حروبا ظاهرية واتفاقات باطنية ومؤامرات دولية/ الجزء الثاني
المواقف المخادعة والكاذبة وذات الوجهين لأمريكا لا تشكل صدمة كبيرة للعرب، هذه سياسة الطعن بالظهر التي اتبعتها الولايات المتحدة على اختلاف أحزابهم وفتراتهم.
ولكن المدهش حقا أن تلجا دولة تدعي الإسلام لإسرائيل، وتعبر منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتبيع كل القيم وكل الشعارات الثورية والإسلامية التي رفعتها منذ قيامها،لكي تحصل على سلاح تحارب به الدول العربية والإسلامية.وان يتم كل هذا عبر مفاوضات سرية على أعلى المستويات،وعبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم إيران وتعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط إلى الغرب وعلى رأسهم إسرائيل.
تساءلوا بالولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة.
ماهو الفرق بين المعتدل والمتطرف في إيران؟
الجواب:المعتدل هو الذي يحلب البقرة الأمريكية إلى أخر قطرة.أما المتطرف فيريد أكل لحم هذه البقرة أيضا وهناك من يقولون أن المعتدل الإيراني هو متطرف نفذت ذخيرته.
لن أطيل عليكم حول هذه الفضيحة على 13 وثيقة دامغة وما خفي كان أعظم وهي موجودة كتبا وصورا ولكنني سأكتبها باختصار.
الوثيقة الأولى: هي تلكس يطلب إذنا بالسماح لطائرة من شركة (ميدلاند)البريطانية للقيام برحلة نقل أسلحة أمريكية بين تل أبيب وطهران في الرابع من حزيران ndash;يونيو 1981 ومن هذه الوثيقة يثبت أن الأسلحة الإسرائيلية بدأت بالوصول إلى طهران منذ بداية الحرب الإيرانية العراقية.
الوثيقة الثانية:تقع بثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي والكونيل ك.دنغام وقد وقع هذا العقد في يوليو 1981 ويتضمن بيع أسلحة إسرائيلية بقيمة 135،848،000 دولار ويحمل العقد توقيع كل من شركة (أي دي أي) التي تقع في شارع كفرول في تل أبيب ووزارة الدفاع الوطني الإسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الإيراني آنا ذاك.
الوثيقة الثالثة:هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي إلى نائب وزير الدفاع الإيراني.وفي الرسالة يشرح نمرودي أن السفن التي تحمل صناديق الأسلحة من أمستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية إلى ميناء أمستردام.
الوثيقة الرابعة:في هذه الوثيقة يطلب نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد إيماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم إلى حين وصول الأسلحة الإسرائيلية.
الوثيقة الخامسة: رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول الشروط الإيرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد إيماني وفي هذا يتضح أن أي هجوم إيراني ضد العراق لم يتحقق إلا بعد وصول شحنة من الأسلحة الإسرائيلية لإيران.
الوثيقة السادسة:رسالة سرية عاجلة تفيد بان العراق سيقترح وقف إطلاق النار خلال شهر محرم،وان العقيد إيماني يوصي بالا يرفض الايرانين فورا هذا الاقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الأسلحة الإسرائيلية.
الوثيقة السابعة:طلب رئيس الوزراء الإيراني من وزارة الدفاع وضع تقرير حول شراء الأسلحة الإسرائيلية.
الوثيقة الثامنة:وفيها يشرح العقيد إيماني في البداية المشاكل الاقتصادية والسياسية وطرق حلها ثم يشرح بان السلاح سيجري نقله من إسرائيل إلى أمستردام ثم إلى بندر عباس حيث سيصل في بداية ابريل 1982م.
الوثيقة التاسعة:هي صورة لتأشيرة الدخول الإسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطباني قريب آية الله الخميني الذي قام بزيارة إسرائيل للاجتماع بكبار المسئولين الاسرائيلين ونقل رسائل لهم من القادة الايرانين.
الوثيقة العاشرة:رسالة وججها رئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983 يحث فيها جميع الدوائر الحكومية الإيرانية لبذل أقصى جهد ممكن للحصول على أسلحة أمريكية وإسرائيلية وضيف انه على جميع الوزارات والمسئولين الأمنيين والعسكريين أن يضعوا كشفا شهريا بهذه المحاولات.
الوثيقة الحادي عشر:تلكس إلى مطار فرانكفورت هو رحلة الأربعاء التي تقوم بها طائرات إسرائيلية،وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانكفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة إلى طائرة إيرانية نفس المكان.
الوثيقة الثانية عشر:أمر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الإيرانية يطلب إزالة الاشارت الإسرائيلية عن كل الأسلحة الواردة.
الوثيقة الثالثة عشر: طلب صرف مليار و781 مليون ريال إيراني لشراء معدات عسكرية إسرائيلية عبر بريطانيا.
أم مسألة قصف إيران فالمسألة كلها لعبة سياسية فالرئيس ريغان (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سابقا)قد واجه ضغوط شديدة من قبل الشعب ومن قبل الكونجرس بعد تسرب إنباء هذه العلاقة وذلك لأنه تشجيع للإرهاب فليتك تعلم ما حدث للرئيس الأمريكي بسبب ذلك.
شاهدت من فترة فلم وثائقي أمريكي بعنوان Cover up: behind the Iran contra affair
عاطف السيلاوي
الأردن - عمان
التعليقات