قبل عدة اشهر وعبر لقاء في قناة الحرة، أعلن وزير الاعلام الكويتي الدكتور أنس الرشيد، عن مشروعه الجديد وهو تفكيك وزارة الاعلام الكويتية، وقال ان المشروع ينتظر الموافقة من قبل مجلس الوزراء، وقد شرح الوزير كيفية تفكيك الوزارة، واسناد بعض الادارات الى القطاع الخاص أو التحول الى مؤسسة مثل التلفزيون، وقبل عدة ايام عرض المشروع على مجلس الوزراء، وقد أحاله الى اللجنة القانونية لدراسته، على الرغم من أن مصدر وزاري أكد أن اعضاء المجلس قد اعجبوا بالمشروع وأشادوا بالجهود الذي يبذلها الوزير لتطوير الاعلام الكويتي والنهوض به ومواكبته لتطورات العصر، فالاعلام في وقتنا الحالي يعتبر أحد أهم الاجهزة في الدولة، فهو نافذة الدولة للعالم الخارجي، وهو في خط متوازي مع السياسية، فالادوار التي يجب أن يلعبها الاعلام لاتقف عند عرض المسلسلات والاغاني الهابطة
والترفيه، وهذا ليس الدور الحقيقي لوسائل الاعلام وأن كان الترفية أحد هذه الوسائل، يجب أن يدرك القائمين على الاعلام أن وسائل الاعلام متعددة وكثيرة ومنها التوجيه ويتمثل في توجيه المشاهد بهدف تعديل سلوكه أو إكسابه أنماط جديدة من السلوك، والتثقيف فالاعلام يعتبر وسيلة لتثقيف الجمهور مثل اطلاعهم على البلدان الاخرى وطريقة معيشتهم وثقافتهم، والتنوير وهو الدور السياسي للاعلام ويتعلق بإطلاع المشاهد على تطورات معينة، مثل الاخبار السياسية والاقتصادية وغيرها، والتسلية والترفيه فهو يعتبر وسيلة للقضاء على وقت الفراغ، والدعاية والإعلام وتستفيد منه الشركات في ترويج منتجاتها التجارية، والنقطتين الاخيرتين هما مافهمته اغلب دولنا العربية بل ان القنوات الفضائية العربية غيرت من ثقافة المشاهد العربي وأدخلته في ثقافة غريبة عليه وهي بذلك قد ساعدت بشكل أو بآخر في الغزو الفكري الغربي والذي تروج له اغلب وزارات الاعلام العربية والتي يسيطر عليها بشكل كبير التيار الليبرالي المنفتح الى أبعد الحدود، وهذا الكلام لاينسحب على بعض الدول التي لم تركب تلك الموجة الغربية ولم تخدع المشاهد وتغير من ثقافته، ونتمنى أن تحاول وزارة الاعلام عبر قنواتها التلفزيونية أن لاتجعل اغلب برامجها في التسلية والترفية والدعاية والاعلان وان تعرف جيدا الدور الحقيقي لها وهو التثقيف والتوجية ونقل الخبر وقت وقوعه وابراز الوجه الحضاري للدولة والشفافية في نقل الخبر وابراز الهوية الكويتية في قنواتها، ليس كما يفعل الآن بمحاولة طمس الهوية الكويتية، وكم أتمنى ان تظهر تلك الهوية بشكل بارز في القناة الاخبارية المزمع بثها في العام المقبل واتمنى ان يوفق طاقمها ومديرها في عملهم الذي يتطلب مجهودا كبيرا، فعلى الرغم من تحفظي على بعض الأسماء التي ستديرها، لأن هناك من هم أكفاء منهم، بوجهة نظري، الا اني أتمنى أن نرى قناة اخبارية بقدر المسؤولية وقادرة على التصدي لمن يتربص بنا كل يوم وليلة، فقد أصبحنا بفضل هذه القنوات الكويتية الترفيهية، لقمة سائغة وهدف سهل، فلم يستطع تلفزيوننا العتيق أن يناطح المحطات الفضائية المعادية، بل أكتفى بالرد من خلال بعضا من الاغاني والمسلسلات الرخيصة، فما نأملة أن توافق اللجنة القانونية في مجلس الوزراء على انهاء هذه المأساءة والمتمثلة في تلفزيون الكويت ليتحول الى مؤسسة اعلامية نتمنى ان تواكب كل التطورات وتعالج جميع الاخطاء، والأهم ان تتخطى البيروقراطية الحكومية وتنفتح على العالم وتبرز الوجه الحضاري للكويت وتجعل دولتنا الغالية في مصاف الدول المتطورة اعلاميا، فجميع الخبرات الاعلامية والتقنيات المتطورة متوفرة ولدينا الكثير من الكفاءات الاعلامية وعلى رأسهم وزير الاعلام ولكن ينقصنا شيئ واحد سيتحقق باذن الله وهو الابتعاد عن البيروقراطية في اصدار مثل هذه القرارات الحاسمة، وان يتعاون الجميع لخدمة الصالح العام.

نقطة نظام : اتمنى ان تصلح الحكومة غلطتها في حق الشعب الكويتي عندما تحدث وزير التجارة ودافع عن جشع التجار الذين زادوا بأسعار اكثر من 1100 سلعة غذائية، وقد اثبت الوزير بانه يريد أن يجرب منصة الاستجواب التي ربما ستقصية من الوزارة، فهل يعقل بأن تكون الزيادة أمر طبيعي يامعالي الوزير.

مسفر المطيري

[email protected]