يعد سلسلة الفضائح التي نشرتها مواقع الانترنت السورية عما يدور في تلفزيون السيدة ديانا جبور من محسوبيات وفساد وخلافات طالعتنا السيدة ديانا بمقالة نشرتها الثورة في 6-1-2008 ، واعادت نشرهاquot; كلنا شركاءquot; بعنوان quot;الحرة والحرية quot;، واطلعت عليها في النشرة لأني لا اقرأ الثورة مثلما لا أتابع تلفزيون السيدة ديانا ، المهم أن المقالة تناولت فيها قضية تناول قناة الحرة الأمريكية لتسمية الشهداء في فلسطين بالناشطين في بكائية طالما برع فيها مسئولو الإعلام السوري.
طبعا لا يشكك احد على وجه البسيطة من أن القتلى الفلسطينيين هم شهداء بمفهوم كل الأديان وأنهم سقطوا وهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم وفي أحسن الأحيان سقطوا وهم أبرياء جالسين في منازل ليست آمنة.
ولكن من المستغرب أن يرأس تلفزيوننا سيدة لا تعرف مصدر كلمة ناشطين وهي من المفترض أن تعرف كل خبايا الإعلام وكواليسه فكيف بموضوع واضح سطوع الشمس .
إن استعمال كلمة انتحاري عوضا عن فدائي،أو ناشط بدل شهيد ليست من اختراع قناة الحرة واتما الفضل في براءة الاختراع إلى إعلام الأنظمة العربية التي روجت لهذه الثقافة بعدما رهنت مصيرها للعم سام وللعولمة الأمريكية على طريقة َملَكي أكثر من الملك , كما أن أي متتبع للأخبار يرى ان القنوات التلفزيونية تبث أخبارها نقلا عن وكالات الأنباء التي تستعمل هذه الكلمات , واعتقد انه من المخجل آلا تعلم مديرة التلفزيون ان موظفيها يقومون باستبدال هذه الكلمات وهم يأخذون تلك الأخبار عن وكالات الأنباء .
ثم أن قناة الحرة تمول علنا من الكونغرس الأمريكي أي أنها تعترف بأنها تروج لخطاب اقرب لوجهة النظر الأمريكية ولهذا نجد أنها لا تبث إرسالها للداخل الأمريكي على أساس أن الإعلام الموجه للداخل يجب أن يكون حرا دون تدخل أو وصاية على عكس تلفزيون السيدة ديانا التي عندما انتقدت الحرة قامت بانتقادها على صحيفة رسمية لا يقرؤها سوى نفس الأشخاص الذين يتابعون برامج هذا التلفزيون.
إن ما كتبته السيدة ديانا إنما هو لوثة الدومينو الذي يشارك فيه كل طامح لمنصب أو من يريد تبييض صفحته علما أن الظهور الأول في شاشة غير سورية للسيدة ديانا بعد تسلمها إدارة التلفزيون العربي السوري هو في قناة الحرة عبر برنامج حواري ضم معارضين سوريين كان المعتقل أنور البني من ضمنهم وظهرت فيه السيدة منفتحة على الأخر ومستعدة للحوار والنقاش وربما الانتقاد لا لشيء سوى لان المرحلة كانت تتطلب ذلك ولان الجمهور عاوز كده ..واقصد جمهور السلطة أو أنها كانت تتبنى سياسة وزير الإعلام السوري السابق مهدي دخل الله الذي كان منفتحا رغم الضغوط عليه من كل حدب وصوب ثم أرادت ان ترسم لنفسها سياسة أخرى بتغيير الوزير السابق أي سياسة الوزير الحالي.
إلى متى نتحمل هذا النوع من المسؤولين المنفذين , متى يأتينا مسؤولين مبدعين خلاقين غير ملونين حسب المسؤول الأكبر منهم ، يأخذون المبادرة ويقدمون الاقتراحات البناءة , أليس الأجدر بالسيدة ديانا أن تناضل من اجل تغيير هذه المفردات التي تنتقدها في الإعلام الغربي quot; والعربي quot; بدل البكاء على الإطلال , أليس الأجدر بها ان تحاول إدخال قناة الحرة مجددا إلى سورية كي تقدم سورية وجهة نظرها في عقر الإعلام الأمريكي .
لماذا لا يقبل وزير السيدة ديانا افتتاح مكتب لقناة الحرة في سورية،وارتضى برحيل مراسلها في دمشق إلى واشنطن،ليستطيع ان يقول فيها ان الفلسطينيين هم شهداء أو مشروع شهداء إلى متى نتبع سياسة quot;عتم عتمquot; على طريقة مرايا الفنان ياسر العظمة .
هل تعلم مديرة التلفزيون ان الحرة تمتلك مكتبا ضخما في طهران لم يغلق أو يتأثر حتى بالمناوشات الأمريكية الإيرانية منذ أيام بل على العكس قامت إيران باستغلال قناة الحرة لتبث شرط مصور لما حدث في مضيق هرمز ردت فيه على الشريط الأمريكي
متى يتعلم المسؤولون السوريون؟ انتظر اليوم الذي لا يشعروني به بالخجل .
د. عمار قربي
مواطن يتابع قناة الحرة.
التعليقات