ببالغ الحزن والأسى أختي، أختي أحلام، أجمل الأحلام أنت التي تحققت بالملموس والمحسوس، وهذا أعز الانتصارات، لا شك في أن الوصول إلى ما وصلت إليه ليس بالشئ البسيط أو الهين، كبره ووسعه وقيمته هي كبر ووسع وقيمة الضريبة والتكلفة التي لا شك في أنها باهظة وباهظة جدا، مهما كان نوع التكريم والتقدير لن يرقى أبدا ليطغى أو يفي بمواساة المعاناة والجهد الذي يقدمه من يكتب معاناته وآلامه بحبر الغيظ والحرمان، بحبر الدموع والدماء، بحبر البحث عن الإنسان فينا وسهر الليالي بحبر وألوان رسم أمة بأكملها، الأمم التي أراد لها الخونة أن تدفن أجمل ما لديها من خيرة أبنائها.
إلا أن الرياح مازالت تجري بما لا تشتهيه السفن بفعل معظم من تسابق للجلوس في الصف والصنف الأول وخاصة منهم نجم الجمباز التلفزيوني كبير الفراغ والريع والرداءة، بمال غيره، بحقوق المنتجين من الأدباء والفنانين يساهم باسم المؤسسة العمومية التي لن تسدد بعد مستحقات من تعاملت معهم منا.
يساهم بما نهب منا دون خجل ولا حياء ليتباهى به وبالمن علينا في أعز المناسبات وتكريم الرجال والنساء منا.
أي تكريم هذا تشارك فيه( التلف زه) عفوا التلفزة، والكاتب السيناريست عيسى شريط يهان ويقضي ليلة كاملة يبحث عن غرفة محجوزة باسمه يوم استضافته الأخيرة (اليتيمة كما قال الفنان ملك الراي خلد) في ليلة من الليالي المشئومة عليه وعلى كل الكتاب لو لم ينقذه الضيف الثاني الذي تنقل من العاصمة لسيدي فرج ليأخذه معه للبيت، نشر عيسى شريط الموضوع بالشروق اليومي محذرا، لألا يقع ضيف آخر في مثل هذه المواقف المشينة والمسيئة للكتاب وللمثقف بصفة عامة.
دمعتك سيدتي التي كادت أن تسقط وحشرجة صوتك أكدت ذلك، نجحت بأعجوبة لسحبها، حسننا فعلت لأن معظم الحضور ذوي الألقاب الفضفاضة والمناصب بالوصاية والريع الثقافي أقزام الولائم وتبديد أموال الدولة واكتنازها بالطرق الملتوية والمؤسسات الافتراظية
ليسوا أهلا لذلك،لأن دمعة مثل تلك في مواقف، لا يفهمها ولا يقدرها حق تقدير إلا أمثالك.
عزمت على الحضور بكل قوة، القوة التي خانتني في النهاية ولن أحضر تلك المهزلة التي تسببت في خيبتك التي ما كنت أتمناها لنفسي قبل أن أتمناها لك سيدتي.
تتبعت الحدث باليتيمة التي أولت الاهتمام لنجم جمباز الريع والشيتة ولكرم المؤسسة اليتيمة بالفتات الذي يرجع لحقوق المسحوقين الغير مسددة.
غابت الإذاعة عن هذا الحدث والمشاركة فيه ماديا ليزيد مبلغ الجائزة عن القيم المادية المعلنة، ولا أضن أنها تبخل بذلك لو كان لها ما يبرر ذلك قانونيا وخاصة أن الكل يعرف من هو مديرها العام الذي يهمه الأمر قبل أي كان، لنطرح السؤال تحت أي قانون بررت التلفزة ذلك؟ متعودة....
دفعت التلفزة مقابل إشهار لنفسها، الله لا يكثر لها خير في ذلك.
وتبقى جائزة مالك حداد أكبر من ذلك ومن الأقزام المتملقين الراكعين تحت أقدام أحلامنا التي لا يحاط بها ولا يحيط بها إلا أمثالها من أبناء الجزائر والأمة العربية الأحرار.
دمت من أجمل بنات الجزائر وأجمل بنات العالم الإنساني بأكمله.
الفنان محمد بوكرش
التعليقات