أفاقت اليوم سامراء على دوي الانفجارات التي أستهدفت مقدساتها الدينية والتاريخية المتمثلة في مرقدي الامام على الهادي والامام حسن العسكري وقد سبق هذه الجريمة، جريمة أخرى قبل عدة أشهر طال فيها القصف العشوائي ملوية سامراء التاريخية مثلها مثل العديد من المعالم التاريخية التي أستهدفها الارهابين أعداء الحضارة والمدنية، الذين لازالوا يراهنون على أشعال الحرب الطائفية وتمزيق الوحدة الوطنية وأفشال العملية السياسية، وهم ماضون في تنفيذ مخططاتهم القذرة للاشعال نار الحرب الاهلية مستهدفين كل ماهو مقدس وعزيز لدى العراقين أبتدا بالجرائم البشعة ضد الانسان العراقي والتي بلغ عدد ضحاياها بمئات الالاف من المدنين بين شهيد وجريح ونساء أرامل وأطفال أيتام ومؤوسسات وبنى تحتية وأماكن أثرية مخربة ومهدمة، وكذالك أعتداءات وتفجيرات للكنائس والمعابد والاديرة لزعزعت الاستقرار والسلم الاهلي وأشعال الحرب الاهلية بين المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيدية وغيرهما من الديانات والطوائف التي عاشت جنب الى جنب منذ مئات السنين بمحبة وسلام مجسدة التنوع الاجتماعي والعرقي للمجتمع العراقي، ولم يبخلوا هولاء القتلة الذين تدعمهم المخابرات الاجنبية بجهدا يألوا للاشعال نار الحرب الاهلية بين العرب والكرد وبين القوى السياسية العيراقية، فهم يعملون ليلا نهار من خلال أبواق الدعاية البعثوا سلفية والزقاوية والاسلاموية والقومجية ومن لف لفهم لتحويل العراق الى خرائب وأنقاض من خلال نشاطهم وتحركاتهم في العتمة كخفافيش الظلام مواصلين نهج الديكتاتورية البائد والظالم والعنصري والطائفي الذي يشكل وصمة عار في جبينهم وجبين سادتهم من منظري الفكر الظلامي والتكفيري السلفي.
ولم تمضي ساعات قليلة على هذه الجريمة النكراء حتى جاءت ردود الافعال المستنكرة والمستهجنة من قبل جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والسياسية المختلفته التي نددة بهذه الاعمال الجبانة التي تعبر عن مدى عزلة أصحابها الذين أفزعهم نجاح العملية السياسية بالرغم من الشوائب التي رافقتها، وأفقدتهم صوابهم الجهود المتواصلة لكل القوى الاجتماعية والسياسية العراقية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والشراكة السياسية التي نزعت عنهم ورقة التوت التي ظلوا يتسترون بها خافين خلفها أفكارهم الطائفية العفنة التي تصدى لها أبناء شعبنا وفوتوا عليهم الكثير من الفرص التي كانوا يتحينونها من قبل لضرب الوحدة الوطنية في الصميم كما في البصرة و الاعظمية والكاظمية والحلة والموصل وديالى والنجف وكربلاء وكركوك والسليمانية وأربيل وغيرهما من المدن العيراقية.
وهولاء يحاولون اليوم مرة أخرى كمدمنين الرهانات، وقد خسروا رهانهم بعد الموقف الوطني الواضح للمرجعيات الدينية والاجتماعية والسياسية الداعية الى تفويت الفرصة على الارهابين في تحريم القتل والثائر ومعالجة أثار هذه الجريمة بمزيد من التماسك والوحدة الوطنية وترك القانون لياخذ مجراه ليضرب بيد من حديد على أيدي القتلة من الارهابين المجرمين في فرق الموت والتكفرين الذين يقتلون العراقين على الاسم والهوية.
ماجد لفته العبيدي
التعليقات