من خلال الموقعية التي يتبؤها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الصعيد العالمي والمحلي، ومبادراته المستمرة على مختلف الاصعدة فيما يخدم مصالح الوطن والامة، ونظرا لما يحتله من مكانة مرموقة في نفوس جميع المواطنين لاهتمامه المباشر بقضاياهم وتفاعله مع همومهم، فان الجميع يتطلع الى مستقبل زاهر وامل كبير يسود البلاد خلال هذه المرحلة.

ان المواطنين في المنطقة الشرقية مثلهم مثل بقية المواطنين في المملكة يحذوهم الامل في ان تتحقق جميع مبادرات خادم الحرمين الشريفين الطموحة التي بدأهما عندما كان وليا للعهد والتي استهدفت تعزيز المشاركة الشعبية وتطوير التنمية الاجتماعية والسياسية في المملكة. ولعل من ابرز هذه التطلعات تفعيل توصيات لقاءات الحوار الوطني الاربعة التي عقدت تحت رعايته حفظه الله طوال السنتين الماضيتين، والتي كان من ابرزها اقرار التعددية الفكرية والمذهبية وتاكيدها، حيث ان ذلك يعد من الركائز الاساسية للسياسة الداخلية وينطوي عليه احترام حقوق جميع المواطنين واقرارها دون أي تمييز بينهم بسبب الانتماء القبلي او المناطقي او المذهبي او الفكري.

وفي حديثه الذي القاه عند تسلمه الحكم عبر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن نقطتين اساسيتين تتعلقان بالعلاقة بينه وبين مواطنيه، حيث اكد انه سيتخذ نهجا راسخا لارساء العدالة بين جميع المواطنين دون استثناء وبلا تفرقة، كما أكد ايضا على طلبه ورغبته البالغة في النصح والدعاء من قبل افراد شعبه. ان هذا التأكيد الذي لا يعد غريبا عليه حفظه الله يعزز تطلعات المواطنين لتحقيق طموحاتهم وآمالهم بصورة تتناسب مع الظروف التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة.

من المؤكد ان هنالك قضايا عديدة يتطلع لها ابناء هذه المنطقة من بلادنا تتركز اساسا في تحقيق حالة عامة من العدالة والمساواة عبر اشراكهم في مشاريع التنمية المختلفة التي تقام حاليا في المملكة اسوة ببقية ابناء الوطن، وفتح المجال امامهم في مختلف الاصعدة كي يساهموا مع اخوانهم المواطنين بما لديهم من طاقات وخبرات اكتسبوها مما وفرته لهم الدولة من فرص تعليمية وتدريبية عديدة. ان الحقوق المدنية المتساوية لجميع المواطنين والتي اقرتها الدولة في انظمتها المختلفة هي افضل مشروع وطني يهدف الى تحقيق التنمية الانسانية المتوازنة بين الجميع ودون استثناء.

يتطلع المواطنون في هذه المنطقة ايضا الى اعادة ترتيب اولويات المشاريع العمرانية والاسكانية بصورة تخدم الشرائح الدنيا من ابناء المجتمع، وتعيد تنظيم المخططات الانمائية فيها بما في ذلك من مشاريع تنموية وخدمية اساسية في مجالات التعليم والصحة والخدمات المختلفة. فالمنطقة الشرقية وكما هو معروف تتمتع بتنوع كبير في مصادر الثروة فيها، بحيث يمكنها ان تحول هذه المنطقة الى مركز صناعي وتجاري وسياحي هام في المملكة.

نسال الله ان يحفظ بلادنا من كل مكروه وان يزيد ابناءها عزة وكرامة وتلاحما.

*عضو المجلس البلدي بالقطيف