الحق أقول أن حرص إسرائيل على الثأر أمر يحترم،رغم أن العرب أولى بهذه الميزة وهم ممن اشتهر بها ولكن العرب ثأرهم بات بينهم وبأسهم بينهم شديد! لا يقل حرص إسرائيل على الثأر لجيشها ولدولتها عن حرصها على تخليص جنودها حتى ولو كانوا أمواتا أجسادهم تحولت إلى عظام رميم من أيدي الخصوم،ولا بد من الاعتراف بذكاء الإسرائيليين في اختيار زمان ووقت الثأر وتحديد وسيلته وأسلوبه وأدواته وتوظيف كل التناقضات من أجل هذا الثأر.

المقصود هنا هو سعي إسرائيل إلى الثأر من حزب الله بعد أن اندحر جيشها من جنوب لبنان في أيار(مايو) 2000 وانهار جيش عملائها الذي أنشأته في بواكير سني الاحتلال للجنوب اللبناني، إسرائيل لم تتوقف عن السعي للثأر، فقد اغتالت قادة ميدانيين في حزب الله باستخدام العبوات الناسفة، واستغلت الأوضاع الدولية لاستصدار القرار 1559 من مجلس الأمن والذي يهدف أساسا لنزع سلاح الحزب، وزادت حظوظ إسرائيل في تحقيق مبتغاها الثأري بعد اغتيال الحريري وتداعيات هذا الاغتيال –بغض النظر عمن يقف وراءه- على الساحة اللبنانية وما تلاه من عمليات تستهدف خلط الأوراق عبر تفجيرات واغتيالات هنا وهناك.

رغبة إسرائيل في الثأر والانتقام من حزب الله لا تنبع من دافع "غسل العار" أو "الحفاظ على الشرف" أو إرضاء الغرور، ليس الأمر كذلك، فإسرائيل تسعى للحفاظ على تفوقها العسكري على كل الجيوش العربية وكذلك حصار وإنهاء جميع القوى المقاومة وهي لا تريد السماح بتمرير تجربة حزب الله وإسقاطها على مشروعها الاستيطاني، ولقد تكرر هذا الطرح على لسان الإسرائيليين من قادة سياسيين وعسكريين إلى محللين سياسيين وصحافيين طوال انتفاضة الأقصى،ولكن "تساهال" أي "جيش الدفاع الإسرائيلي" لا يبدو الآن الأداة المناسبة لتحقيق الثأر من حزب الله،فصواريخ الحزب وقذائفه جاهزة لضرب العمق ونشر الرعب في نهاريا وحتى حيفا،عدا عن طائرة "مرصاد" وهي طائرة بدون طيار تمكنت من اختراق الأجواء الإسرائيلية وحلقت وعادت إلى لبنان،إذن ما الحل؟ليس أمام إسرائيل إلا توظيف الفكر الشوفيني والعقيدة التكفيرية لدى بعض المدارس المذهبية لتحقيق أهدافها وضرب عصفورين بحجر واحد،فمن ناحية تجنب جيشها ومواطنيها قتالا لا تضمن نتائجه،ومن ناحية أخرى تفجر حربا طائفية تحرق الأخضر واليابس وتظهر أن بأس العرب والمسلمين بينهم وتبقى هي في موقع المتفرج على ما يحدث،لا قدر الله،ونسأل الله أن يحمينا من الفتن،وأن يبعد سيوفنا عن رقابنا،ولا بد هنا من تسليط الضوء على بعض معالم الفكر الشوفيني التكفيري وكيف بدا سهلا لإسرائيل توظيفه لتأخذ ثأرها وتنام هادئة مطمئنة.

تحليلات وتحريض ورؤية مشوهة

منذ انتشار الإنترنت ومواقع الحوار والمنتديات العربية كثر الجدل والحديث عن الفروق المذهبية لا سيما أو حتى تحديدا الفرق بين السنة والشيعة،امتلأت مواقع تدعي تمثيلها "للتسنن الحقيقي" بالهجوم على "الرافضة المجوس" و"أبناء المتعة" بشكل بدا مقززا،ولم يكن هؤلاء يعيرون فلسطين وقضيتها أي اهتمام ولا حتى قضايا الاستبداد والقمع في الوطن العربي وكأن لا مشكلة لدى العالم العربي والإسلامي إلا "الروافض" وكيفية الحد من نفوذهم والتصدي لمذهبهم.

على الجانب الآخر ظهرت مواقع تزعم تمثيلها للشيعة تكثر من الهجوم على أم المؤمنين عائشة،رضي الله عنها،وعلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب،رضي الله عنهما،وتعيد نفس القصص والأقاويل،لدرجة أنني قرأت في أحد هذه المواقع قصة ما أسموه "مؤامرة السقيفة" وتنصيب أبي بكر خليفة وقصة ضرب عمر لفاطمة الزهراء عليها السلام وإسقاط الجنين "محسن" من رحمها مرات عديدة ولأيام متوالية لأكثر من كاتب في أكثر من زاوية في نفس الموقع،عدا عن اتهام أهل السنة بأنهم من أتباع يزيد بن معاوية!.

الأمر مقرف جدا، ولا يستطيع أحد منا أن يحدد الحجم الحقيقي لمن يحملون هذه الأفكار، ولكنهم لا شك يغطون جزءا لا يستهان من الفضاء الإنترنتي، طبعا هذه المواقع والتي عادة تكون على شكل منتديات يمكن أن يكون المتحدث بها شخصا واحدا أو بضعة أشخاص لا سيما وأنه لا يلزمك إلا عنوان بريد إلكتروني لتسجل فيها وتصبح عضوا يكتب المقالات ويرد عليها، أي يمكنك التسجيل في هذه المنتديات بعدة أسماء!

وبعد تحرير الجزء المحتل من جنوب لبنان ازداد أوار الهجمة "المتسننة" على حزب الله، فصدرت كتب –وليس مجرد مقالات- تقول أن انتصار حزب الله هو انتصار "مزيف"، والهدف منه هو نشر التشيع، وتحدث هؤلاء عن استيلاء "الرافضة" على مساجد السنة في المناطق المحررة، طبعا كان المدافعون عن مساجد السنة هؤلاء يلتزمون الصمت عندما كان "تساهال" وجيش لحد يحتلون البيوت والمساجد، ولجأ هؤلاء الكتاب إلى التشكيك بالقول:"لقد انتصرت إسرائيل على كل جيوش العرب وهي قوة عسكرية مدعومة من أمريكا،فهل يصدق أن إسرائيل تعجز عن سحق بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله؟!"، وخرجت هذه التحليلات على لسان بعض خطباء المساجد الذين درسوا الشريعة لأنهم لم يحصلوا على قبول في كلية أخرى، وحتى على بعض ألسنة من يحملون شهادة الدكتوراة في الشريعة ويتبنون الأفكار التي تكفر الآخر، وأحيانا أسمع عبارات من مثل:"إما أن يتحول الشيعة إلى سنة أو أن نقاتلهم !".

زاد احتلال العراق الطين بلة بسبب تعاون بعض الشيعة مع قوات الاحتلال الأمريكية بشكل أو بآخر، فاستغل التكفيريون هذه المواقف من البعض الشيعي لإسقاطها على عموم الشيعة في العالم وسوقوا نظرية كون التعاون مع الأعداء هي سمة شيعية من أسس الاعتقاد عند "الرافضة"، ونسي هؤلاء أن ثورة العشرين ضد المحتل البريطاني فجرها الشيعة وكانت الحوزة العلمية في النجف نواتها، وحدث نوع من الاستغلال الذميم عند بعض القيادات الشيعية لهذه الظاهرة لتجييش الشيعة ضد السنة، واتهم جموع العرب السنة في العراق بأنهم "عملاء لصدام" وأنهم أحفاد يزيد وأبيه معاوية إلى غير ذلك من الأباطيل، ورغم كل محاولات إشعال فتيل حرب بين الشيعة والسنة إلا أن العراقيين حافظوا على وحدتهم رغم مظاهر التوتر والجراح التي لا يمكن إخفاؤها، فمنظر قوات الحرس الوطني وهي ترفع صور السيستاني عند اجتياح الفلوجة ومنظر الضحايا من المصلين الأبرياء في الحسينيات والمزارات، يزيد الجراح عمقا والموقف توترا.

ولكن حزب الله اتهم من قبل حكومة العراق التي عينها الاحتلال وترأسها إياد علاوي أنه يسعى لتنفيذ "هجمات إرهابية" في العراق وأن العديد من عناصره اعتقلوا،مما وضح المسافة بين بعض الشيعة في العراق وحزب الله المختلف فكرا ونهجا، ولكن ومما لا شك فيه فإن ظهور بعض أصحاب العمائم السوداء مع الأمريكيين قد سبب نوعا من الحرج لحزب الله على المستوى الشعبي نتيجة التوظيف الإعلامي المتعمد والمدروس للمذهبية السياسية، رغم أن الحزب حافظ على مقاومته لإسرائيل بهدف استرجاع مزارع شبعا وانتقد قادة الحزب بعض الممارسات في العراق،والتي تنسب إلى السنة التكفيريين،ولكن لم تصدر عن الحزب مواقف إدانة لقادة الشيعة الذين تحالفوا مع الأمريكان،ولا شك أن للحزب رؤاه وتصوراته التي تدفعه لعدم إصدار مثل هكذا إدانة،رغم استمرار الحزب بوصف الوجود الأمريكي في العراق بالاحتلال،ويجب أن لا ننسى أن حزب الله هو حزب يعمل على الساحة اللبنانية وليس مسؤولا عن تصرفات جموع الشيعة في العالم رغم الروابط المذهبية أو حتى صلات القربى.

أعود إلى الفكر الشوفيني التكفيري واستغلال إسرائيل له وأذكر بأن هنري كيسنجر تحدث عن تشجيع أمريكا لنشر الكتب التي تهاجم المذهب الشيعي بهدف محاربة النظام الإيراني الذي أزال حكم الشاه، وكيف أن تلك الكتب كانت تباع بسعر التكلفة، وكلام كيسنجر يمكن أن ينسحب على واقعنا في عصر الإنترنت،ولقد اطلعت على بعض تلك الكتب ومنها كتب الباكستاني "إحسان إلهي ظهير" وهي كتب تنضح بالحقد والكراهية وتمثل دعوات شبه علنية لقتل الشيعة على اعتبارهم كفارا!

لقد أغلقت مواقع حركة حماس أكثر من مرة وكذلك مواقع حزب الله ومؤخرا مواقع لحركة فتح على الشبكة العنكبوتية أو أن تلك المواقع تتعرض لحملات التخريب وتتعطل بين الفينة والأخرى،ولكن مواقع الإنترنت التي تكفر الشيعة أو التي تتهم السنة بأنهم عملاء لصدام وأتباع ليزيد تعمل بحرية وهي كثيرة وتتوالد كالفئران وتغزو محتوياتها صناديق البريد الإلكتروني.

مؤخرا صدر كتاب إلكتروني تحت عنوان " لماذا نُقاتل ُ ؟ون ُ قاتلُ مَنْ ؟" بقلم الشيخ / أبو حمزة البغدادي عضو الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين،ولقد حمل الكتاب العديد من الأفكار المناهضة للشيعة واستغلته بعض الأطراف الشيعية لتجييش جموع الشيعة ضد السنة كون هذا الكتاب يشكل-حسب زعمهم- طريقة التفكير المتبعة عند السنة!

ومما جاء في الكتاب: "... ذهب معظم علماء ما وراء النهر إلى كفر الاثني عشرية وحكموا بإباحة دمائهم وأموالهم وفروج نسائهم "، والغريب أن الكتاب وضع مقتدى الصدر مع غيره من قادة الشيعة في نفس الخانة رغم الخلاف الكبير بين الصدر وبينهم حيث جاء في الكتاب :".. وحاملُ لواء ذلك أئمتهم الكفرة من السيستاني وعبد العزيز الحكيم والصدر وأنصارهم وممثليهم في العراق وخارجه"، ولقد اختتم الفصل الذي يتحدث عن هذه المسألة بقول الكاتب :" هذه بعض فتاوى أئمة المسلمين وعلمائهم في مسالة حكم الرافضة الذين هم شر من اليهود والنصارى لأنها ارتضت مذهبا لنفسها غير مذهب المسلمين فجاءت بالكفر من أوسع أبوابه فهم يعتقدون بأن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة؛ لذا فإننا نعتقد بأنهم كفرة، ليسوا من الإسلام في شيء بسبب شركهم وتكفيرهم للصحابة وطعنهم في كتاب الله وغيرها من عقائد الكفر عندهم".

هل إسرائيل وموسادها (جهاز المخابرات والمهمات الخاصة الإسرائيلي) والولايات المتحدة وأجهزتها ومراكز الأبحاث المتخصصة في تل أبيب وواشنطن بعيدة عن هذا الفكر الشوفيني،ان لم يكن بإطلاقه فبنشره وباستغلاله وتوظيفه وتوجيهه بشتى الطرق وسأضرب مثالا دامغا،وهو ما جرى في الجزائر منذ سنوات.

العقيد محمد سمرواي والذي يحمل لقب "لحبيب" وهو (لحبيب) ليس صحافيا بل كان في موقع حساس وهو رئيس جهاز أمن الدولة التابع للمخابرات الجزائرية،أصدر سمراوي كتابا في باريس ما أحوجنا إلى قراءته والتمعن في محتواه تحت عنوان "وقائع(أو أحداث) سنوات الدم" تحدث فيه عن قيام الجنرالات وأجهزة الأمن الجزائرية وبالتعاون مع المخابرات الفرنسية بتنفيذ مجازر ضد الشعب الجزائري واستغلال الجماعات التكفيرية،جدير بالذكر أن مدني مزراق قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت على وشك الوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع أكد اختراق أجهزة المخابرات "للجماعة الإسلامية المسلحة" التي ملأت أخبارها وسائل الإعلام ونسب إليها الكثير من قبيح الأفعال،وتحدث سمراوي في كتابه عن "المجموعات الإسلامية المسلحة للجيش" وكيف ارتكبت الفظائع من قتل واغتصاب باسم الفكر الشوفيني التكفيري الذي ضل سعي أصحابه في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا،وكذلك بتشكيل خلايا إرهابية تابعة لأجهزة الأمن ترفع شعار الإسلام وترتكب فظائع القتل والحرق والاغتصاب!

هل سننتظر أن يظهر "سمراوي جديد" من بلاد الرافدين؟ أم أن ما حدث في الجزائر يكفي ليعطينا العظة لما جرى ويجري في العراق وباكستان ويراد أن يجري في لبنان؟

بيان التسعة!

تنظيم القاعدة ـ بلاد الشام ـ كتيبة لواء عمر ـ ولاية لبنان أصدر قبل أيام بيانا –لم يتم التأكد من صحته كما هي العادة- يهدد بقتل تسع شخصيات شيعية منها الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله والنائب محمد رعد ومسؤول الحزب في الجنوب نبيل قاووق، يأتي هذا البيان في وقت تزداد الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على حزب الله، وفي وقت لمحت فيه إسرائيل إلى احتمال الخروج من مزارع شبعا، وطبعا هي لا تريد الخروج كما خرجت في عام 2000، وظهر البيان في وقت شهد فيه لبنان أحداثا وتغيرات عدة، ولكن الجهة التي تقف خلف البيان معروفة، وأحب أن أذكّر أن ظهور "أحمد أبو العدس" في شريط فيديو يتبنى قتل رفيق الحريري باسم "جماعة النصرة والجهاد" لم يقنع أحدا،ليس بسبب نفي الزرقاوي للخبر بل لأن هذه الأساليب لم تعد تنطلي إلا على الحمقى والمغفلين.

وعندما يتعرض أي واحد من التسعة لأي مكروه فالأنظار ستتجه نحو "النجمة السداسية " وليس نحو عمامة أي مدع "بتخليص الأمة من الرافضي (... ) "،إن البيانات المنشورة على الإنترنت التي يمكن لأي كان أن يستخدم فضاءها أو المطبوعات التي تصدر عن جهات لا يعلم عنها شيئا يجب أن توضع في دائرة الشبهة المطلقة والاتهام الصريح من الجميع،لا سيما أن بإمكان أي شخص امتلاك جهاز كمبيوتر ووصله بشبكة الإنترنت والحصول على طابعة وآلة نسخ والعاقل يفهم!

ظن مصدرو البيان على ما يبدو أن ردة الفعل ستكون عنيفة لو أدرجوا اسم السيد حسن نصر الله على قائمة القتل،ولكن من حمل البيان أسماءهم هم أيضا شخصيات دينية ووطنية واعتبارية والجهة الوحيدة المعنية والمستفيدة من المس بهم هي إسرائيل ولو ظهر مليون بيان أو كتاب باسم أي جماعة شوفينية تكفيرية،فالمعادلة واضحة،إسرائيل تريد ضرب حزب الله متسترة بالفكر التكفيري الشوفيني وليس بقوة "تساهال".

إن استغلال العدو لظاهرة التكفير بعد هذا البيان يبدو جليا أكثر من أي وقت مضى وبناء عليه لا بد لعلماء السنة أن يرفعوا صوتهم ضد ظاهرة التكفير للمخالف في المذهب وأن يستعينوا بخبراء كي ينشروا آراءهم المعتدلة على الشبكة العنكبوتية التي يطغى عليها فكر التكفير، أما علماء الشيعة فعليهم أن يعلنوا صراحة رفضهم قيام بعض الرعاع بالاحتفال بذكرى اغتيال عمر، رضي الله عنه، والدعوة وبصوت مرتفع إلى الكف عن شتم الصحابة ولعنهم،والشتم غير النقد والبحث العلمي الغير منحاز إلا للحقيقة.

ودور الكتاب والصحافيين هام أيضا،يجب أن يتم تسليط الضوء على علاقة أجهزة المخابرات ببعض الجماعات وعلى استغلال الدول الكبرى للخلافات المذهبية وتغذيتها بالمال والسلاح وتوظيف نتائجها لتثبيت أوضاع استراتيجية وسياسية في أماكن عدة من العلم العربي والإسلامي.


عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين

جمادى الآخرة 1426هـ

آب 2005م

[email protected]

جنين-فلسطين