بالرغم من اني من مؤيدي الصداقة مع اميركا لأهميتها الاقتصادية والعلمية والعسكرية، ولكني لا اؤيد الحيل والكذب والمراوغات التي تفتعلها فتحقق كل ما تريده على حساب الشعوب الضعيفة، اضرب لكم مثلا بسيطا وهو حربها ضد العراق وكيف استطاعت الضغط على مجلس الأمن لاصدار قرار يشرعن حربها، ومن ثم ايضا استطاعت بحيلها ان تحقق اتفاقا امنيا مع العراق بالرغم من علمنا بانه لا يجوز لدولة محتلة دولة ان تعقد مع حكومة تلك الدولة اتفاقية تسمح لها بالتواجد على ارضها وكأن اميركا بحاجة الى اتفاقية لتحدد حركتها وتواجدها على اراضي الدول، وهل يستطيع احد ان يوقف اميركا اذا ما اردت شيئا يخدم مصالحها..لا اعتقد!!!!!!


وحسب اعتقاد الكثيرين من المحللين بان هناك ظروف معينة وسينوريهات قد تم تهيأتها مناصفة مصالح بين اميركا وبين الكتل المتنفذة في السلطة العراقية وبعض الدول الاقليمية والراغبة لتمرير هذه الاتفاقية الأمنية خدمة لمصالحها الستراتيجية، كما انهم اي المحللين..على علم بان كل ما يجري في اروقة الحكومة ومجلس النواب من قرارات وتوصيات منذ 2003 فان ظاهرها وغطاءها شرعي، ولكن في حقيقتها لا تخلو من مساومات وتوافقات غير شرعية، وهذا هو ما يسمى بالخداع السياسي والذي استخدمته اميركا ومن والاها في العراق، ان موافقة مجلس النواب مطلوب وهو الأساس كما هو
مدون في الدستور العراقي والذي هو الآخر مشكوك في بعض بنوده، كما انه.. اي مجلس النواب يمثل رأي الشعب كما ورد في الدستور وهو الغطاء الشرعي لعقد اي اتفاقية مع اي دولة كانت، وطبعا فان دول العالم المتحظر عندما ترى مجلسا يمثل شعبا قالت اميركا عنه انها قد حررته من الدكتاتورية، فهذا يعني ان على هذه الدول ان تحترم قرارات هذا المجلس، والا.....الغضب الساطع آت والعقاب جاهز!


ان ما هيأ في العراق لتمرير الموافقة على هذه الاتفاقية ليس بغريب على المتابعين،واليكم بعض من هذه التهيأت.

اولا.. دعوة اعضاء مجلس النواب بكامل اعضاءه واعلامه مسبقا بان دعوتهم هذه مهمة وملحة وذلك للاجتماع والتصويت على زيادة رواتبهم ومنحهم واهاليهم جواز سفر دبلوماسي مدى الحياة، فهرعوا الجميع للحظور، واذكر بان مجلس النواب لا يكتمل نصابه الا في مثل هذه الحالات..ارد اشوف منو مراح يصوت!

ثانيا.. اشاعة فكرة تدخل عسكري من قبل ايران او سوريا وذلك لسد الفراغ الأمني الذي سيحدث نتيجة عدم الاتفاق مع اميركا، وقبلها احداث بعض التفجيرات والعنف هنا وهناك، وهذا طبعا يخيف غالبية العراقيين.

ثالثا..توجيه الانظار الى اهمية السيد المرجع السيستاني وبكثافة باعتباره صاحب القرار في العراق، وكلنا يعرف تأثير سماحة السيد السيستاني في مجريات الاحداث.

رابعا..تسليط الضوء على بضع من العراقيين العائدين من المهجر، وهذا سيجعل لدى العراقيين نوعا من الاسترخاء والطمأنينة.

خامسا..التلميح الى ان الحكومة العراقية غير راغبة بعض البنود، فتبادر الى تغيير بعض البنود من الاتفاقية وهذا بالطبع شعر العراقيين بان الحكومة استطاعت لوي ذراع اميركا وهي المسيطرة...
هذا ما استطعت الكشف عليه من خلال المصادر الاعلامية والتصريحات والخطب وقد يكون هناك المزيد من الاعيب السياسة خاصة اذا ظهر لاحقا بان ايران ساهمت في عقد هذه الاتفاقية مساومة اميركا لتسهيل انتشارها في المنطقة العربية لضبط ثورات العرب القومية..فهل سينتقل العراق الى مكان آخر ليصبح موطن الكذابين..لا سامح الله !...والله اعلم.

ادورد ميرزا
استاذ جامعي