في البداية وفي النهاية لا يستطيع أي منا إلاّ أن يصرح ويقر ويعترف أن للبتراء في قلب كل أردني بصفة خاصة وفي قلب كل من زارها أو سمع عنها أو رءآها في الحقيقة أو في صورة أوحتى في المنام، في قلب كل واحد من هؤلاء للبتراء منه نصيب كبير.
دخول البتراء مسابقة عجائب الدنيا بحد ذاته إنجاز، وبحد ذاته إعتراف بها وبعظمة السواعد التي نحتت الصخر والتي نقشت فيه صورة خالدة لقدرة الإنسان الأردني وإرادته، وفي الوقت ذاته فإن دخول البتراء في المسابقة عينها هو ظلم كبير لها من باب أن القواعد المحددة لإختيار الأعجوبة الثامنة في العالم ليست بعادلة لأنها في الحقيقة وعبر ما هو مرسوم، تضع سدا منيعا أمام قدرة كل من ذكرتهم آنفا مجتمعين ومنفردين باختيار البتراء كإحدى عجائب الدنيا،لأن اسلوب المشاركة في الإختيار يتطلب من كل محب ومعجب لأي من العجائب المدرجة على جدول المنافسة أن يصوت له عبر الإتصال الهاتفي ( بأرقام محددة )!! وهذا غير منصف حيث سيرتبط إرتباطا وثيقا بقدرة هذا أو ذاك المادية و بعدد هؤلاء أو أولائك المعجبين، بل سيرتبط أيضا بتفوق أطراف أخرى من الذين يدعمون غير البتراء على محبي البتراء بمجالات مختلفة. مما يحد من قدرتنا بالتغلب على عشاق تمثال الحرية في نييويورك مثلا، أو مغرمي برج إيفل الفرنسي أو على مئات الملايين التي لن تتخلى عن تاج محل في الهند، أوسور الصين العظيم...إلخ.
لو كان الأسلوب غير ما هو عليه، ولم يكن يشوبه أية شائبة أو شبهة تجارية، ولو كان الإختيار مبنيا على أمور إنسانية مهنية تاريخية بحتة وتحمل فعلا لا قولا التقدير لمن ساهموا في بناء الحضارة المعمارية الإنسانية، لكان كل ما هو مدرج من أعمال على قائمة المنافسة يضاف فورا وفعلا إلى عجائب الدنيا السبع، دون انتظار لتصويت لا يحقق العدالة.
وفروا فلوس الأردنيين، وفلوس أحباب وعشاق البتراء. ولا تظلموا البتراء لأنها وضمن معطيات المسابقة لن تنجح بالتفوق على quot; منافساتها quot;، فنحن لسنا أمام برنامج سوبر ستار، أو ستار أكديمي... والبتراء ليست كرزون.


د. يوسف الفقهاء