نبهنا مقال الأستاذ عبد القادر الجنابي في إيلاف أمس، 9 يناير الجاري، إلى المؤتمر الذي يعقد في منظمة اليونسكو عن الإعلام في العراق على حساب الأموال العراقية.
الخبر لم يفاجئني ومع ذلك استغربت للحديث عن حرية الإعلام في العراق التي محيت زمن صدام وهي محاصرة اليوم من الأحزاب الإسلامية ومشايخ الدين الذين أصبحت لهم كلمة عليا في كل شأن وقضية.
الخبر دفعني للاتصال من لندن بصديق صحفي عربي مقيم بباريس فأكد النبأ وقال إنه حضر خطاب أمين اليونسكو وبعض مناقشات الورش. كما علمت أن القادمين من العراق هم مائة وهو ما قرأته أيضا أمس في تعليقات على مقال الجنابي، وقد حلوا على حساب الشعب العراقي في فندق من الدرجة الأولى.
لم أستغرب التبذير المروع للحكومة العراقية فهذا معروف، وثمة تساؤلات تطرح:
لماذا هذا العدد الضخم من المدعوين مع أن موضوعا كهذا يجب بحثه في حلقات ضيقة من نخب إعلامية حقا ومحترفة للمهنة الصحفية؟ هل هنا أيضا مبدأ الحصص؟؟
السؤال الأهم، كيف يمكن فصل حرية الصحافة عن السياسة ونحن نقول إنها من مقومات الديمقراطية؟ هل تتوفر حرية للصحافة عندما يرتعب الصحفي من نشر انتقاد لمقتدى الصدر أو الحكيم؟ هل يمكن في الأجواء العراقية الحالية أن تتوفر حرية للصحافة مع طغيان فرق ومليشيات الموت والمتطرفين الإسلاميين من كلا المذهبين؟ هل يستطيع المؤتمر إدانة تحريم الموسيقى والغناء وحتى ملابس الكرة وبنطلون الجينس؟ هل يجرؤ المؤتمرون الإجابة على ظاهرة ملاحقة المسيحيين والصابئة والنساء السافرات في العراق حاليا؟
كما كتب الجنابي لا حرية صحافة بدون توفر أمن المواطنين وسيادة القانون، ولا فائدة لكثرة الفضائيات العراقية عندما لا يتوفر الكهرباء للمواطنين ليشاهدوا الفضائيات المختلفة، وكيف يمكن ان تهمهم مؤتمرات كهذه بينما يخشى الواحد منهم الخروج من البيت ويرتدي كامل ملابسه ليل شتاء ارتجافا من برد الشتاء بلا كهرباء ولا وقود؟
إن هذه الملاحظات مضافة لما كتبه الشاعر الجنابي لا تعني قلة احترام للسيدات والسادة الحاضرين، فبينهم شخصيات ثقافية وفكرية ودينية متنورة وذات رصيد معروف. المسألة ليست هذه بل ما مر من تساؤلات للجنابي وفي كلمتنا هذه.
هكذا نقول إنه لا حرية للصحافة مع تسلط سيوف الموت على الصحفيين من كل جهة وحتى الأجانب منهم كذلك الصحفي الغربي الذي نشر مقالا يدين دور فرق الموت شبه الرسمية ي البصرة ودور إيران البارز والمفضوح؛ ولكن فرق الموت اختطفته في اليوم التالي وقتلته على نحو بشع.
عبد الرحمن الواسطي






التعليقات