في عملية تفجير سيارة بالامس في دمشق، تم اغتيال القيادي المهم في حزب الله عماد مغنية، والمعروف عن الرجل انه كان يتكتم على تحركاته ولم يكن معروفا على المستوى الاعلامي، ولم يكن هناك من يعلم مكانه حتى على مستويات متقدمة في حزب الله نفسه، لانه كان مطلوبا من قبل جهات دولية عديدة، ومنها الولايات المتحدة لامريكية واسرائيل بالخصوص، كارهابي خطر، حتى ان الولايات المتحدة عرضت مبلغا كبيرا لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى كشف مكانه او الاقتناص منه.


والمعلومات المتوفرة عنه تنبهنا الى انه تدرب على يد الحرس الثوري، وشارك بعمليات عديدة من قتل المارينز وتفجير السفارة العراقية في لبنان وعملية اختطاف طائرة كويتية وعمليات في تركيا واوربا، بحيث بات مطلوبا لجهات عدة في مختلب بقاع العالم.


وصباح اليوم اعلن حزب الله عن مقتل الثعلب الشيعي كما سمي او الحاج كما كان يطلق عليه السيد حسن نصر الله، وبالطبع وكالعادة اتهم حزب الله اسرائيل بتنفيذ العملية، واسرائيل يمكن ان تتهم بكل شئ، والاسباب موجودة فهو مطلوب منها وانه وجه لها ضربات قوية وخصوصا في عمليات الحرب الاخيرة.


ان توجيه اصابع الاتهام ضد اسرئيل في كل عملية تطال احد ممن يظهر في المجال السياسي او العسكري، وباي صفة كان ظهوره، صارت عملية مقرفة وتؤدي الى استمرار الحياة السرية والخضوع لسلطة الاجهزة السرية المختلفة، وبالتالي واد الديمقراطية والتطور السياسي المنشود في المنطقة، فاذا، لماذا البحث عن الحقيقة في اي امر اذا كان المشجب حاضرا وهو هنا اسرائيل؟


والظاهر من سيرة الامور ان اغتيال عماد مغنية يرتبط بجهات وملفات اخرى، واهمها التطورات الجارية في قضية المحكمة الدولية وتوجهها نحو الانعقاد ومهما كانت النتائج، وعدم خضوع الاكثرية الحاكمة في لبنان الى الابتزاز المستمر المسلط عليها من قبل الاقلية بقيادة حزب الله. ان حزب الله وقائده وحلفائهم في دمشق باتوا مقتنعين ان المحكمة في طريقها للانعقاد وللوصول الى الرؤس المنفذة لعمليةاغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهذا الامر بات يقلقهم، لانه يعني الوصول الى الرؤس الاهم، ومن هنا الظاهر انه كان لا بد ان يتم الغاء الحلقة الاهم في هذا الملف، لكي يفقد الخيط او الطريق، فيمكن اتهام ان مغنية قد نفذ العلملية لبجهات اخرى، اثرت فيه بصورة من الصور ( ولما لا تكون اسرائيل ايضا). ان اغتيال مغنية اليوم هو ضرب عصفوين بحجر واحد، اولها ابعاد الانظار عن الدور الايراني ودور حزب الله وجهات ضمن الاجهزة السورية، ومن جهة اخرى ان تشيعيه يجب ان يتصادف مع الدعوة للتظاهر في الذكرة الثالثة لاغتيال الحريري. ان هناك عملية قتل لاخفاء الحقيقة، وهناك محاولة للاستفادة من هذا القتل لزيادة حجم المساندة، فالناس تعشق الموتى ولم لا.

تيري بطرس