الزمن العراقي فاق مرحلة مابعد السوريالية وصرنا بحاجة الى إختراع تسمية مناسبة له تتناسب مع حجم الخراب والسرقات والعمالة للمخابرات الايرانية والسورية والارهاب والقتل... و(( غضنفري )) هو أسم حركي لضابط المخابرات الايراني الذي كان مقيماً في السفارة الايرانية في سوريا ومسؤلاً عن الاحزاب الشيعية العراقية التي كانت تعمل ضمن صفوف المعارضة لنظام صدام.


لست بحاجة لاخباركم أن تلاميذ (( غضنفري )) أصبحوا الان وزراء في الحكومة العراقية، فتخيلوا أحوال من كان عاطلاً عن العمل مفلسلا بلا قيمة وإمتدت له يد الرعاية الغضنفرية بالتدريب والتمويل المالي ورفعته من حضيض أرصفة المنافي الى مرتبة ( عميل معتمد ) يتم أعداده لليوم الموعود الى مابعد سقوط صدام وإستلام السلطة.. هل تتصورون أن تلاميذ (( غضنفري )) الذين يحتلون الان مناصب وزارية في الحكومة العراقية سيعصون أوامره لخدمة مصالح ايران وتدمير العراق ؟!


كل الشعوب المحترمة التي تشعر بالكرامة الوطنية.. تحاسب الخونة وتعاقبهم على خستهم وسقوطهم الاخلاقي والوطني.. إلا الشعب العراقي يكافيء من خانه وحارب وطنه الى جانب الجيش الايراني وعذب وإرتكب مجازر الاعدامات الجماعية بحق الجنود العراقيين الاسرى لدى ايران.. كافأ هؤلاء على جرائمهم بانتخابهم وتسليمهم حقائب وزارية وجعلهم في مصاف الفرسان الفاتحين.. فمن أين تأتي السيادة والقوة والتنمية والديمقراطية اذا كان الشعب يدمر نفسه ولايحترم قيم الولاء للوطن ؟!


في العراق الان تعمل حكومة سرية شكلتها المخابرات الايرانية من الاحزاب الشيعية من بين مهماتها العمل على ( تفريس ) المجتمع العراقي من خلال اقامة معارض الكتب وتوزيعها مجانا، وفتح دورات تعليم اللغة الفارسية، وشراء الذمم بواسطة الاموال التي توزع شهريا على كافة رجال الدين وغيرهم تحت تسمية هدية الخامنئي ما عدا الصرفيات المالية السرية الهائلة، ولايفوتنا التذكير ان اللغة الرسمية للمرجعية والحوزات في النجف هي اللغة الفارسية.


أما المهمات الاخرى لهذه الحكومة السرية هي الهيمنة على مفاصل الدولة والاطباق على العراق من كل جهاته، فقد تم زرع في كل دائرة عميل للمخابرات الايرانية، وأصبحت كل مشاريع العراق وخططه التنموية وأسراره الاقتصادية العسكرية والامنية تذهب أولا بأول على وجه السرعة الى إيران.


وإضافة الى عملية إدخال المخدرات التي تقوم بها إيران لتدمير المجتمع العراقي، كشفت الدراسات مؤخرا عن مخطط لتدمير الزراعة والبساتين في جنوب العراق تسببت بها إيران.


إنه زمن (( غضنفري )) زمن الحثالات واللصوص والعملاء والمجرمين... ما أبلغ الحديث النبوي القائل : (( كيف ما تكونوا يولى عليكم )) فمتى كان المجتمع العراقي يعمل بجدية وإخلاص من أجل الحرية وسيادة القانون وبناء البلد وإزدهاره ومعاقبة السفلة والخونة... حتى يستحق الحرية والازدهار؟

[email protected]