الفايس بوك وترجمته الحرفية quot;كتاب الوجه quot;موقع له شعبية كبيرة،بدأه طالب من جامعة هارفارد ليكون مكانا للقاء طلبة الجامعة وتعارفهم،واتسع اليوم ليضم مشتركين من شتى أنحاء العالم،وقد عرضت عليه مايكروسوفت مبلغ خمسة بلايين دولارا لشرائه لكنه رفض هذا العرض فهو يرى أنه يستحق أكثر من ذلك بكثير وخاصة أنه أصبح موقعا معلوماتيا واقتصاديا خطيرا.
واذا كان هذا الموقع وأمثاله يعتبرون انقلابا في أسلوب التواصل والاتصال في العالم فانه في مجتمع مثل المجتمع السعودي هو أكثر من ذلك بكثير،فمجتمع يفرض العزلة الكاملة بين الذكور والاناث في الجامعات والأسواق وأماكن العمل يأتي مثل هذا الموقع لينسف كل هذه (المبادئ ويؤسس لأسلوب جديد في التعامل من حيث الدردشة وتبادل الأخبار والاهتمامات والاستعراض وحتى للخيال وأحلام اليقظة والادعاء والتشاوف.
أكثر من مئة ألف سعودي وسعودية يشترك في هذا الموقع، وتجد أن بعض المراهقين يتعرفون على أقاربهم من خلاله،ويستعرضون صورهم و(بوزاتهم )ويعرضون أغانيهم المفضلة ومقاطع الفيديو المنزلي الحميمة في عالم افتراضي نجح في كسر الحواجز والأسوار و(البارتيشنز)التي فرضت عليه خارجه.
ومن خلال الفايس بوك نجد الكثير من السعوديات اللواتي يشتركن فيه ويعبرن عن أنفسهن بكل جرأة،في تحد كبير للوضع المتعارف عليه للفتاة السعودية،لكن يظل ما يضحكني ولم أجد له تفسيرا هو الصورالتي تنشرها الفتاة السعودية على الموقع،لتظل دائما المرأة السعودية غير.
فهي لم ترضخ لقوانين الأسرة والمجتمع وتركت صفحتها على الموقع بلا صورة شخصية،وفي نفس الوقت لم تنشر صورتها كماهي وهذا ما لاحظته في صفحات بعض قريباتي المراهقات والشابات،هل تعرفون ماذا فعلت؟
تنشر المشتركة السعودية صورتها الحقيقية ووجهها الحقيقي ولكن بعد أن تحذف منه أحد أجزائه،اما أن تحذف الفم فستشاهد صور للفتاة وهي تشرب القهوة ولا تظهرسوى عينيها الجميلتين من خلفه،أو تلتقط صورة لشفتيها المكتنزتين دون سائر الوجه أو صورة تؤخذ لها من الخلف وغير ذلك من الصور التي تستحق فعلا معرضا فنيا وتحليلا نفسيا؟
ليكون quot;كتاب الوجه quot;لدى السعوديات دون غيرهن...بلا وجه.
ريم الصالح
[email protected]
التعليقات