راد يكحلها. عماها. مثل عراقي يقال في الذي يريد تبريئة نفسه من ذنب إقترفه فيقول ما يزيد طينته بلة...
وهكذا بالضبط فعل صدام في الجلسة الأخيرة من محاكمته مع أعنوانه. أما أخوه برزان فحدث ولا حرج , فبهذيانه وهيستيرته, أخذ يكشف للجمهور الضاحك على حركاته الكوميدية داخل (القفص) ما مدفون في طيات الوثائق التي تثبت جرائمه بالصوت والصورة. !!..
صدام يحاول جاهداً عدم الإنجرار إلى الدفاع عن نفسه كما أخوه ( المريض) المستهتر, أمام شهادات ضحايا حكمه خوفاً من فلتات اللسان التي توثقها كامرات التسجيل إذا ما غابت عن سماع القضاة لذلك يحاول أن يلقي خطباً سياسية بعيدة عن سياق القضية إعتقاداً منه بأنها ستجعل مرتزقته الإرهابيين خارج قاعة المحكمة أن يخططوا لتخليصه من العقاب الذي ينتظره قبل فوات الأوان!!
بالأمس وحينما حاول تبريئة ساحة سكرتيره الأول حامد يوسف حمادي. وقع الرئيس (الذكي) في مطب الأعتراف بدكتاتوريته وبأنه كان رئيس منطقة ( العوجة ) التكريتية وليس العراق وشعبه كما يتبجح في تخرصاته. حين أكد ما قاله سكرتيره بأنه كان مسؤولاً فقط عن البروتكولات الرئاسية وتنظيم لقاءآته الأسبوعية مع أفراد الشعب للوقوف على طلباتهم. وأضاف. و (هنا الطامة الكبرى الذي أوقع نفسه فيها ليضفي على اقاويل شرفاء العراق صفة الحقيقة, بأنه إستغل منصبه كرئيس للجمهورية العراقية لخدمة أفراد عائلته وحاشيته وأبناء عمومته في قرية ( العوجة التكريتية ) دون الشعب العراقي الذي يدعي تمثيله له زوراً وبهتاناً , ليأكل من على رأس الجهلة والسذج. العرب والمسلمين الحلاوة ). إذ قال/ وهناك يوم معين في الأسبوع للقاء أهلي. أهل العوجة لتلبية أحتياجاتهم. هذا يريد يتزوج وذاك يريد سيارة وآخر يطلب العلاج و واحد يريد ( فلوس ).
ذاك ما ذكره الذي وضع يده فوق رأسه أمس داخل ( القفص ) قائلاً / كل الشعب العراقي أخليهم فوكَ راسي !
سيادته لم يفصح لنا عن طبيعة مطالب بقية أبناء الشعب من غير (عوجته) الذين كان يستقبلهم.. ألم تكن كلها رجاء منه وتوسل به لمعرفة مصير أبنائهم الذين غُيبوا عنهم من فترات بعيدة ولا يعرفون شيئاً عن مصائرهم ؟؟؟ وأستعدادهم لدفع المبالغ الطائلة لإطلاق سراحههم إن كانوا على قيد الحياة. أليست واقعة شيوخ الدليم صحيحة حين ذهبوا أليه راجين منه إطلاق سراح إبنهم الجنرال ( مظلوم ) ووعدهم خيراً وفي اليوم التالي بعثه اليهم. جثة ممزقة ومشوهة بفعل نمور وأسود , أحد ولديه المدللين. عُدي. مرفقاً معها أمر من طاغوتيته بعدم إقامة مراسيم العزاء له ؟؟؟ !!!.
قبل الإنتهاء. لا بد لي الإشارة إلى إعتراف ( الذكي ) بدكتاتوريته ومخابراتية نظامه وأن كل الجرائم التي اٌقترفت في عهده المظلم يتحمل هو وزرها بنسفه من الأساس كل مداخلاته السابقة النافية لشهادات وشكاوى أهالي الدجيل. وكذلك ما يجد في القضايا القادمة من أنه لم يكن مسؤولاً عن ماجرى لضحاياه من تهجير وإبادة وجرف البساتين. وهو الذي قال بالصوت والصورة داخل المحكمة. مفتخراً ومزهوراً لم يتجرأ أحد في زمني أن يتخذ قراراً واحداً من عنده دون طلبي منه مهما كانت درجة مسؤولياته عالية. حتى هذا طه ياسين رمضان لم أدعه يفعل شيئاً دون رغبتي !!. كذلك قرارات مجلس (قيادة الثورة ) كنت أتخذها لوحدي / أي بدون إستشارة أحد من أعضائه الطراطرة /. والمراسلات التي جرت بينه وبين أجهزته الأمنية كانت لا أحد يعرف بخفاياها غيره ورؤوسائها فقط !!!!! وكلكم سمع منه كيف كان ( يطمغ وعلى الآخر أيضاً ) كل جوانب المضاريف كي يطمئن على عدم فتححها , حتى من قبل سكرتيره الخاص !!.
هنا برز سؤآل في ذهني للسادة القضاة
ما قاله صدام داخل المحكمة مفتخراً بفردية سلطته.( وكم من مرة إتهم الشهيد عبدالكريم قاسم بها )
ألا يحق لأعوانه الآن إتخاذه كصك ووثيقة براءة لأفعالهم ؟؟؟
ألم أقل لكم. أن المسكين أراد أن يكحلها لكنه عماها ؟


حسن أسد