في العراق الان سمتان الاولى قومية متارجحة والاخرى مذهبية متصارعة


وهناك تداخل وصراع كبير بين ما هو قومي وبين ما هو مذهبي ضمن مجتمعنا تؤكدهlaquo; المواطنةraquo; وهي الحالة الواقعية الصحيحة المتنافس عليها ضمن رمزية الانتماء القومي ورمزية الانتماء المذهبي وهيlaquo; الحالة الواقعية raquo; التي تثير الاظطراب وتؤجج بؤرة الصراع،لان التنافس عليها غير واضح المعالم،رغم انها قد انتجت تحديات كثيره ومتنوعة برزت بشكل واضح خلال السنوات الثلاث المنصرمة اهما laquo;التحدي المذهبي والقوميraquo;. ونظرا لسائدية الفكر الشمولي، ونظرية الحزب الواحد والجماعة الواحدة، ثار شركائنا في الوطن وعبر عقود طويلة من الزمن ضد المعاملة القاسية والمتطرفة، نتيجة شبه الانعزال اوشبه الحصار حيث كانت مدن الجنوب وقاطنيها بمجملهم وحتى المنتمين للحزب الواحد يعيشون على حافة العراق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي ادت الى تراجع كبير في الخدمات وكذلك انحسار الثقافة تقريبا والتي ولدت صفا معارض يحمل صفة المذهب وهو الحالة الثقافية الوحيده التي يمارسون حياتهم ضمنها ولا سيما ان معتنقيها توارثوا العذابات عبر التاريخ.. اما شركائنا الاساسين الاخرين الكورد فلقد ذاقوا العذاب المر بكل معانيه. فمن اسلوب التهجير في فترة العثماني المحتل وصلب رموزهم الاجتماعية والوطنية، الى ضرب ثورة الشيخ المبجل محمود الحفيد والى العمليات العسكرية ابان الحكم الملكي وقصف قراهم بالطائرات البريطانية، ومن ثم الطائرات العراقية والحركات العسكرية التي قاد قسما منها عبد الكريم قاسم قبل قيام الجمهورية والتي بدات معهم صفحة جديدة بعد اعلانها، لكنها سرعان ما انقلبت ضدهم مما ادى الى قيام ثورة ايلول التي استمرت بنظري حتى سقوط النظام الصدامي كان لهم سفر طويل ملي بالتضحيات،والشهادات معروفة في هذا المجال لان وسائل الاعلام قد غطتها بشكل جيد.
ونتيجة لسياسة الانظمة المستبده ذات الفكر القومي الصرف حصل تقارب بين اهلنا السنة لا على اساس انتمائهم السني ولكن على اساس انتمائهم القومي العربي الذي تهيمن عليه قيادات عربية سنية ذات فكر ازدواجي ضعيف متشتت ضبابي لم تستطيع ان تفكر بمواطنتها بل فكرت بمذهبها وقوميتها والغت الشريك الاخر الذي تجمعه مواطنته معها لا بل راحت تحاربه وتظطهده في اغلب الاحيان وتصادر حقوقه وتلغي معتقداته وقيمه المذهبية والقومية وتنعت ثقافته بالاجنبية او الدخيله، واتضحت نتيجة ممارساته الخاطئة الان بعد التغيير وبات سنة العراق تحديدا يدفعون الدين القومي وحدهم نيابة عن العروبة وصاروا يتمسكون الان بالمشروع الوطني بعد ما شطب مفهوم المواطنة من ذاكرتهم لايمانهم حاليا ان مشروعهم مشروع الوحدة العربية الحلم لم ولن يتحقق في ظل التحديات الراهنة.
واما في الجانب الاخر ان اخوتنا الشيعة تنفسوا الصعداء واصبحوا هم من يمسك بزمام الامور الان واتضحت نشاطاتهم من خلال سياستهم المستعجلة التي ادت الى زياده فيlaquo;عدم المساواةraquo; بين العراقيين مكررين نفس الخطا السابق الذي مارسته الانظمة السابقة معهم مما ادى الى بروز صراع يومي طال كل شيء.والان وبعد اعلان نتائج الانتخابات وبداية تشكيل الحكومة المنتخبة والتي امامها مهام جسيمة وكبيرة ينتظرها العراقيين بمجملهم، ينبغي علينا التفاهم والاتفاق والاقتناع بتنوعنا المتناغم والجميل ووضع اسس جديدة لعراق جديد تحترم فيه الثقافات المتنوعة والخصوصيات والسمات التي تلف اهله، ان تحقيق هذا الامر يتطلب بالضرورة تنسيق الجهود السياسية من اجل الوصول الى نوع من التوافق والاقتناع والاتفاق على تجاوز الماضي المؤلم الطويل المتوغل في عمق التأريخ العراقي واعتماد مبدا الاعتذار قبل التسامح واشاعته وجعله نهجا وطنيا كما
يجب التخلص من كل اوجه التبعية الاقليمية تماما لاننا اذا قرانا التاريخ سنجد ان العراقيين لم يختلفوا بينهم من تلقاء انفسهم واغلب اختلافاتهم كانت بفعل عامل تبعي اقليمي وهذا ينطبق على كل جيران العراق بلا استثناء ان تخطي الواقع الراهن يحتاج لتثبيت توجهات واضحة وشجاعة للمستقبل العراقي وان يتم ذلك بعيدا عن اية سياسة ترمي الى اذلال الآخر او استغلال نقاط ضعفه وانما اقامة علاقات في اطار التكامل الوطني السياسي والاقتصادي و الفكري والروحاني مما يكون مصدر اثراء لجميع الاطراف.


ثامر الدليمي
[email protected]