أمام كل كاميرات العالم خلال المؤتمر الصحفي الذي اجراه الرئيس الامريكي جورج بوش بمعية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد اليوم، انبرى رجلا غاضبا حاملا حذاءه ومصوبا اياه لوجه رئيس اضخم دولة في العالم!
شخصيا أحزنني هذا الموقف بنفس الدرجة الذي اخجلني فيها ان اكون انا وهذا الشخص ننتمي الى دولة مايسمى quot;العراق الاتحادي الفيدراليquot;. نعم أقول بصراحة انه لم يشرفني هذا الرجل بهذا الفعل فقد كانت أدوات الرفض والشجب اكثر من استخدام النعل فهي اللغة الهابطة والحقيرة والتي لاتنم عن خلق ايا كانت دوافعها ومسبباتها! الانكى من ذلك ومهما اختلفنا مع الرئيس الامريكي والاجندة الامريكية في العراق ولكن الرجل كان ضيفا علينا وليس من شيم ولا اخلاق العراقيين ان يعاملوا ضيوفهم بهذا اللون من الدناءة والحقارة وسوء الخلق. الرئيس الامريكي كان ضيفا على كل العراقيين قبل ان يكون ضيفا على دولة رئيس الوزراء نوري المالكي والحذاء الذي صوبه هذا المعتوه كان مصوبا الى كل العراقيين بما فيهم دولة رئيس الوزراء وحكومته وهو ما لانقبله ولانستسيغه ايا كانت المبررات والدواعي!
مايحزنني حقا ان هذا الرجل لم يكن لديه القدرة ولا الشجاعة على رفع هامته امام رجل الامن في زمن صدام حسين كما ليس لديه الشجاعة على الاقدام على نفس الفعل لمواجهة اصغر عضو في اصغر حزب بينما هو اليوم يقف بكل جرءة وصلافة ليصوّب حذاءه نحو الرئيس الامريكي وبوجود رئيس الوزراء العراقي وامام كاميرات العالم أجمع فأية وضاعة واية حقارة وصل البعض منا لها؟! هذا الرجل تناسى ان الحرية التي يتمتع بها سببها الرئيس الامريكي نفسه ولولاه لجثم صدام على صدور العراقيين حتى خروج المهدي المنتظر! انه لاشك سوء استخدام الحرية وسوء فهم للديمقراطية لدرجة التعاطي بكل سفاهة وعدم مسؤولية. فهل كان هذا الفعل من الاسلام في شئ او من الوطنية في شئ او من العشائرية في شئ او حتى من اخلاق العصابات في شئ؟! لاخانة لهذا الفعل الا خانة quot;العربجيةquot; ورواد الاماكن الهابطة كأصحابها.
استنكارنا لهذا الفعل الهابط والطريقة السوقية ليس دفاعا عن الرئيس الامريكي وان كان لابد بقدر ماهو دفاع عن كرامتنا واخلاقنا وماتربينا عليه من اخلاق رفيعة وتربية عالية ورثناها عن الاباء والاجداد حتى صارت من صلب هويتنا العراقية والاسلامية. دفاعنا ينطلق من مورثنا الاجتماعي الذي نباهي به الامم فمن متى كان العراقي الا صاحب شهامة ونخوة وغيرة وحمية؟!
شاهدت الحدث مرات ومرات ولازلت اكذّب ماترى عيني فهل بيننا حقا اشباه هذا الرجل ممن لايعيرون معنى ولااهمية لكل شئ سوى العنجهية والهمجية والانحطاط. عمل يندى له جبين الحكومة العراقية التي أدخلت هذا الرجل لهكذا مؤتمر ولابد ان تقدم الحكومة العراقية والبرلمان العراقي اعتذارا رسميا ولابد لكل الفعاليات العراقية الرسمية والمدنية ان تنبري وتشجب هذا الفعل المنافي لاخلاقنا فهو لاشك فعل منحط اقدم عليه معتوه لابد ان ينال جزاءه.
رياض الحسيني
كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل
التعليقات