منذ أن رأيتها على شاشات القنوات الفضائية في اليوم الاول لسقوط النظام الديكتاتوري في ساحة الفردوس،اليوم التاريخي الذي أحتشد فيه العراقيون لإزاحة الصنم، أدركت أن هذه الفتاة تحمل روحها على كفيها بروح صحفية شجاعة وحقيقية، كانت أطوار من الصحفيين القلائل الذين توجهوا الى ساحة الفردوس في ذلك اليوم.
عرفتها من قبل صحفية نشيطة تحمل بصمة مميزة فيما ماتكتب، وشاعرة متوقدة حيث عملنا معا في ( مجلة الف باء ) كانت الشهيدة دمثة الخلق، رقيقة الطباع، تأتي كالنسمة الصباحية ملقية تحيتها علينا بأدب جم تحمل بين يديها تحقيقاتها الصحفية الرصينة، كانت أخر مرة التقيتها في أواخر التسعينات قبل مغادرتي العراق، كنت منزوية في مكتبي أبكي أخي الذي أستشهد أثناء القصف الامريكي على بغداد أيام ولاية الرئيس الامريكي كلنتون حيث سقط أحد الصواريخ على منزل عائلتي، كانت الشهيدة أطوار والزميلة العزيزة فردوس العبادي مسؤولة قسم فنون أنذاك تحاولان المواساة والتخفيف عني، كانت المغدورة الشهيدة أطوار تبادلني الحزن وتربت على كتفي برقتها المعهودة وتلتمع في عينيها الجميلتين الدموع.
بعد ذلك غادرت العراق، صرت أتابع أطوار بهجت السامرائي من خلال قناة الجزيرة بتقاريرها الساخنة من مواقع الاحداث الملتهبة، وعندما تقاطعت القناة مع مبادئها وقيمها الاخلاقية والوطنية وذلك عندما أساءت الى المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني،أعلنت أحتجاجها عللى الملأ وقدمت أستقالتها،وهكذا أثبتت بموقفها الجريء هذا أنها صحفية من طراز راق، ثم ألتحقت بقناة العربية من أجل أظهار حقيقة مايجري على أرض العراق، لكنها كانت هدفا للتكفيرين والارهابيين لاغتيال زهرة شبابها وهو ماحدث مساء يوم الأربعاء 22 ـ 2 ـ 2006 حيث خُطفت في سامراء
ثم قُتلت من قبل التكفيرين الذين قاموا بتفجير المرقدين الشريفين، أغتيلت وهي تؤدي واجبها في تغطية الحدث الكبير الذي أهتزت له الضمائر الشريفة وأستنكره العالم أجمع.
ذهبت أطوار الى مدينتها سامراء لتقدم للعالم صورة حية عما حدث للمرقدين الشريفين الأمامين علي الهادي وحسن العسكري عليهما السلام، لكنهم بحقدهم الاسود وبدم بارد أغتالوها وأثنين من زملائها من قناة العربية وذلك في مدينتها سامراء التي حولها التكفيرون الى مستنقع للارهاب البغيض.
رحم الله الشهيدة أطوار وهي تتلمس طريق الحق كفراشة حلوة تحوم حول لهيب النار في عراق عصفت به رياح الحقد وأُستبيحت به الحرمات وأغتيلت كل الاشياء الجميلة.
رحم الله أطوار بهجت السامرائي وكل شهداء العراق
فاتن محمود الجابري
صحفية عراقية مقيمة في ألمانيا
[email protected]
التعليقات