فى الستينات كنا نعرف نتائج الشهادات العامة من قبل إعلانها بيوم أو يومين عن طريق مكتبة تقع فى محطة مصر بالأسكندرية أظن أن إسمها كان مكتبة الصياد، وكان صاحب المكتبة على صلة بوزير أو مركز نفوذ حتى أنه كان يتحصل على النتيجة من الكنترول سنويا من قبل إعلانها. اليوم أنا –وبدون صلة بأى كان- علمت النتيجة الرسمية للإنتخابات المصرية طبعا فالنتيجة الحقيقية ليست لها أى تأثير ولا أهمية. أولا السيد جمعة حصل على المركز الثانى من مجموع الأصوات – الصحيحة- وهذه النتيجة كانت من أهم أهداف مخططى الإنتخابات حتى لا يحصل أيمن نور على المركز الثانى من بعد الرئيس مبارك إذ يكون له عندئذ أن يشكل حكومة ظل، كما أنه يقطع على أيمن نور صدقية الطعن بالتزوير عندما يكون الثالث أو حتى الرابع إن كان المخططون لعملية الإنتخابات على ما نعهدهم عليه من صفاقة وبجاحة.

ثانيا ليس من الوارد تزوير النتيجة تزويرا فاضحا لصالح مبارك فمن بعد قطع الطريق على الولد الشقى أيمن نور ليس من داع لإستفزاز الداخل والخارج بتزوير فاضح لمبارك فلا بأس من تزوير أعداد الحضور الذين أدلوا بأصواتهم لتصل النسبة الى نسبة معقولة ولتكن بين 40 الى 50% ولينجح الرئيس بنسبة حول السبعين الى الثمانين فى المائة ثم سيأتى الرئيس ليعلن أنه آن الأوان لإغلاق الملف الإنتخابى لكى ننظر الى الأمام وأنه يتعهد بكذا وكذا، وكل سيرك إنتخابى ومصر طيبة.
*****
لا أعرف حقيقة من الذى كان يكتب للأستاذ هيكل مقالاته... من بعد متابعتى للقاء الأستاذ هيكل على الجزيرة أمس تعجبت، فالرجل لا يأتى بنقطة سوى أن ميتران قابله وقال له كذا وأن قائدا –عادة لا داعى لذكر إسمه- قال له كذا. أما كذا هذه فليست متصلة بالسؤال المطروح أبدا، فهو يسأل عن الشرق فيجيب فى الغرب. قرأت مرة مقالة عن تفكيك هيكل، وكان عنصر المقالة نقد ما يكتبه هيكل أو ما كان قد كتبه... المطلوب الآن مقالة لتركيب هيكل، أى الإحاطة بما قاله هيكل ويقوله وإعادة تركيبة لإستخراج نقطة أو فكرة مما يقوله... كل ما أستوعبته من لقاء هيكل الطويل الممل أن نسبة التنمية فى مصر منذ عام 1982 حتى 2004 لم تتجاوز نسبة 126% بينما هى فى المغرب وتونس حوالى 200% وأن شركة بترولية صورية -لم يذكر هيكل إسمها- سرقت ما قيمته ألف وخمسمائة مليون دولار! المعلومة الأولى ذكرها تقرير التنمية العربى أما المعلومة الثانية فلا أعرف لها مردود طالما إحتفظ الأستاذ باسم الشركة سرى لسبب لا نعرفه، وهذا تدليس ومشاركة من الأستاذ فى الفساد إذ عليه واجب ولو كصحفى فى الإعلان عن مثل ذلك فساد.

عادل حزين
نيويورك