منذ أكثر من - 30 - عاما وانا عاشق لكرة القدم لدرجة كنت بعض الاحيان أحضر بشكل يومي تدريبات المنتخب الوطني العراقي في ملعب الشعب ببغداد في زمن النجوم هادي احمد وفلاح حسن... ولكن رغم كل هذا العشق اليومي لكرة القدم فأني أرفض ان يطغي الاهتمام بكرة القدم على العلم والمعرفة ويخدر الجماهير وينسيها همومها الأساسية وخصوصا مأساة العراق الراهنة.


لكن عندما تكون كرة القدم والمنتخب العراقي وسيلة لإنبعاث مشاعر الانتماء الوطني وتوحيد ابناء المجتمع وتشعر ابناءالمجتمع بهويتهم الوطنية يصبح لكرة القدم في هذه الحالة وظيفة سياسية نبيلة تستحق منا كل الاهتمام والعناية والتشجيع.


تصاحب مشاركة منتخب العراق ببطولة ظاهرة رائعة وهي تعبير الجالية العراقية في الخليج عن وطنيتها من خلال تشجيعها للفريق العراقي، هذا التشجيع شمل كل الطبقات والاعمار رجال ونساء اطفال وشيوخ كلهم يصرخون بحب العراق واكثرهم يتوشحون بالعلم العراقي وبعضهم رسمه على وجهه.


صورة هذه السيدة العراقية المحترمة التي رسمت على خدها علم العراق هي واحدة من حالات التعبير عن الوطنية التي أنبعثت من اعماق الجرح العراقي كرد فعل وطني عظيم على كل ما يجري من جرائم الحرب الطائفية وتخريب البلد.


كلما أرى منظر الجماهير العراقية وهي تشجع الفريق العراقي.. تطفر الدموع من عيني... وأشعر بالأمل ويهتف صوت في داخلي يمزق طبقات يأسي وأحباطي ويذكرني ان من رحم الوجع ونزيف الموت تنطلق مشاعر الأنتماء الوطني وتصهر الروح الجمعية للشعب في مصهر الألم لتخلق هوية وطنية صافية من أمراض الطائفية والقومية.

خضير طاهر

*الصورتان من منتدى كورة العراقي.

[email protected]