قبل نصف قرن من الزمن كانت أولى كتاباتي الصحفية في جريدة ( القاعدة ) الناطقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي، و كانت هذه الكتابات قصيرة و ساخرة في معظم الاحيان، تذكرت هذا الامر لاني اريد اليوم ان اكتب بشكل ساخر عن سياسة النفاق و التصرفات، و التحركات التي تسير عليها دولة قطر الديمقراطية ذات النظام البرلمانالمنتخب و التي تتمتع بدستور دائم...
اكتب ساخرا بعد ان أختار مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت كل من الشيخ الشاب ( المتألق نشاطا و حيوية ) عبد الله بن زايد و عمرو موسى للذهاب الى نيويورك لحضور اجتماعات مجلس الامن حول الازمة اللبنانية و عرض موقف لبنان و الجامعة العربية امام المجلس، و بعد ان تم الاختيار تدخل وزير خارجية قطر طالبا ان يكون من ضمن الوفد، فعلق وزير خارجية المغرب ساخرا من هذا الطلب قائلا : (... ).
لقد شاهد الناس السيد الوزير و هو يحاول السير امام الامين العام للامم المتحدة محاولا ابراز نفسه حتى انه تجاوز على رئيس الوفد الشيخ عبد الله حين القى كلمة الوفد العربي لان المفروض ان يلقي الكلمة هو رئيس الوفد ( يقال انه هو الذي طلب من الشيخ عبد الله ذلك!!! ).
تحاول الدبلوماسية القطرية ان تعطي اهمية خاصه لتحركاتها الدبلوماسية على المستوى العربي و الاقليمي و الدولي، فقبل اربع سنوات سافر الى العراق لاقناع صدام
بالاستقالة، ( هكذا الاعلام نشر ذلك و لكن الحقيقة ان السيد الوزير لم يجرؤ ان يطرح ذلك امام صدام )، و شد الرحال مرة اخرى و سافر الى الصين للتدخل في موضوع الطائرة الامريكية التي اجبرتها الطائرات الصينية على الهبوط... كما بادر و سافر الى باكستان لحل مشكلة داخلية خاصة...
و قبل اسابيع عتب على المجتمع الدولي لانه لم يدعى الى مؤتمر روما حول الازمة اللبنانية، و قد رد عليه وزير الخارجية السعودي بشكل دبلوماسي راق...
يبادر السيد الوزير دائما بدعوة المنظمات العربية و الاقليمية و الدولية الى عقد مؤتمراتها في الدوحة ليفتتحها سمو الامير و يلقي كلمة توجيهية حول الديمقراطيةو التداول السلمي للسلطة كما هو جار في دولته حيث فاز على والده في انتخابات حرة و ديمقراطية، و لا صح لما يقال انه ازاح والده بالقوة و اعتقل اعوانه و احالهم الى المحاكمة و اسقط الجنسية عن سبعة الاف شخص من العشائر لانهم من مؤيدي الوالد و لم يكتف بذلك و انما صادر اموالهم المنقولة و الغير منقولة و رماهم على الحدود السعودية... و في هذا السياق يقول وعاظ السلاطين في قطر : اننا نتعرض الى حملة واسعة مفبركة من الاتهامات و الاشاعات حيث يتهمون حكامنا بأن لهم علاقات تجارية (بسنس ) مع اسرئيل وان المافيا العالمية تغسل اموالها في الدوحة لقاء عمولة 50% فقط وان الحسد أكل قلوب البعض حين فاز رياضيوا قطر بالمداليات العالمية حيث ادعوا بأن هؤلاء الرياضيين هم اجانب منحوا الجنسية و دعى هؤلاء الوعاظ الى التأكد من ذلك و مقابلتهم و لكن لا تشككوا بنا حين تتفاجئون انهم لايتكلمون العربية ( ليس شرط ان من لا يتكلم العربية هو ليس عربي، و من يتكلم العربية هو عربي ).
و اخيرا، ان سياسه النفاق قد دفعت رئيس فنزويلا الى دعوتها الى عدم النفاق و قطع علاقاتها مع اسرائيل، كما دعت منظمة العفو الدولية قطر الى منع الطائرات الامريكية التي تحمل قنابل ذكية لاسرائيل هذه القنابل التي لا تخطئ الهدف...!!!.و نحمد الله سبحانه و تعالى على نعمتة عندما وصل سمو الشيخ وزير خارجية قطر سالما لى نيويورك قادما من تل أبيب و برفقة طائرتين اسرائيليتين بعد ان اجتمع مع المسؤولين الاسرائيلين لعدة ساعات، هذا هو النفاق السياسي بعينه.
رياض العطار
كاتب صحفي عضو اتحاد الكتاب السويديين
التعليقات