مداخلة على هامش مقال السيد الشابندر 2


-2-

اي هوية، هي تنظيم تكافلي إجتماعي بين افراد يجمعهم مشترك واحد، مشترك عملي، مطلبي، ثقافي، سياسي أو حتى مطلب تجاري كالشركات وغيرها. لا فرق ابدا بين فريق كرة القدم أو الحزب السياسي أو الفرقة الدينية لجهة التأسيس الأول، يبقى تطور حركة الفرقة أو الفريق والقدرة على كسب الأنصار والقوة والتحول إلى عصبة مؤثرة وهذا يعتمد على ظروف كثيرة يلعب فيها الفرد الكاريزمي ( الرسول محمد، الإمام علي، إسماعيل الصفوي، بن لادن، نصر الله، هتلر، ستالين، عبد الناصر، صدام حسين...الخ )، يلعبون الدور الجليل في تثبيت دعائم الفرقة أو الحزب او الطائفة.
تحثنا في الجزء الأول عن الهويات الثانوية التي تُقزم احيانا الهويات الأكبر، الوطنية، القومية، الإنسانية
وفصلنا الحديث عن الهوية القبلية والطائفية كنماذج للهويات الصغرى.
وقلنا أن تبني اي هوية، صغيرة كانت او كبيرة، هو نتاج التحديات التي تتعرض لها مجموعة بشرية ونتاج تطور الوعي لدى الناس في هذه المجموعة أو تلك، ونتاج التقدم العمراني والمعرفي في وطن تلك القبيلة أو الطائفة أو الإثنية.
وتحدثنا عن قبائل صارت امما، وطوائف صارت دولا وووو، وتحدثنا عن التداخل بين الجزئي والعام وكيف يمكن للعام أن يؤثر على الجزئي فيرقى به، وكيف يمكن في بعض المراحل للجزئي أن يفسد العام.
هناك امثلة هامة من التاريخ اود أن اوردها هنا:
قريش.. قبيلة الرسول والأثيرة لديه والتي نص كثيرا على فضلها على كل العرب وعلى ان قريش اشرف القبائل وناسها اشرف الناس، ومن قريش تفردت هاشم بأنها الأشرف من الشريف ذاته لأن منها محمد.
قريشٌ هذه تمددت افقيا حتى بلغت الهند والصين وووو، ماذا حصل لاحقا... حصل أن القبيلة صارت امة، امة عريضة فسيحة لها ثقلها في حركة التاريخ الإنساني.
قريش بعد مائة عام أو مائتين لم تعد ذات قريش بل صارت امة، وصار العرب امة كبيرة وتمازجت القبائل ببعضها وأنشغل الناس عن البحث في اشجار العوائل، إلى ما هو اهم وهو تطوير الوعي وتنمية القوة والسيطرة على الأوطان والإرتقاء بالعلوم.
ما عاد العرب بدوا يجلسون في الخيام يقلبون أوراق الماضي ويتحدثون عن اجدادهم الذين كانوا يتحاربون من اجل الكلأ.
القبيلة ارتقت إلى امة، والأمة لاحقا ذابت في هوية اكبر اسمها الأمة الإسلامية، وكان لهذا مفاعيله الإيجابية والسلبية طبعا.
وكان يمكن في اي مرحلة ضبط الإيقاع بحيث لا تذوب الأمة في الأمم الأخرى ولا تنفصل عنها، إنما هذا هو الذي حصل.
هنا... لعب العامل الفردي (خلفاء بني العباس الضعفاء) دورهم في سقوط الأمة العربية ( ذات البعد القومي والجذر القبلي ) في فخ الآخر، الأجنبي الذي أسلم ثم استولى على كعكة الحكم من استاذه وسيده ومعلمه، جميع هذا تأسس على اساس الآيديولوجيا، الدين الذي ولد عربيا، بل قرشيا، ثم ادخل الآخرين على ضوء مقولة ( لا فضل لعربي على اعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بالتقوى ) (ويعلم الله وحده كيف اتساوى مع الآخر والتقوى في القلب ولا احد يمكن أن يكشفها).
هذا مثل عن قبيلة تحولت إلى امة بفضل الشروط الموضوعية ونمو الوعي وارتقاء الأمكانات المادية.
وهناك امم هبطت إلى فخ القبيلة والطائفة والأسرة، وصارت الأمة كلها مطية العصبة الصغيرة أو الهوية الإثنية الصغيرة.
الدكتاتور الفقير فكريا وعصبته القبلية والطائفية، بمقدوره أن يبتلع ويطوع الأمة الأكبر ويهبط بها إلى كهف قبيلته أو طائفته، ثم يحبسها هناك.
عشرات الدويلات نشأت في طول وعرض العالم الإسلامي إبان فترات ضعف الإمبراطورية العباسية، عشرات بل ومئات الدويلات التي نازعت المركز في بغداد على السلطة والثروة حين رأته يضعف ويوشك على الإنهيار بسبب الطغيان والفساد وفجاجة الوعي.
وحين ضعفت الأمة الفسيحة بسبب كثرة عللها وأمراضها، وجد الناس هنا وهناك أن عليهم أن يتخلوا عن هذا المشترك العريض الذي اسمه الإسلام بنسخته الأصلية المحمدية ( بما دخل عليها لاحقا من اضافات وتعقيدات وسفاسف )، وأن يتجهوا مجددا للبحث عن هويات اصغر أو بالأحرى إستذكار أن لهم هويات اخرى اصغر.
هذا الأمر طبيعي جدا جدا ومتوقع وقابل للحصول دوما وهو يحصل في يومنا هذا وللناس الحق كل الحق في تبنيه بسبب إختناق الوعاء الأكبر، تعفنه، عجزه عن ضم عناصره والحفاظ عليها بأمانة، عجزه عن المحافظة على وهج الوعي السابق الكبير الفسيح الرحب بآماله ووعوده العتيقة الجميلة..!
حسنا... عملية الإنتقال من هوية أصغر إلى هوية اكبر، أو ذوبان الأصغر في الأكبر أو العكس هروب الأصغر من الأكبر أو إفساده للأكبر وتقزيمه له، جميع هذا عمليات إجتماعية تاريخية ذات ابعاد إقتصادية وثقافية ودفاعية.
في قناعتي، المجموع شاءوا ام ابوا هم لسان حال الفرد الواحد منهم، وعي الفرد الواحد ينعكس على وعي المجموع، تكرر حالة وتأثير الأفراد في المجموع وفي هرم القيادة لهذا المجموع، يفضي بالنتيجة إلى أن يتأثر المجموع وهرم السلطة ( شيخ القبيلة أو شيخ الطائفة أو عميد الأمة ) يتأثر بطبول الخوف والعوز والتصحر والإفلاس التي تتردد في جنبات قلوب الأفراد ( الأفراد الذين هم مادة هذه الهوية ).
ويأتي التغيير... يأتي الإنقلاب سريعا، من حالة إلى أخرى، تماما كتحول الطاقة من شكل من اشكالها إلى شكل آخر بفضل العامل الذاتي للطاقة وبفضل حركتها في الخارج وبفضل وجود عامل مساعد من الخارج.
عقول الأفراد تلتقي في عقل جمعي يتبادل افراده الهمس تلباثيا أو خلال جلساتهم المشتركة، ثم يبرز للأفق العقلي بصيص حلم قديم لهوية أخرى يجب تأسيسها، وتلعب الظروف الخارجية دور العامل المساعد في تنشيط دورة إعادة الإنتماء.
القبيلة تتحول إلى امة، الأمة تنتكس إلى قبيلة، الدين يتشظى إلى طوائف، الطوائف تتجاوز تطيفها وتعود إلى دينها أو أمتها وهلم جرا....!

-2-

كيف تتشكل الهوية

اي هوية، هي تنظيم تكافلي إجتماعي بين افراد يجمعهم مشترك واحد، مشترك عملي، مطلبي، ثقافي، سياسي أو حتى مطلب تجاري كالشركات وغيرها. لا فرق ابدا بين فريق كرة القدم أو الحزب السياسي أو الفرقة الدينية لجهة التأسيس الأول، يبقى تطور حركة الفرقة أو الفريق والقدرة على كسب الأنصار والقوة والتحول إلى عصبة مؤثرة وهذا يعتمد على ظروف كثيرة يلعب فيها الفرد الكاريزمي ( الرسول محمد، الإمام علي، إسماعيل الصفوي، بن لادن، نصر الله، هتلر، ستالين، عبد الناصر، صدام حسين...الخ )، يلعبون الدور الجليل في تثبيت دعائم الفرقة أو الحزب او الطائفة.
ثم تلعب الظروف الخارجية ومدى نضوجها لتدعيم هذه الفرقة أو تلك، تلعب دورا حاسما في الإرتقاء بحاضر هذه الفرقة نحو وضع اكثر إشراقا وقد يتم تدعيم هذا الإشراق بقدر من القداسة ( كما هو الحال في الفرقة الشيعية أو بعض الفرق الدينية الأخرى التي تعتمد الأسطورة وشهادة هذا الرمز أو ذاك ووو، كأعمدة تستند عليها الفرقة في تشكيل حضورها في الوعي الجمعي للأنصار ).
لو نقبنا في جذور الكثير من الفرق والطوائف والهويات الثقافية لوجدنا سخفا كبيرا وكذبا كبيرا وبلاهة لا تصدق في بدايات التكوين، لكن بعد مائة أو الف سنة تتحول هذه الفرقة أو تلك إلى قوة جبارة عريضة خصوصا عندما ترتدي رداءٍ سياسيا وإقتصاديا وتصبح بقرة مقدسة تؤتي مليارات الدولارات خمسا وزكاة وسلطة حكومية على دولة أو جملة دول...!
كان هذا حال دولة قريش التي درت على بنو هاشم وبنو امية خيرا كبيرا، إذ كان ريع فارس ومصر وغيرها والذي يرد إلى دار الخليفة في مكة، كان خيرا ما حلم به ولا حتى اباطرة فارس والقسطنيطينية وفراعنة مصر ايام عزّهم.
وهذا ذاته حال اشياخ الشيعة في إيران والعراق ولبنان والذين يردهم من الخمس كل عام ملايين عديدة من الدولارات حتى وهم لم يكونوا يملكون دولة، وهذا هو عنصر القوة في تلك الطائفة السياسية ndash; الدينية، الثروة والمال والسيطرة السياسية الكبيرة على الأتباع....!
تماما كما أن تشكيل فرق كرة القدم أو فرق التمثيل مربحا للمولين من تجار الفن والرياضة، نجد أن تشكيل الفرق السياسية أو الطائفية مربح غاية الربح للزعماء الممولين لتلك الفرق والطوائف.
ولهذا نرى السيد نصر الله، وقبله بن لادن، يجدون تمويلا ملياريا كبيرا من إيران واشياخ البترول في الخليج وغيرها، والغرض النهائي هو السلطة السياسية وما يمكن أن تعود به تلك السلطة لاحقا من ارباح للممولين...!
لكن لا نصر الله ولا بن لادن مؤسسين اوائل لفرقهم، بل هم مستثمرين في فرق قديمة، لأن تشكيل فرق جديدة غير مربح كما هو مربح إعتماد الفرق القديمة التي اكتسبت سلطة سيكولوجية على العقول بفضل قدمها وحجم ما امتلكت من ترهات وأساطير وتاريخ يقولون عنه أنه مجيد ويعلم الله وحده حجم الصدق من الكذب في هذا الذي وصلنا عن تلك الفرق وتاريخها وشخوصها وأحداثها.
ربما يتساءل هنا بعض الناقدين، كيف تعتبر فريق كرة القدم أو الشركة التجارية مثل الفرقة الدينية أو الحزب السياسي؟
وجوابي، وما الفرق إذا كان لكل تجمع أو تنظيم هدف نهائي من قبيل الفوز في مباريات كرة القدم أو الفوز بالسلطة هنا أو هناك أو الفوز بالجنة ورضا الأشياخ الموتى الذين تركوا لأهل الفرقة ما تركوا من ارث ثقافي وتعليمي يمكن أن يوصلهم إلى الهدف الأخروي وهو الجنة والهدف الدنيوي وهو تطبيق تعاليم الأشياخ في السلوك والمعاملات وسياسة الناس على اساس ذات التعاليم لأخذهم جميعا صوب الجنة؟
هناك دوما اهداف، وهذا حال كل الفرق أو التجمعات، من النقابة الطلابية أو إتحاد المرأة إلى الطائفة الدينية أو الحزب السياسي.
أما الشكل الأقدم من اشكال التجمع، وهو الدم والرابطة القبلية فهذا امر يعود إلى فجر التاريخ البشري وهو الآن ضيق النطاق ولا وجود له إلا في بعض الدول المتخلفة أو الدول الراقية وبالذات الدول الديموقراطية التي تحكم بالدستور ويكون الملك او الأمير شخصية دستورية عامة تملك ولا تحكم ( اي لا يحل ولا يربط ابدا مثل ملوك اسكندنافيا أو بريطانيا ).
بالمناسبة هناك فرق دينية نشأت قبل فترة أو بالكثير قبل قرن من الزمان ووجدت دعما غير محدود من المستثمرين الإنجليز كفرقة القاديانية، أو البهائية أو الفرق التي خرجت في امريكا واوربا قبل بضع عشرات من السنين ولم تجد فرصا اكبر للإستمرار وبعضها لا زال يراوح مكانه.
ونضيف مجددا أن أي هوية قديمة أو حديثة، كبيرة أو صغيرة، هي تشكيل تنظيمي ذو اغراض إستثمارية أو سياسية أو اخلاقية أو فلسفية.
وتلك الأشكال من التجمعات التنظيمية تنشأ من فرد أو مجموعة افراد ثم تتسع وتكبر وتساهم الظروف الخارجية والتحديات والحاجات الوجودية للناس ووجود فراغ سياسي أو فكري في هذه المرحلة أو تلك وفي هذا المكان أو ذاك، يسهم في الإرتقاء بالهوية حتى تغدو دولة أو أمّة وهلم جرا.
وطبعا نشأت دول إسلامية عديدة عبر التاريخ بهوية سلفية خالصة أو بهوية شيعية أو زيدية أو اباضية أو أو أو...، تماما كما نشأت دولٌ شيوعية أو نازية أو فاشية.
مهم جدا..جدا...جدا على المثقفين بالذات أن يفضحوا زيف الآيديدولوجيات، بدءا من خلال وضعها في هذا الإطار السليم الصحيح الذي وضعته اعلاه، وهو أن الطائفة كما اي حزب أو تنظيم آخر، هي بالمحصلة تجمع بشري إستثماري لغرض إشباع حاجات وتلبية متطلبات وتوفير خيمة للأمان للأعضاء، أما اوهام القداسة التي يراد منها أن تميز هذا التنظيم عن ذاك، فتلك يجب أن تفضح لأنها في الغالب الأعم قداسة زائفة....!
لكن... تبقى الهوية واقع موجود ( ولا نقول حقيقة ) وتبقى مسؤولية الناس وبالذات المفكرين، أن يشثبوا تلك الهوية ويفرزوا الغث من السمين فيها، من اجلها هي ذاتها ومن اجل ناسها وأتباعها ومن اجل الإرتقاء بها لسمتويات أعلى من الوجود ولتلبية مهام ومسؤوليات وواجبات اكبر.

الهويتان الشيعية والسنية ومستقبلهما الدنيوي

الهوية الشيعية كما الهوية السنية، هما كأي هوية أخرى، كيانات آيديولوجية سياسية إستثمارية دفاعية تؤمن للأتباع ما تؤمنه اي آيديولوجيا أو تنظيم آخر، اي تؤمن الأمان النفسي والإحساس بالقيمة والإحساس بوجود مهمة وواجب وتكليف ينبغي أن ينفذ لتعزيز الشعور بالتوازن السيكولوجي والروحي.
هذان الكيانان لهما اليوم قصب السبق في التأثير في حياتنا الراهنة بسبب وجود حاجة ملحة لهما في ظل الظروف السياسية والإقتصادية المتميزة وفي ظل الهجمة الخارجية وعجزنا عن تحقيق الإصلاح السياسي والتعايش مع العالم الخارجي تعايشا سلميا هادئا و... إنسانيا.
كلتا هاتان الهويتان ستأخذان من التاريخ والزمن وأعمارنا حصتيهما ثم ترحلان لتخمدان لألف أو الفين من السنين ثم قد تعودان عندما تتغير ظروف الحياة وتجد الحاجة لهما ( أو لغيرهما ).
وإذ نقول تخمدان فإننا لا نعني لا سمح الله أنهما ستنتهيان، إنما أن تعودان لوظيفتهما الأساسية السماوية الروحية، لا الأرضية السياسية.
الفيصل في علو قامة هذه الهوية أو تلك ( سياسية كانت أو دينية ) هو الحاجة التاريخية لها في هذه المرحلة أو تلك من مراحل حياة البشر.
أما جدية تلبية هذه الهوية أو تلك لحاجات البشر للحماية والأمن والرزق فهذا يعتمد على التطبيق حسب.
اعط اي هوية فرصة العيش ورافبها كيف تعمل... لو إنها نجحت في إشباع حاجات الناس الواقعية الحقيقية فهي إذن ناجحة وتستحق البقاء أما إن فشلت فإنها لا تستحق العيش.
لقد جرب الناس الإسلام السياسي كسلطة ودولة، في بلدان كثيرة ورأوا انه غير قادر على كفالة عيش دنيوي سليم متطور مقنع، وجرب الشيعة في إيران إداء الحكومة الإيرانية وهي إسلامية ورأوا أنهم لم ينتفعوا من هذه الجمهورية الثورية بشيء وها هو الشعب الإيراني يعيش في ضنك بينما ثرواته تذهب لإنتاج القنبلة النووية أو لدعم حزب الله وغيره.
على اية حال لكل هوية الحق في أن تجرب حالها على ارض الواقع، وقطعا من الخير والأفضل للهويات التي لا ترتبط بالأرض إلا قليلا، من الأفضل لها أن تظل متعلقة بالسماء وتترك الأرض لأهل الأرض، وهذا هو حال الهويات الطائفية والدينية عامة.
نذكر في هذا المقام قول المسيح حين جاءه اليهود مطالبين بإقامة مملكة الله لهم إذ قال :
( أيها الناس، مملكتي في السماء وليس هنا على هذه الأرض ).
لقد صدق الجميل يسوع... مملكة الأرض لأهل الأرض ومملكة الله في السماء..!

في الجزء الثالث والأخير نتحدث عن صراع الهوية تحت خيمة الوطن الواحد وفي قلب الفرد ذاته.
الهوية السنية أو الشيعية أو المسيحية في بلد له هوية رئيسية عامة وهي المواطنة.
وللحديث صلة.

كامل السعدون
النرويج

اشكالية الهوية الثانوية 1