في مشهد كوميدي لاينقصه البؤس والصفاقة حينما عرضت علينا احدى الفضائيات المهتمة جدا بالشأن العراقي عرضت علينا القراّن الكريم ممزقا ومرميا على الارض ونسخ اخرى رسم على اغلفتها ( صليبا ) وبجانب هذا المشهد وقف رجلا صارخا : ماذا يريدون منا ؟ ! في محاولة منه لبيان مظلوميته ومسكنته.
حدث ذلك كما يؤكد الخبر في مسجد القدس وهو احد مساجد مدينة الرمادي المضطربة في غرب العراق، في محاولة لاثارة مشاعر المسلمين في العراق وخارجه ضد الوجود الاميركي، عسى ان تؤدي فبركة هذا المشهد وبهذا الشكل المثير لابرياء العقول الى اعلان جهاد القتل وهدم ما تبقى من اعمدة البنية التحتية التي لم تطالها ايدي القتل والتخريب لحد الان
ان القاء نظرة بسيطة على هذا المشهد يثير عدة تساؤلات تحمل في ثناياها الاجوبة عليها وتفندها وتكشف بؤس تفكير من فبرك المشهد واختياره المكان والزمان، فالمكان هو مسجد في الرمادي وهي مدينة تعتبر سنية في اصطفافها الطائفي، وتضم العديد من رجالات النظام القديم واتباعه ورجال مخابراته وأمنه، وكذلك اختار من فبرك المشهد مسجدا اسمه ( القدس ) لاضافة المزيد من القدسية عليه وليكون اكثر اثارة للمسلمين ليس في العراق فحسب وانما في العالم اجمع ! اما الزمان فقد كان اكثر بؤسا، فأنه يأتي في وقت اعتذرت مجلة النيوزويك الاميركية عن خطأها في نقل خبر لم يكن صحيحا عن اهانة القراّن الكريم في سجن غوانتانامو، وبهذا اكتمل المشهد ليكشف ليس استهانة بعض الجنود الاميركان بكتاب مقدس بل استهانة البعض من ( اصحاب ) المساجد بالقراّن ورميهم له ارضا وتمزيقه واستعدادهم لعمل الاكثر من ذلك فقط لاثارة الفتن والانتقام من النظام الجديد. فعلى من تسوقون بضاعتكم الخاسرة هذه ؟ فأنكم حقا تحتاجون الى وكلاء مبيعات اكثر دهاءا، فالتجارة شطارة ( مثلما يقال )، وبضاعتكم قد ردت اليكم
اكرم سليم