لا علمانية ولا دينية... نريدها ديمقراطية

يموج المشهد السياسى المصرى بتصريحات نارية وتجاذب ومشادات وسجال بين فريقين أحدهما يؤكد على علمانية الدولة وضرورة الفصل بين الدين والدولة كما صرح رئيس الوزراء المصرى صدا لتنامى دور الإخوان المسلمين وبين تصريحات ورد من جانب الإخوان وبعض المثقفين أصحاب التوجه الدينى أمثال المفكر طارق البشرى و الدكتور محمد عمارة.


بدا كل طرف مدافعا وبشراسة عن وجهة نظره دعما لمصالح سياسية تارة أو لقناعات فكرية تارة أخرى، وحتى كتابة هذا المقال مازال السجال دائراً بصورة تصريحات وتعقيبات وتعليقات.

وما بين علمانية الدولة وتديينها أو أسلمتها يبرز طرحا مغايرا وهو دمقرطة الدولة، ان الديمقراطية هى الخيار الأمثللحل أشكالية العلمنة والتديين ما أحوجنا الى نظام ديمقراطى يقود البلاد الى العلمنة اذا إختاره الشعب حيناًأو الى التديين إذا إختاره الشعب حينا أخر.


الديمقراطية مطلب وحاجة وضرورة وحتمية لضمان تقدم المجتمع ونموه وهى الأساس قبل خطط التنمية المستدامهوخطوات الإصلاح التدريجى والسجالات والمناظرات الفكرية بين مؤيد ومعارض لعلمانية الدولة أو تديينها.


ما أحوج الوطن الى أباء مؤسسين لنظام ديمقراطى تعددى حقيقى يتم من خلاله التوافق على دستور وقوانين حاكمة يتجسد من خلالها المشروع المصرى و قيادة حقيقية للديمقراطية فى المنطقة ( ليست تفصيل امريكانى علشان الزعل).


للديمقراطية قواعد وأصول تحمي المجتمع من إستئثار فرد أو جماعة بالسلطة وفرض مشروعها ومقولتها حتى لو كانت دينيةوطالما حدث التوافق على النهج الديمقراطى والعملية الديمقراطية فالكل ملتزم بقواعد اللعبة - كما يحلو للبعض ان يطلق عليها ndash; وعليه أن يقبل بنتائجها وينصاع الى ما تصل اليه.


إن الديمقراطية هى التى ستبدد مخاوف فريق علمانية الدولة تجاه التيار الدينى لانه سيصبح مقيدا - التيار الدينى- ومحكوما بقواعد الديمقراطية التى تقوم بالأساس على فكرة التداول و العكس صحيح بالنسبة الى التيار الدينى تجاه العلمانيين فلن يحتكر أحداً المشاركة والحكمويمنعها عن غيرهفالإلتزام بالنهج والقواعد الديمقراطية مرة أخرى هى الحكم.


وعلى الرغم من تخوفى وهذا رأيى الشخصى المبدئى ( أراه غير موضوعى بما يكفى) من التيار الدينى ومدى إلتزامهم بالعملية الديمقراطية وقواعدها ndash; بدأ منتسبى حماس ينادون على السيد اسماعيل هنية ويقرنوا إسمه بحفظه الله ndash; ومن يحفظه الله فهو منزه عن الخطأ ولا مجال لمحاسبته !!! كما إعتلى المنبر لخطبة الجمعة ولا راد أيضا لكلامه !!! - الإ إننى وبموضوعية أويد إتاحة الفرصة للجميع إذا ماحدث قبول للنهج الديمقراطى و قواعد اللعبة الديمقراطية و الذى آمل ان يضعه أباء مؤسسون ndash; بدأت تتشكل ملامحهم بمصر ndash;لا هم علمانيين ولاهم دينيينهل عرفتموهم ؟


أسامة البرهامى

[email protected]