متى ترى الحكومة سواء كانت عراقية أو غير عراقية تراها في الأعتاب الحدودية،، تراها في سطوتها،، تراها في تنظيمها،، تراها في تعاملها،، تراها عندما ثبات وجودها،، تراها يقضة فطنة تراقب الأحداث تسيّر الأحداث لايكن عندها غيبوبة سحرية تتغيّب عن شعبها هكذا ترى الحكومة مهما كانت.

لو قرنّا عمل الحكومة العراقية بهذه المواقف والمواصفات لرأيناها قد غُمست في غيبوبة الله العالم متى يكون الإفاقة منها وإلا فما هو التفسير والفوضى العارمة في الشارع العراقي.

للأسف الشديد أن الحكومة العراقية بعد أن سارت على أعتاب الخطط الأمريكية برسم سياسة العراق وتحديد الأطر العامة للسياسة الداخلية التي تم رسمها من قبل إدارة بوش وبتنفيذ السفير الأمريكي في العراق حيث أن الكل يعلم إنه لاتوجد سيادة عراقية وبعد أن تم إستلام حكومة المالكي حُدد له تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية بتطبيق مشروع المصالحة الوطنية وفعلاً أعلن عن هذا المشرع الذي قيل في بداية الأمر إنه لايشمل الذين تلطخت أيدهم بدماء العراقيين وبعد فترة وجيزة من إنطلاق هذا المشروع الذي طبلّت له بعض القوى السياسية النافذة في العملية السياسية بدأت مرحلة الأحاديث عن التعامل مع من حمل السلاح ضد القوات الأمريكية ثم تحول الحديث عن البعثيين الذين يريدون الإنضمام للعملية السياسية وهناك مفاوضات معهم بهذا الخصوص ثم بدأت مرحلة تتسابق مع التعامل مع البعثيين هي ضباط الجيش العراقي السابق الذين يفاوضون عن مايسمى بالمقاومة ولا أقصد الضباط من المراتب البسيطة الذين لاحول لهم ولاقوة.

الغريب في الأمر أنّ الحكومة العراقية تبدو في غيبوبة من المشهد المقابل الذي هو الشارع العراقي حيث إهتمت الحكومة بالتفاوض مع جملة من القتلة والإرهابية وسفكة دماء الشعب العراقي وذهبت الحكومة تطبل وتزمر أبواقها لأنجاح مشروع تم رسمة من قبل إدارة بوش وذلك للتجارب التي مورست في العراق بعد أحداث 2003 ونحن نعلم جيداً أن بوش وإدارته لايهمها حكومة المالكي أو غيرها ولايهمها ماتسير الأمور في الشارع العراقي إذا لم يكونوا هم المحرّك الرئيسي لذلك لأشعال نار الفتنة الطائفية.

نعد الى غيبوبة الحكومة التي تتعامل مع البعثيين الأنجاس الذين لايصلح لهم شأن إلا الإجتثاث من الأصل الذي يحاول بعض القادة من إلغاء هذا القانون فالملاحظ والمتتبع للشأن العراقي أن أحداث العراق بدأت تتزايد بعد إطلاق مبادرة رئيس الوزراء المالكي وتم تطبيق بعض بنودها أو بالأحرى الشروط التي مليت على رئيس الوزراء وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين حيث بعد أن تم أطلاق أكثر من ستة آلاف معتقل من المعتقلات تصاعدت عمليات الإرهاب وبإعتراف المالكي نفسه الذي قال هناك بعض الذين تم إطلاق سراحهم متورطون في عمليات إرهابية وكذلك طارق الهاشمي الذي أكد ذلك و بالرغم من مقتل الإرهابي أبي مصعب الزرقاوي إلا أن التدهور الذي حل بالعراق زيادة في العمليات الإرهابية وزيادة في الفوضى العارمة في الشارع العراقي وعدم سيطرة الحكومة على مجريات الأحداث فأين ترى سيطرة الحكومة العراقية في البصرة أو في كربلاء أو في الحلة أو في بغداد أين؟؟؟

لذا فهناك غيبوبة للحكومة العراقية غارقة بها والبعثيين والإرهابيين يعملون على الإطاحة بالحكومة والشعب العراقي من خلال خلق حالة من العمليات الإرهابية المزدوجة في كل مكان وتحريك الشارع العراقي للتذمر الذي ينظر الى حكومة عاجزة عن تلبية حاجاته الضرورية والمواد الغذائية في تزايد والمنتجات النفطية أصبحت كلها في السوق السوداء أضف الى ذلك كثرة الهجرة خارج العراق وعمليات التهجير القسري داخل العراق كل ذلك والحكومة تعم في غيبوبتها وعندما تكتب وتتحدث يقال عنك أنك تريد تحريك الفتنة الطائفية وينسون أنّ الفتنة الطائفية مصدرها البعث وأزلام النظام السابق الذين يتهافتون على الحكومة العراقية للتفاوض معها لذا فإن هذه الفترة من أخطر الفترات على حكومة المالكي الذي تصوّر عندما يطلق مبادرته للتصالح كل شيء يستقر ويعود الى أصله كلا فإن البعثية لم يهدأ لهم بال إلا إذا عادوا للسيطرة على العراق وتهجير أو الإطاحة بالحكومة العراقية إذا لم يصفوها جميعها....

نرجو أن تصحو الحكومة العراقية من غيبوبتها وتقضي على البعث لأنه آفة إذا لم تقضي عليه قضى عليك وإذا أردنا أن نكوّن حكومة عراقية قوية يجب أن نتعامل ونتصالح مع الشعب العراقي الذي سيقضي على آفة البعث في كل مكان وتبقى حكومتنا قوية بشعبها لابخطط إدارة بوش.

شوقي العيسى