كما جرت العادة فى كل مرة تقرر فنانة مصرية لبس الحجاب.. اثار المتطرفين والمتشددين المسلمين فى مصر ضجة كبرى عقب اعلان الممثلة حنان ترك قرارها بارتداء الحجاب.
وقد تابعت ما كتب فى بعض الصحف ومواقع الانترنت الاسلامية ومن ضمنهم موقع الاخوان المسلمين فأدهشنى حقيقة ما كتبة البعض وما رددوة من هتافات وشعارات مثل اللة واكبر..واللهم ثبت ايمانها.. وتعلقيات غريبة توحى للقارىء كما لو ان الفنانة حنان ترك كانت قبل لبسها الحجاب ملحدة وكافرة وحليفة للشياطين الحمر اوالعفاريت الزرق.
وقد ادهشنى اكثر ان اقرأ فى بعض الصحف ان الفنانة حنان ترك على اثر ارتداءها الحجاب قررت الا تضع اموالها فى البنوك لانها تتعامل فى الربا ولكن لم تقل لنا الجريدة اين قررت الفنانة الاحتفاظ باموالها. وهل ستحتفظ بها تحت المرتبة مثلما كانت جدتى تفعل قبل اختراع البنوك ام انها سوف تحتفظ بها فى خزانة
الاخوان المسلمين او الجماعات الاسلامية حتى تأخذ اموالها البركات والدعوات وتصبح حلال فى حلال !!.
وقد جاء فى صحيفة اخرى معروفة بميولها للاخوان المسلمين ان الفنانة حنان بعد تحجبها اعلنت عن مشروع جديدللاطفال يهدف الى اقامة ستديو لانتاج افلام كارتونية ومجلة مصورة بهدف رفع وعى الطفل المصرى والعربى. وحقيقة لم افهم ماذا يقصدون برفع وعى الطفل المصرى او العربى.. وما العلاقة بوعى الاطفال العرب وارتداء الفنانة او المرأة الحجاب ومقاطعة الفن والبنوك؟؟
وليست هذة المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التى نجد فنانة مصرية مشهورة ترتدى الحجاب وتقوم باعتزال التمثيل او الغناء فقد فعلتها من قبل شادية وشمس البارودى وسهير البابلى وغيرهن من الفنانات المصريات. واعتقد ان الضغوط سوف تزاد اكثر واكثر على الفنانات المصريات بالتخلى عن ملابسهن العادية وارتداء الحجاب كلما زاد التطرف وارتفعت حدةالمتطرفين الاسلاميين ضد الفنانات(والفنانين ايضا) تارة بالتهديد بالقتل او تشوية وجوهن وتارة اخرى بالترغيب والاغراءات المادية التى تدفع بسخاء بمئات الالوف من الدولارات اوالدينارات او الجنيهات ثمنا لارتداء الحجاب.
ولا اعتقد اننى اذيع سرا اذا قلت ان هناك جماعات اسلامية متطرفة تعمل داخلمصر منذ عهد السادات
على تشجيع النساء المصريات على ارتداء الحجاب..وكانت تدفع مبالغ ورواتب شهرية لمن تستجيب لدعوة ارتداء الحجاب. ونتيجة الحاجة الى المال وبسبب الفقر اضطرت الكثيرات من النساء وحتى الاطفال الصغار الى ارتداء الحجاب.
اما من وقف منهن قويا صامدا امام اغراء المالوجدن انفسن امام تهديد صريح من المتطرفين والتعرض الى سبابهم ورذالتهم وبذاءتهم فى شوارع مصر وفى وسائل النقل العام واماكن العمل. ولذلك وجدت بعض النساء المصريات ان ارتداء الحجاب يبعد عنهم مضايقات لا اول او اخر لها من الجماعات الاسلامية المتطرفة.
وللاسف لم تتصدى الحكومات المصرية لنشاط هذة الجماعات رغم ما فية من مخالفات خطيرة للقانون وحقوق المرأة المصرية واعتداء صارخ على حريتها وكرانتها وانسانيتها.
اننى اود ان اؤكد على ايمانى بحرية المرأءة فى ارتداء ما تشاء سواء كان فستان او بنطلون جينز وتى شيرت او حجاب.. ولكن ما يحدث فى مصر لايدل على ان هناك حرية اختيار امام الملاين من نساء مصر وانما يدل على ان هناك تخطيط ينفذ بدقة من قبل الجماعات الاسلامية منذ عشرات السنين لاعادة المرأة المصرية الى عصور الجوارى والحريم من جديد تحت مزاعم دينية لا اساس او وجود لها..واعادة مصر كلها الى عصور الجاهلية مثلما فعل نظام طالبان فى افغانستان وادى فى نهاية المطاف الى تدمير افغانستان واحتلالها.
كلمة اخيرة اود ان اقولها لمن يهمهم الامر.. ان الايمان الصحيح ليس فى لبس الحجاب او ارتداء السراويل او اطلاق اللحى او الصراخ فى مكبرات الصوت صباحا ومساء او بناء الجوامع فى كل حارة وشارع..
وانما الايمان الصحيح هو فى العمل الجاد والابتكار والابتعاد عن الرشاوى والفساد ونظافة الشوارع واحترام القوانين ومشاعر الاخرين..
لقد تضاعف عشرات المرات عدد النساء اللواتى يرتدن الحجاب وكذلك زاد عدد الرجال الذين يلبسون السراويل والشباشب فى كل ركن من اركان مصر فهل اصبحت مصر خالية من الفساد ووالمجرمين او الخارجين على القانون؟؟
هل اصبحت مصر جنة او دولة من الملائكة واولياء اللة الصالحين ومثال طيب للدول والشعوب الاخرى الاخرى كى يحتذوا بها ويتخذوها قدوة لهم ومثال يحتذوا بة؟؟ وهل تقدمت مصر خطوة الى الامام فى ظل المغالاة فى التدين والتطرف؟؟
صبحى فؤاد
استراليا
26 مايو 2006
التعليقات