الإسلامي سواء في مرحلة خاتمي أو قبلها، وبالتالي ما سيعقبها بالتأكيد هو هيمنة النظام الأمني على كل التصرفات السياسية وهو ما سينسف مقولات رضائي الدعائية وغيره أيضاً عند الحديث عن النظام الديمقراطي السياسي، فهل الحقد الفارسي قد ختم على بصيرة رضائي أم هي الحقيقة السياسية السائدة في إيران اليوم ؟ !.